سألني ابني يوم أمس عن رأيي في الانتخابات الأمريكية التي ستجري اليوم بحكم أنه يعرف بأني داعم للديمقراطية والحرية، فقلت له لا يهمني يا بني من سيفوز، ولن أتابع سباقهم الانتخابي لسببين:
السبب الأول: هو أن السياسة الأمريكية لا تتغير بتغير الرئيس؛ فأمريكا بلد مؤسسات، ومن يسيطر على تلك المؤسسات هو من يتخذ القرار بها، وليس الرئيس.
السبب الثاني: حزين على تلك الانتخابات التي لم تدرك أهميتها مجتمعاتنا ولا الجالية العربية التي يقدر عددها بالملايين وذلك راجع لفقدانهم ثقافة الديمقراطية، وإن بدأ الأمريكان العرب المسلمون والمسيحيون مؤخرا في الولوج في المعارك الانتخابية التي تبدأ في انتخابات الكونغرس، وتنتهي في الانتخابات الرئاسية.
الرئيس الذي يصل لكرسي الرئاسة محكوم ومقيد؛ لا يحق له أن يقوم من النوم ويطالب بقصف شعب المايا بالكيماوي مثلاً كما حصل مع الشعب الكردي في حلبچة ولا أن يصحو من نومه مرتعبا من ثورات الربيع العربي، ويطالب بوحدة من غير أسس.
أمريكا تحكمها مؤسسات لا مزاج أو هوى رئيس يصدر قرارات قد يكون حلم بها في منامه ليل البارحة أو لم يعجبه رأي هنا أو هناك يصدر قانونًا يمنع المواطنين من الحديث، وإبداء رأيهم، ويقول لهم نحن دولة قانون، هذا هو الفرق بين دولة المؤسسات، وبين دولة بكيفي الذي برأسي بسويه، وأنا ربكم الأعلى فأطيعوني.
أخيرًا شاهدت من خلال فيلم وثائقي عن الانتخابات في أمريكا من يومين كمية السب واللعن والهجوم والتهجم بين مرشحتين لم أسمعها في كل انتخاباتنا التي عشت تفاصيلها منذ انتخابات عام 1981، ومع ذلك لم أسمع أحد قال: لنلغي هذه الديمقراطية فشعبنا لايستحق الديمقراطية، ولن يتفهمها وفشلنا أمام العالم!!!
إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً
وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ
فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها
ستبدي له ما لم يكن في حسابه