تقاريرعربي ودولى

رغم حملات الضغط الصهيونية .. رشيدة طليب وإلهان عمر تتحديان وتحافظان على مقعديهما

في معركة سياسية عنيفة سادت فيها أصوات جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة الأمريكية، خرجت النائبتان رشيدة طليب وإلهان عمر منتصرتين بعد فوزهما بمقاعد الكونغرس، متحديتين تيارات قوية سعت بلا هوادة لإسقاطهما لكن رغم كل العراقيل والمضايقات أثبتت هاتان النائبتان، اللتان لطالما تصدرتا المشهد السياسي الأمريكي، أن أصوات الحق والعدالة لا يمكن قمعها بسهولة

فوز رشيدة طليب ورسوخ مكانتها رغم التحديات

رشيدة طليب، التي تعد أول امرأة من أصل فلسطيني تدخل أروقة الكونغرس الأمريكي، نجحت في الحفاظ على مقعدها لولاية رابعة ممثلة عن ولاية ميشيغان.

وتعتبر ولاية ميشيغان ساحة سياسية رئيسية، حيث خاضت نائبة الرئيس كامالا هاريس معركة انتخابية شرسة فيها دون أن تتمكن من تحقيق النجاح. وقد أكدت وكالة أسوشيتد برس فوز طليب، مما يعكس قوتها السياسية المتنامية رغم الضغوط الكبيرة التي تعرضت لها من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل.

طليب، التي لطالما كانت صوتا مدافعا عن القضية الفلسطينية، رفضت الانصياع لأجندات اليمين الأمريكي وأثبتت تمسكها بمبادئها رغم كل الضغوط.

ومما يزيد من قوة طليب أنها الوحيدة من بين عضوات “السكواد” وهي مجموعة يسارية داخل الحزب الديمقراطي تتألف من أربع نائبات يطلق عليهن لقب “الفرقة” لم تعلن تأييدها لنائبة الرئيس هاريس خلال الانتخابات الرئاسية

طليب ظلت حريصة على التعبير عن مواقفها الشجاعة تجاه القضية الفلسطينية وانتقدت بشدة مواقف الديمقراطيين المؤيدة لإسرائيل.

كما لم تتردد في إطلاق انتقادات لاذعة لإدارة بايدن التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، ووصفت تلك الإدارة بأنها متواطئة في مجازر الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة.

وعلى الرغم من كل الهجمات التي واجهتها بسبب مواقفها، خرجت طليب من الانتخابات منتصرة، مؤكدة أن الشعب يقف إلى جانب الحق وأن صوتها لا يمكن كتمه بسهولة

إلهان عمر تتحدى استهداف اللوبيات وتعود بقوة

أما النائبة إلهان عمر، التي قدمت إلى الولايات المتحدة كلاجئة صومالية، فقد استمرت في نضالها وتمكنت من الفوز بولاية ثالثة ممثلة لولاية مينيسوتا.

رغم الاستهداف الكبير الذي واجهته، فقد أظهرت عمر إصرارا استثنائيا على متابعة مسيرتها السياسية مدافعة عن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

عمر مثل زميلتها طليب، كانت عرضة لهجمات شرسة من اللوبيات المؤيدة لإسرائيل، خاصة بسبب موقفها المعارض للحرب التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة

عمر التي كانت صريحة جدا في انتقادها لسياسات الولايات المتحدة الخارجية تجاه الشرق الأوسط أكدت مرارا أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يساهم بشكل مباشر في ارتكاب الاحتلال مجازر وإبادة جماعية ضد المدنيين.

وتعرضت عمر لهجمات واسعة النطاق في الإعلام الأمريكي كما واجهت حملة دعائية ممولة من جماعات الضغط تهدف إلى تشويه صورتها وإسقاطها من المشهد السياسي.

ولكن مرة أخرى، خرجت عمر من تلك المعركة السياسية الصعبة منتصرة، معلنة أن لا شيء يمكن أن يوقف نضالها من أجل العدالة

رسالة قوية في مواجهة الاحتلال

لم تتوقف طليب وعمر عند الحفاظ على مقعديهما بل ذهبتا إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد انضمتا إلى مجموعة من النواب التقدميين، من بينهم كوري بوش وأندريه كارسون وسمر لي، في إرسال رسالة تطالب بتقديم تقرير مفصل حول دور الولايات المتحدة في الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

الرسالة استندت إلى قرار سلطات الحرب لعام 1973 الذي يفرض على الكونغرس التفويض بأي عمل عسكري في الخارج.

وجاء في الرسالة أن إدارة بايدن متورطة في صراع إقليمي آخذ في التوسع دون أي تفويض مناسب من الكونغرس، مما يشكل انتهاكا واضحا للقوانين الأمريكية

هذا الموقف الجريء يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها طليب وعمر من داخل المؤسسة السياسية الأمريكية ومن جماعات الضغط الخارجية، لكنه أيضا يبرز حجم التأييد الشعبي الذي يحظيان بهما في مواجهة تلك الهجمات.

فهما لا تتحدثان فقط باسم الفلسطينيين أو المسلمين بل تمثلان صوتا لكل من يسعى إلى العدالة ويرفض سياسات القمع والاستبداد سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها

الجمهوريون ومجلس الشيوخ .. هل من تأثير؟

في خضم هذه المعركة السياسية الحامية، تمكن الجمهوريون من قلب الطاولة في مجلس الشيوخ، حيث فازوا بأغلبية المقاعد بعد انتزاعهم لمقاعد ديمقراطية في ولايتي غرب فرجينيا وأوهايو.

هذا التطور قد يغير بعض معالم اللعبة السياسية في واشنطن لكنه لن يكون بالضرورة عاملا حاسما في تغيير موقف الولايات المتحدة من القضية الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار احتفاظ الجمهوريين بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب.

ومع ذلك فإن استعادة الجمهوريين لأغلبية مجلس الشيوخ يشكل تحديا إضافيا لإدارة بايدن التي ستواجه ضغوطا كبيرة في تنفيذ سياساتها الخارجية

ورغم هذه التحولات السياسية، لا تزال طليب وعمر ثابتتين في موقفهما، متحديتين كل الصعوبات، مصممتين على فضح التواطؤ الأمريكي مع الاحتلال الإسرائيلي.

فالنضال من أجل العدالة بالنسبة لهما ليس مجرد قضية انتخابية بل هو معركة أخلاقية يجب أن تستمر حتى تحقيق النصر النهائي للشعوب المضطهدة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى