عبّر الدكتور محمد عوض، رئيس حزب الخضر المصري، في منشور على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، عن تساؤلاته وانتقاداته الحادة تجاه واقع الحكومات العربية مقارنة بما يحدث في إسرائيل، حيث اندلعت تظاهرات شعبية احتجاجًا على سياسات الحكومة، في وقت تواجه فيه الدولة تهديدات متعددة الجبهات.
وحمّل فيه أيضاً أسئلة نارية بشأن التظاهرات الشعبية في إسرائيل، مشيرًا إلى التناقض الصارخ في تعامل الشعوب العربية مع حركات الاحتجاج مقارنة بما يحدث داخل إسرائيل.
في منشوره، تناول عوض بإسهاب ما وصفه بـ”اللغز المحير” حول كيفية استمرار المظاهرات في إسرائيل رغم الحرب الطاحنة على جبهتين، دون أن تلجأ الحكومة الإسرائيلية إلى فرض الأحكام العرفية أو إعلان حالة الطوارئ كما يحدث عادةً في الدول التي تمر بظروف مشابهة. وأبرز عوض دهشته إزاء السماح للإعلام الإسرائيلي بفتح أبوابه لأعضاء المعارضة ليوجهوا انتقادات لاذعة للحكومة، متسائلاً: “كيف لا تخشى الحكومة ثورة الشعب لإسقاطها؟”
واعتبر عوض أن إسرائيل تتمتع بحصانة غامضة ضد الفوضى، مشيرًا إلى أن هذه الحصانة تحول دون تدمير الدولة سواء بانقلاب عسكري أو إسقاط دولة القانون. وأضاف أن الديمقراطية في إسرائيل، التي وصفها بأنها “فيروس”، لا تنفك تنتشر، ما يجعلها تهديدًا غير مرئي لدول الجوار، التي تسارع حكوماتها لتلقيح شعوبها “بمضادات الديمقراطية”، على حد وصفه.
الأسئلة الجريئة التي طرحها عوض تشكك في كيفية حفاظ إسرائيل على استقرارها وسط تظاهرات شاملة، في الوقت الذي تمر فيه بحالة تأهب قصوى بسبب حرب مفتوحة على جبهتين. وهو أمر أثار موجة من النقاشات حول الاستراتيجيات التي تتبناها إسرائيل للبقاء في مأمن من الفوضى التي تعصف بدول أخرى في أوقات الأزمات الحادة.
منشور عوض يُعدُّ صرخة سياسية مدوية تكشف عن رؤية نقدية لاذعة تجاه ما أسماه “ازدواجية المعايير” في التعامل مع الأزمات الداخلية، ويفتح الباب أمام المزيد من التساؤلات حول مستقبل الأنظمة التي تحيط بإسرائيل في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.