ترامب يكتسح بـ 51% في سباق البيت الأبيض وصدمة للديمقراطيين بـ 47.6%
في مشهد سياسي مشحون بالتوتر والجدل الحاد، يتصاعد السباق الرئاسي في الولايات المتحدة نحو النهاية حيث شهدت الانتخابات الأمريكية فوزًا مدويًا لدونالد ترامب في عدد من الولايات الكبرى والحاسمة
بينما كانت كامالا هاريس تكافح من أجل الحفاظ على موقعها في مواجهة هذا السيل الجارف من أصوات الناخبين في العديد من الولايات التي تشكل مفتاح النصر في السباق إلى البيت الأبيض.
ترامب يهيمن على الخريطة الانتخابية
دونالد ترامب تمكن من تحقيق فوز مذهل في كل من تكساس وفلوريدا بالإضافة إلى 14 ولاية أخرى، معززًا تقدمه في السباق الرئاسي حيث انتزع أيضًا انتصارات في إنديانا وكنتاكي ووست فرجينيا وألاباما وكارولينا الجنوبية وميسيسيبي وأوكلاهوما وتينيسي وأركنساس وداكوتا الشمالية والجنوبية ولويزيانا ووايومنغ وأوهايو
هذا الانتصار القوي جاء ليؤكد من جديد قدرة ترامب على حشد القاعدة الشعبية الجمهورية والمحافظة على التفوق في ولايات تقليدية تعتبر معاقل للجمهوريين ليصل بذلك إلى 230 صوتًا انتخابيًا في المجمع الانتخابي.
هاريس تواجه ضغوطًا كبيرة
على الجهة الأخرى تمكنت كامالا هاريس من تأمين ولايات الديمقراطيين التقليدية في الشمال الشرقي، حيث فازت في إلينوي بالإضافة إلى ولايات فيرمونت وكونيتيكت وماساتشوستس وماريلاند ورود آيلاند ونيوجيرسي وديلاوير ونيويورك بفضل دعم القاعدة الديمقراطية الراسخة في تلك المناطق
ومع ذلك يبدو أن خسارة هاريس في ولايات متأرجحة أخرى جعلت طريقها نحو البيت الأبيض أكثر تعقيدًا وصعوبة، حيث تتوقف النتيجة على نتائج ولايات حاسمة مثل بنسلفانيا وجورجيا وميشيغان وويسكونسن.
الفارق الانتخابي الحاسم
ترامب حصل على دعم 59,694,102 ناخب بنسبة 51% من إجمالي الأصوات الشعبية، فيما جمعت هاريس 55,631,443 صوتًا بنسبة 47.6%
مما يعكس الانقسام الحاد في المشهد السياسي الأمريكي مع ذلك لا يزال السباق محتدمًا خاصة في الولايات المتأرجحة التي لم تحسم نتائجها بعد ومع تقدم ترامب بشكل لافت في العديد من هذه الولايات يبدو أن الديمقراطيين في حالة ذعر متزايد.
خسارة مفاجئة في مجلس الشيوخ
بينما كانت هاريس تكافح للحفاظ على قاعدتها الانتخابية تعرض الديمقراطيون لضربة أخرى في مجلس الشيوخ حيث خسروا مقعدًا حاسمًا يعزز من فرص الجمهوريين في الاستحواذ على الأغلبية في المجلس هذه النكسة تشكل ضربة مزدوجة للديمقراطيين الذين كانوا يأملون في الاحتفاظ بمقعدهم وتقليص هيمنة الجمهوريين على مجلس الشيوخ في السنوات المقبلة.
