ترامب 55% وهاريس 44%: التزوير والاتهامات تشتعل مع النتائج الأولية
بدأت مساء الثلاثاء الساعة السابعة مساءً في ست ولايات شرقية من الولايات المتحدة الأمريكية عمليات التصويت في الانتخابات الرئاسية، لتحدد ملامح السباق الأكثر اشتعالاً في التاريخ الأمريكي الحديث.
في هذه اللحظات الحاسمة، كانت الأعين مشدودة إلى كل تفاصيل التصويت بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب وخصمته مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.
هذا السباق لم يكن مجرد انتخابات رئاسية، بل معركة ذات أبعاد سياسية، اجتماعية، وعاطفية لكل مواطن أمريكي.
ترامب يحصد أولى الانتصارات وهاريس تسجل انتصاراً غير مفاجئ
في أولى نتائج الانتخابات، أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية فوز ترامب في ولايتي كنتاكي وإنديانا، بينما فازت كامالا هاريس بولاية فيرمونت. النتيجة كانت متوقعة ولكن هذا لم يقلل من وطأة المعركة.
ترامب أضاف 19 صوتاً انتخابياً إلى رصيده في حين حصلت هاريس على 3 أصوات. ولكن الفارق بين المرشحين ما زال شاسعاً، حيث يتطلب الفوز النهائي بالانتخابات 270 صوتاً انتخابياً من أصل 538.
ورغم هذه النتائج الأولية، يبقى السكون في الولايات المتبقية، والقلق في الأجواء، حيث لا تزال العمليات الانتخابية مستمرة في بعض الولايات المتأرجحة.
التهديدات بالتزوير تلوح في الأفق
وفيما كانت عمليات التصويت تسير في الولايات الأخرى، بدأ ترامب في إثارة الجدل بمزاعم حول “التزوير الواسع النطاق” في مدينة فيلادلفيا التي تعد معقلاً للديمقراطيين في ولاية بنسلفانيا. هذا التصريح جاء دون تقديم أي أدلة ملموسة، ليشعل جدلاً واسعاً في الساحة السياسية.
ترامب أكد أنه تلقى تقارير من “مصادر موثوقة” تشير إلى وجود عمليات تزوير واسعة النطاق في المدينة، خاصة في مناطق التصويت السريع. لكن السلطات المحلية في فيلادلفيا ردت على هذه الادعاءات بنفي قاطع، مؤكدين أن التصويت جرى بشكل آمن ونزيه. على الرغم من ذلك، استمرت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في تداول هذه الأنباء، مما أسهم في تأجيج المناخ السياسي المتوتر.
الولايات المتأرجحة: جوهر المعركة الانتخابية
تمثل الولايات المتأرجحة عنق الزجاجة في هذه الانتخابات، حيث أن النتيجة النهائية ستعتمد بشكل كبير على كيفية تصويت هذه الولايات.
ورغم أن ترامب فاز بولايات كنتاكي وإنديانا، إلا أن المعركة الحقيقية تدور في ولايات مثل جورجيا وبنسلفانيا وأريزونا. هذه الولايات هي التي ستحدد بشكل نهائي مصير الانتخابات، خصوصاً مع وجود تفاوت ضئيل بين المرشحين في هذه المناطق.
النتيجة في هذه الولايات يمكن أن تكون فاصلة في تحديد من سيظفر بكرسي الرئاسة في البيت الأبيض. ومن المتوقع أن يستمر التصويت فيها لعدة ساعات، مع كل التوقعات بأنها قد تزداد تعقيداً مع مرور الوقت.
أزمة الثقة في النظام الانتخابي الأمريكي
ما يعكس خطورة الانتخابات هذه المرة هو الأزمة العميقة في ثقة المواطنين في نزاهة الانتخابات. ترامب لم يتوقف عن الحديث عن “الغش والتلاعب” في العملية الانتخابية، حتى وإن لم يقدم دليلاً واحداً على ما زعمه.
هذه الأجواء المشحونة من الشكوك والتكهنات قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة في حال كانت الانتخابات حاسمة في الولايات المتأرجحة. في ظل هذه الأجواء، بات من الصعب التنبؤ بكيفية سير الأمور في الأيام المقبلة، خاصة إذا ما استمر ترامب في نشر مزاعم التزوير.
مراكز الاقتراع مغلقة الآن، ولكن المعركة لم تنتهِ بعد
بينما أغلقت مراكز الاقتراع في الساعة السابعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، فإن النتائج النهائية لن تكون واضحة فوراً. الصراع بين ترامب وهاريس لم ينتهِ بعد، ومن غير المستبعد أن يمتد هذا النزاع الانتخابي إلى ما بعد إغلاق المراكز مع استمرار فرز الأصوات في العديد من الولايات الحيوية.
وفي حال كانت النتائج متقاربة، فإن المعركة قد تستمر في المحاكم أو عبر الطعون القانونية، وهو ما يشير إلى احتمال حدوث أزمة دستورية كبيرة في حال عدم التوصل إلى حل.
تصريحات هاريس: دعوة للمشاركة
في وقت سابق، وجهت كامالا هاريس دعوة للجماهير في جميع أنحاء البلاد للإدلاء بأصواتهم. كانت تلك الدعوة بمثابة نداء لحشد كل الدعم الممكن من الفئات المترددة في المشاركة، خصوصاً في ظل الأجواء المتوترة.
هاريس، التي دخلت السباق باعتبارها أول امرأة ذات أصول أفريقية تتم ترشيحها لهذا المنصب، تعتبر أن هذه الانتخابات بمثابة اختبار حقيقي لديمقراطية البلاد.
ترامب: خطاب متعالي وثقة مطلقة بالفوز
على الجانب الآخر، كان دونالد ترامب يرسل إشارات تطمئن مؤيديه، حيث عبر عن ثقته المطلقة في فوزه بالانتخابات. مع كل تصريح، كان يؤكد أن الحشود التي حضرت فعاليات حملته كانت أكبر من أي وقت مضى، وأنه يملك الدعم الشعبي اللازم للبقاء في البيت الأبيض.
بينما كانت وسائل الإعلام تستعرض كل الاحتمالات، استمر ترامب في رفع سقف توقعاته، متحدياً كل العقبات التي قد تطرأ خلال الانتخابات.
النتائج الأولية تبشر بمفاجآت، ولكن اللعبة لم تنتهِ بعد
على الرغم من أن النتائج الأولية قد أظهرت تقدماً لترامب في بعض الولايات، إلا أن هاريس لا تزال تحتفظ بفرصة حقيقية لاقتناص فوز ثمين في الولايات المتأرجحة.
في الانتخابات الأمريكية، لا شيء يمكن الجزم به قبل أن تُحسب كل ورقة تصويت، والأمر قد يتأجل لفترة قد تصل إلى أيام أو حتى أسابيع.