تقاريرمصر

وزير السياحة يتخلى عن مسؤولياته ليحتفل مع كلبة وسط فضائح الحكومة المصرية

في حادثة تثير استياء وغضب الشعب المصري قرر وزير السياحة والآثار ترك مهامه الوزارية ليتصور مع الكلبة فرحة التي حققت شهرة عالمية بعد صعودها إلى قمة الهرم الأكبر

حيث انتشرت الصور التي تُظهرها فوق الهرم كالنار في الهشيم في جميع أنحاء العالم محققة مشاهدات تجاوزت مليار مشاهدة مما اعتبره المصريون دعاية مجانية للسياحة المصرية ولكن ما خفي وراء هذه الصورة قد يكون أكثر كارثية مما يبدو

ما بين الضحكات والابتسامات التي تخللت الصورة التذكارية يتجلى تقاعس الحكومة المصرية عن أداء واجباتها في الحفاظ على المعالم الأثرية والتراث الحضاري الأهم للبلاد بل وفساد مؤسسات الدولة التي ينبغي عليها أن تحافظ على هذه الثروات وتعمل على تطويرها بدلاً من استغلالها في مشاهد ترفيهية تثير سخرية الكثيرين

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن مبادرة لرعاية الخيول والإبل والحيوانات الأليفة في المناطق الأثرية خاصة منطقة الأهرامات

ولكن هل هذه المبادرة هي فعلاً ما تحتاجه السياحة المصرية في وقت يُعاني فيه القطاع من مشكلات خطيرة أبرزها غياب خطط طويلة الأمد لتنمية السياحة وتطوير البنية التحتية المتداعية وعدم وجود رؤية واضحة لجذب السياح

الكلب فرحة لم يكن مجرد كلب عابر في رحلة سائح بل أصبح رمزًا لعجز الحكومة عن تقديم ما هو أفضل للسياحة في بلد يشتهر بإرثه الحضاري العريق تم ربط فرحة بالإله أنوبيس بسبب الشبه بينهما وبما أن أنوبيس كان يحرس الموتى في المقابر فقد جاء صعود الكلبة إلى أعلى قمة أثرية في العالم ليطرح العديد من التساؤلات حول دور الحكومة المصرية في حماية آثارها وعراقتها

الفيديو الذي انتشر على تيك توك والذي يظهر الكلب وهو ينبح على الطيور من أعلى الهرم أثار دهشة الملايين وجعلهم يتساءلون كيف تمكن هذا الكلب من الوصول إلى هذا الارتفاع الشاهق حيث يعتقد البعض أن الكلب كان يبحث عن مكان هادئ بعيدًا عن الضوضاء بينما يرى آخرون أنه كان في رحلة روحية إلى قبر الفرعون ولكن هذه التفسيرات لم تخفف من حدة الأسئلة حول كيفية صعوده إلى قمة الهرم وهل كان هناك من ساعده في الوصول

إن ظاهرة وجود الكلاب في محيط الأهرامات ليست جديدة فهذه المنطقة مفتوحة للزوار وتدخلها الكلاب بشكل طبيعي لكن الغريب أن هذه الكلاب تخضع لعمليات تعقيم وتطعيم من قبل جمعيات الرفق بالحيوان لضمان سلامة الزوار ومع ذلك تبقى ظاهرة كلب فوق الهرم نادرة وتستدعي العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة تعمل بما فيه الكفاية لضمان سلامة السياح والمعالم الأثرية

تُعتبر الأهرامات واحدة من أعظم معجزات الهندسة المعمارية حيث بنيت في عهد الأسرة الرابعة للمملكة القديمة وتمثل تطورًا مهمًا في عمارة المقابر حيث انتقلت من المصاطب البسيطة إلى الشكل الهرمي الكامل ولكن ما يحدث اليوم يشير إلى عدم تقدير الحكومة لأهمية هذا الإرث الثقافي وكيف أن حادثة مثل هذه يمكن أن تؤثر سلبًا على سمعة مصر السياحية في العالم

الحديث عن الأهرامات لا يقتصر فقط على كونها مقابر بل هي رموز دينية تعبر عن العلاقة الوثيقة بين الفراعنة والآلهة حيث يُعتبر الهرم الأكبر رمزًا للعبور إلى العالم الآخر ويُعتقد أن الأرواح الحامية كأنوبيس كانت ترافق الملوك في رحلتهم الأبدية ولكن ماذا عن اليوم هل تترافق الكلبة فرحة مع الآثار العريقة أم أن الأمر مجرد لعبة تلاعب بها الوزير لتشتيت الانتباه عن الإخفاقات المتكررة للحكومة

لا يمكننا تجاهل الفساد المستشري في مؤسسات الدولة والذي ينعكس بشكل مباشر على القطاع السياحي الذي يعاني من قلة الاستثمارات وضعف البنية التحتية وعدم وجود خطة واضحة لتطوير السياحة بل يبدو أن الأولويات قد تغيرت لتصبح الأمور الترفيهية مثل صورة مع كلب هي الأهم بينما تُهمل القضايا الأساسية التي تحتاج إلى حلول جذرية

ويظهر أن صورة الوزير مع الكلبة فرحة ليست مجرد لقطة عابرة بل تعبير عن أزمة أكبر تعاني منها الحكومة المصرية فهل ستستمر الحكومة في تجاهل مشاكل السياحة وتكتفي بلعب الأدوار الثانوية في مشهد يتطلب منها اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة أم ستعمل على إعادة الاعتبار للإرث الثقافي والتاريخي الذي يمتلكه هذا البلد ويحتاج إلى حماية ورعاية حقيقية على أرض الواقع

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى