دكتور عادل راشد يكتب: تسريب مثير لحوار بين يحيى السنوار والشيخ خوار.
فى السنين العجاف والأيام النَحِسات يخرج أشباه الرجال المتعالمون والمتسلفون والمأجورون والمأفونون والمرجفون فى المدينة الذين يعيشون فى سفوح الذل والخنوع يتطاولون على القمم الشاهقة والقِيَم السامقة ولايكتفون بالتطاول على الأحياء المجاهدين بل يتجاوزون إلى الشهداء الصالحين
وهذا حوار بين مجاهد وقاعد ، بين مقدام جسور وفأر مذعور ، بين يحيى السنوار المغوار وبين الشيخ الخانع الخوٌَار
توجٌَه الشيخ خوٌَار بالسؤال إلى يحيى السنوار
ماتلك بشمالك يايحيى ؟
قال يحيى : هى خشبة التقطها واتخذتها عصا
سأله خوٌَار : فَلِمَ تمسكها بشمالك ؟ أما علمت أن استعمال الشمال دون اليمين بدعة ؟
تمتم السنوار بقوله بدأنا فى التنطع!! فقال خوٌَار : ماذا تقول ؟ قال السنوار : لاعليك إنما استعملت شمالى لمٌَا انقطع حبل وريد يمينى وربطتها لأوقف نزيف دمائى وهى كما ترى دماءً قانية نقية كلها كُرَات عِزة وبلازما كرامة وصفائح شهامة
سأله خوٌَار : وماتفعل العصا بالطائرة المُسَيَرة ؟
أجابه السنوار : وهل كانت مريم تستطيع أن تهز جذع النخلة الذى لايستطيع هزٌُه العصبة أولو القوة من الرجال؟ لقد أُمِرنا بالأخذ بالأسباب المتاحة فحسب
سأله خوٌَار متهكماً : بأى أسباب أخذت؟
قال السنوار : قاومت بسلاحى حتى نفذت ذخيرتى وألقيت قنابلى وأصبت عدوى وظلوا خارج المبنى المهدم مذعورين لايجرؤ أحدهم على الدخول مَعَ أنى فرد وحيد إلا من معية ربى فأطلقوا عَلىٌَ قذائف دباباتهم تترى ثم أتبعوها بطائرتهم المُسَيٌَرة ولكنى رجلُُ لايعرف الإستسلام حتى آخر رَمَقٍ فى الحياة
قال خوٌَار : ماأراك صنعت بطولةً لقد خرجتَ مِن نَفَقٍ تختبئ فيه إلى مبنى تتحصن به ؟
ردٌَ السنوار : هذا نسجُ خيالِك المريض ، هل هذا شكل مبنى يتحصن به أحد !!
ياهذا نحن بايعنا رسول الله على الموت فى إثر أصحابه إذ ناداهم تحت شجرة الرضوان : مَن يبايعنى على الموت ؟ فبايعوه لم يتخلف منهم أحد ونحن بايعناه لم يتخلف مِنٌَا أحد
قال الشيخ خوٌَار ليحيى السنوار : مازلت أسألك ماتلك بشمالك يايحيى ؟
قال يحيى : هى عصاى أتوكأ عليها وأهش بها على غَنَم الأمة الضالة والقاصية
هى عصاي أوقظ بها النائمين وأنبه بها الغافلين والسادرين واللاهين
هى عصاى أفضح بها هذه العروش الجبٌَارة والجيوش الجرٌَارة وأسأل بها الجنرالات واللواءات والعمداء والعُقَداء والسرايا والكتائب والفِرَق والتشكيلات ماسبب وجودكم وماسِرٌُ بقائكم مع أننا لانُحِسٌُ منكم مِن أحد ولانسمع لكم رِكزا
هى عصاى أسأل بها عن المليارات التى تُنفق والأسلحة التى تصدأ والمدافع فى مواقعها والدبابات فى مرابضها والطائرات فى هناجرها
هى عصاى تصيح فى الشعوب إن خان حكامكم وخاب أمراؤكم وتولٌَى عن الزحف عساكركم وتنكب الطريق قادتكم
فأين أنتم ؟هى عصاى تنادى أمٌَةَ المليارين : أَوَ لستِ خيرَ أمٌَةٍ أُخرِحت للناس ؟ أَوَ لم تقرأوا قول ربكم {وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }
هى عصاى تُقَلِبُ صفحات السُنٌَة وهاهى تشير إلى قول رسول الله ( المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم وهم يدُُ على مَن سواهم ) فوجدناكم يداً مع سِوانا علينا ، ووصف المؤمنين ( كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ) ويكأن الجسد قد مات فلايحس
ولمٌَا استطرد السنوار بتقليب صفحات السُنٌَة استوقفه الشيخ خوٌَار قائلاً حنانيك ماذا تفعل عصاك أنت ومن معك ؟ لقد أوردتم أنفسكم وقومكم موارد التهلكة !!
