تقاريرعربي ودولى

حزب الله يفضح الخداع: لن نسمح بفصل جبهة غزة عن لبنان

نفى حزب الله بشدة الادعاءات المتداولة بشأن موافقته على فصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة، مؤكداً أن الحزب لم يبلغ أي شخصية سياسية في لبنان أو خارجه بقبول مثل هذا الطرح.

ووصفت مصادر مقربة من حزب الله، التي رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، هذا الزعم بأنه محاولة لخداع الرأي العام وإضعاف موقف المقاومة.

وقالت المصادر إن الموقف واضح وصريح؛ لن يكون هناك أي تفاوض قبل وقف العدوان على لبنان وقطاع غزة. وأضافت أن التراجع عن هذا الموقف الصلب يعد خيانة لقيم المقاومة واستشهاد الأمين العام السابق لحزب الله، السيد حسن نصر الله.

مؤكدة أن من يفكر في التراجع يشبه من ترك الإمام الحسين عليه السلام وحيداً في معركة كربلاء. ووصفت فصل الجبهتين بأنه هزيمة استراتيجية لا تمس لبنان وغزة فقط، بل تؤثر على محور المقاومة بأكمله.

وأكدت المصادر أن حزب الله يرفض الانجرار وراء أي مبادرات مطروحة ما لم تلتزم إسرائيل بورقة واضحة وصريحة تنص على وقف عدوانها، وبعد ذلك فقط يمكن النظر في أي تفاوض، ووفقاً لشروط المقاومة.

ميقاتي وفصل المسارين: تصريحات مرفوضة وتضليل إعلامي

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، فجر مفاجأة ليلة الأربعاء 29 أكتوبر 2024 عندما أعلن عن موافقة حزب الله بفصل المسارين، حيث صرح بأن التفاوض على فصل الجبهتين قد حسم بقرار من مجلس الأمن. وأضاف ميقاتي أن حزب الله تأخر في اتخاذ هذا القرار، مشيراً إلى جهود رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، التي ساعدت في الوصول إلى هذا التوافق.

لكن حزب الله كان له رأي آخر تماماً، حيث نفت المصادر المقربة من الحزب هذه التصريحات بشكل قاطع، مؤكدة أن الحزب لا يتواصل مع ميقاتي بشكل مباشر، وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو من تم تفويضه بالتفاوض نيابة عن الحزب. وأوضحت المصادر أن الحزب يتجنب الرد على أي تصريحات تتعلق بموقفه من فصل الجبهات والمفاوضات الجارية، مشيرة إلى أن الحزب يعتزم فضح الأكاذيب الأمريكية وأعوانها في المنطقة قريباً.

المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية: طريق مسدود وتهديدات مستمرة

في تطور آخر، أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد رفض خارطة الطريق اللبنانية التي تم التوافق عليها مع المبعوث الأميركي إلى لبنان، آموس هوكستين. وخلال لقاء بري مع قائد قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان، أعرب عن تخوفه من أن تتحول لبنان إلى غزة ثانية، مشيراً إلى أن الحراك الدبلوماسي تم تعليقه إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر 2024.

بري أكد أن لبنان متمسك بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وأضاف أن إسرائيل أهدرت العديد من الفرص لتحقيق وقف إطلاق النار وعودة الهدوء إلى المنطقة. مشدداً على أهمية دور قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان وعدم المساس بمهامها، والتي تنفذ بالتعاون مع الجيش اللبناني.

خريطة الطريق اللبنانية: بنود معلقة وتفاوض مؤجل

وفي سياق متصل، أوضحت المصادر المقربة من حزب الله أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قد توصل إلى اتفاق مع المبعوث الأمريكي للبنان خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت. وتضمن هذا الاتفاق خارطة طريق يتم تنفيذها على مدار 60 يوماً تشمل وقف إطلاق النار الشامل بين لبنان وإسرائيل، ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد حتى الحدود مع إسرائيل، وانسحاب كل القوات غير الرسمية إلى شمال نهر الليطاني.

وأوضحت المصادر أن التفاوض غير المباشر بشأن الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل سيتم إحياؤه بعد تنفيذ هذه البنود. ومع ذلك، يبدو أن هذه الخارطة لا تزال معطلة، إذ رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي تنفيذها، ما أدى إلى تأجيل المفاوضات إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية.

الإدارة الأمريكية ووعود وهمية: تقدم شكلي بلا نتائج

على صعيد آخر، كانت الولايات المتحدة قد ضخت موجة من التفاؤل الزائف بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل. وعلى مدى أيام، تناقلت وسائل الإعلام الأمريكية أخباراً عن تقدم كبير في المفاوضات، حيث أعلنت مصادر أمريكية أن مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان حققت تقدماً ملحوظاً خلال الساعات الـ24 الماضية.

لكن الحقيقة بدت مغايرة تماماً، فبعد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى بين مدير المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، والمبعوثين بريت مكجورك وآموس هوكستين، في كل من مصر وإسرائيل، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق. وكان الهدف من هذه الزيارة إقناع الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على خارطة الطريق المتفق عليها بين واشنطن وبيروت، إلا أن المبعوث الأمريكي هوكستين غادر إسرائيل عائداً إلى واشنطن خالي الوفاض.

إن فشل هذه المفاوضات يعني أن الإدارة الأمريكية لم تحقق أي إنجاز يذكر، وأن الوضع في لبنان وإسرائيل لا يزال معلقاً في حالة من التوتر المستمر. وهذا يعزز القلق من تصاعد العنف في المنطقة إذا ما استمر التعنت الإسرائيلي واستمرت واشنطن في تقديم الوعود الزائفة.

المقاومة ثابتة والخداع لن يمر

في ظل هذه التطورات المتسارعة والمضطربة، يبقى موقف حزب الله واضحاً وثابتاً، فالحزب يرفض أي محاولة لفصل الجبهات أو الالتفاف على المقاومة. والقيادة اللبنانية، بقيادة حزب الله، تعرف تماماً أن أي تراجع عن هذا الموقف يعني خيانة للشهداء وللمقاومة بأسرها. أما الولايات المتحدة وإسرائيل، فيبدوان عالقين في دوامة من الأوهام، معتقدين أن بإمكانهم تمرير حلول وسطى لا تحقق الأمن الحقيقي للمنطقة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button