بنسبيافانيا وجورجيا: ساحات المعركة الحقيقية
إديسون ريسيرش أشارت إلى أن ترامب يتقدم بشكل طفيف في ولاية بنسلفانيا الحاسمة بنسبة 51.2% مقابل 47.8% لهاريس بعد فرز 80% من الأصوات فيما يُنظر إلى هذه الولاية باعتبارها واحدة من أهم ساحات المعركة
في هذا السباق نظرًا لأهميتها في عدد الأصوات بالمجمع الانتخابي وكذلك هو الحال في جورجيا حيث يتقدم ترامب بنسبة 50.9% مقابل 48.2% بعد فرز 91.1% من الأصوات ومع ذلك لا تزال النتائج النهائية في هاتين الولايتين قيد الانتظار وقد تستغرق أيامًا حتى يتم الإعلان عن الفائز النهائي.
الفوز بالكاليفورنيا يعزز فرص هاريس
رغم العقبات تمكنت هاريس من انتزاع ولاية كاليفورنيا التي تحظى بأكبر عدد من الأصوات في المجمع الانتخابي حيث تضم 54 صوتًا انتخابيًا هذا الانتصار رفع إجمالي أصواتها إلى 205
مما يشير إلى أنها لا تزال في المنافسة بقوة وتنتظر الحسم في الولايات الحاسمة الأخرى التي يمكن أن تغير مجرى السباق الرئاسي.
الولايات المتأرجحة الأخرى تبقى في ميزان الخطر
ومع تقدم ترامب في ولايات مثل ويسكونسن وكارولاينا الشمالية يبدو أن السيناريو الأسوأ قد يتحقق بالنسبة للديمقراطيين فالفوز في هذه الولايات يضمن له تحقيق أغلبية مريحة في المجمع الانتخابي ويقربه من الوصول إلى الرقم الحاسم البالغ 270 صوتًا
فيما تشير التوقعات إلى أن إعلان النتائج في بعض هذه الولايات قد يتأخر بسبب استمرار عمليات الفرز ووجود نزاعات قانونية محتملة حول التصويت بالبريد.
المفاجآت في الساعات الأخيرة
الإثارة لم تتوقف عند هذا الحد إذ أشارت بعض التوقعات إلى أن هاريس قد تتمكن من قلب الطاولة في اللحظات الأخيرة حيث سجلت تقدمًا ضئيلًا في ميشيغان بنسبة 51.1% مقابل 47.1% بعد فرز 30% من الأصوات لكن هذه المؤشرات تبقى غير مؤكدة حتى الآن بسبب تقارب النتائج بين الطرفين مما يجعل احتمال حدوث مفاجآت في اللحظات الأخيرة أمرًا واردًا بشدة.
التوقعات المتضاربة ترسم مشهدًا غامضًا
في ظل هذه النتائج المتضاربة تستمر المعركة الانتخابية دون حسم واضح إذ تتباين التوقعات حول من سيكون الفائز النهائي
فالعديد من وكالات الأنباء الكبرى مثل أسوشييتد برس وإديسون ريسيرش وفوكس نيوز تصدر توقعات متناقضة بين تقدم ترامب في بعض الولايات وتقدم هاريس في أخرى ومع تعقد المشهد الانتخابي يبدو أن الطريق إلى البيت الأبيض لن يكون سهلًا لأي من المرشحين.
الأسئلة المحورية: هل أمريكا مستعدة لتسليم السلطة لامرأة؟
بينما يتابع العالم بترقب شديد هذه الانتخابات غير العادية يبرز سؤال جوهري هل الولايات المتحدة مستعدة بالفعل لأن تتولى امرأة منصب الرئاسة للمرة الأولى في تاريخها إن وصول هاريس إلى البيت الأبيض سيكون إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق ولكنه أيضًا يعكس الانقسام العميق في البلاد حول قضايا المساواة بين الجنسين والعرق والسلطة السياسية.
ختامًا ما تزال نتيجة الانتخابات الأمريكية غير محسومة بعد في ظل تقدم ترامب في عدد من الولايات الحاسمة في الوقت الذي تتزايد فيه فرص هاريس في ولايات أخرى لكن من المؤكد أن هذه الانتخابات ستكون واحدة من أكثر السباقات إثارة وشراسة في تاريخ الولايات المتحدة حيث لا يمكن استبعاد حدوث تقلبات مفاجئة في اللحظات الأخيرة