فلم يُحِره السنوار بلسانه جواباً إنما أشار بعصاه إلى قول الله تعالى { إِنٌَما ذلكم الشيطان يُخَوِف أولياءه ، فلاتخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} وقوله تعالى { ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } قال الشيخ خوٌَار : ألا تدركون أيها السنوار أنكم تحاربون الغرب كله وعلى رأسه أمريكا بترسانتها الحربية وأساطيلها البحرية ؟
ومازالت ردود يحيى إشارةً بعصاه إلى قول الله تعالى { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } وقوله تعالى{كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }
قال خوٌَار للسنوار لو كنتم على الحق لأدركتكم الجيوش العربية وساعدتكم فرد عليه وماأملك لهم إذ { كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ }قال خوٌَار كل الحكومات العربية ضدكم وتصنفكم إرهابيين ، أَكُلُهُم على الباطل وأنتم على الحق ؟
رد السنوار على سؤاله بأسئلة
هل كان إبراهيم الخليل على الباطل إذ حكموا عليه بالإعدام حرقاً { قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } ؟
هل كان نوح على الباطل إذ حكموا عليه بالنفى { قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}؟هكذا بلا حياء يعلنون الطهر جريمة ويتم الحكم على الأطهار !!!
وهل كان موسى على الباطل وفرعون وملأه على الحق أم استهواكم يوم الزينة إذ حشر الناس ضحى { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }
وجاء بكل سحٌَار عليم كسَحَرةِ إعلامكم المتصهين الآن وإذا بعصا موسى تلقف مايأفكون وعصاى تلك ستلقف ماأفكتم علىٌَ ونسجتم قصص إحتمائى بالمدنيين وبالأسرى واختبائى بالأنفاق وحيازتى للأموال ففضح الله حديث إفككم واستطرد السنوار سائلاً خوٌَار هل كان رسول الله محمد على الباطل وأجدادك آباء الجهل واللهب على الحق إذ حاربوه ومكروا به
{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
هنالك استوقفه الشيخ خوٌَار قائلاً مادمت يايحيى ذكرت رسول الله فأنصحك أن تجاهدهم بسُنَنِه نعم جاهدهم بالسنن فرد يحيى عليه : ياهذا أنا أجاهدهم بالفريضة
قال خوٌَار : أى فريضة تزعم
قال السنوار : فريضة الجهاد ، فريضة القتال فى سبيل الله { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ } ومادمتَ تتحدث ياخوٌَار عن الجهاد بالسُنَن ألم تسمع قول النبى صلى الله عليه وسلم( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ،
وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ).وفيه ( من قُتل دون حرمته فهو شهيد) وفيه ( من قُتل دون أرضه فهو شهيد)
ويبدو أن خوٌَار أعياه الحوار فقال للسنوار لاشأن لنا بكم أنتم تريدون توريطنا وتوريط جيوشنا العظيمة فى معركة لاشأن لنا بها
فقال السنوار لابأس فأنت وأمثالك حلفاء من قالوا {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}
أمٌَا نحن فنتمثل قول ربنا لنبينا {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا}
ونتمثل قول نبينا فى سنته التى تأمرنا أنت أن نجاهد بها ( موقف ساعة فى سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود) أليس هذا الحديث من السُنٌَة!!
ونتمثل قوله صلى الله عليه وسلم ( ألا أدلكم على ليلة خير من ليلة القدر حراسة حارس فى أرض خوف لعله لايعود إلى أهله ) أليس هذا الحديث من
دكتور / عادل راشد
برلمانى مصرى
رئيس الجالية المصرية فى تركيا
عضو الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين
عضو رابطة برلمانيون لأجل القدس