النائبة الديمقراطية رشيدة طليب أول فلسطينية في الكونغرس تدافع عن حقوق الإنسان
تسعى رشيدة طليب إلى الدفاع عن حقوق الإنسان في وقت يشهد فيه العالم تحولات سياسية معقدة وتوترات متزايدة حيث تصاعدت الانتقادات لسياسات الحكومات في مختلف أنحاء العالم وفي مقدمتها الحكومة الإسرائيلية كانت طليب في قلب العاصفة السياسية
حيث دعت إلى ضرورة فصل الناس عن الحكومات وأكدت على أنه لا يمكن لأي حكومة أن تفلت من النقد وأن اعتبار أي انتقاد للحكومة الإسرائيلية بمثابة معاداة للسامية هو أمر بالغ الخطورة ويؤدي إلى إسكات الأصوات المتنوعة التي تنادي بحقوق الإنسان في بلدنا.
تواجه طليب اتهامات خطيرة بالترويج لروايات كاذبة حول الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر والدعوة إلى تدمير إسرائيل ولكنها ترد بأن هذه الاتهامات ليست سوى محاولة لتشويه صورتها وسحب الأضواء عن قضايا حقوق الإنسان التي تسعى للدفاع عنها تبرز هذه الأزمة الحاجة الملحة إلى فتح حوار حقيقي حول العدالة والمساواة بعيدا عن التعصب والتهم الجاهزة التي لا تخدم سوى الأجندات السياسية الضيقة.
رشيدة طليب هي أول فلسطينية ومسلمة في الكونغرس الأمريكي تشغل منصباً يمثل الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي وتلقى دعماً واسعاً من الليبراليين واليساريين على حد سواء هي عضو في مجموعة بيرني ساندرز وتدافع بشغف عن حقوق المرأة والطفل والرعاية الصحية والمساواة الاجتماعية وقد ولدت في 24 يوليو 1976 في ديترويت بولاية ميشيغان الأمريكية لتكون البنت الكبرى بين 14 فرداً من عائلة فلسطينية مهاجرة.
تعود جذور والدها إلى بيت حنينا بالقرب من القدس بينما والدتها من قرية بيت عور الفوقا قرب رام الله في الضفة الغربية انتقل والدها إلى ميشيغان حيث عمل في أحد مصانع شركة فورد للسيارات بعد هجرته من نيكاراغوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية تربية طليب كأكبر إخوة لها أسهمت بشكل كبير في تشكيل وعيها السياسي والاجتماعي مما قادها نحو الحزب الديمقراطي الأمريكي وخاصة التيار الليبرالي اليساري فيه.
استكملت طليب دراستها في المدارس الحكومية بديترويت وأنهت تعليمها الثانوي في مدرسة ساوثويسترن هاي سكول عام 1994 قبل أن تلتحق بجامعة واين الحكومية حيث حصلت على شهادة بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية عام 1998 ثم التحقت بكلية توماس كولي للحقوق بجامعة ويسترن ميشيغان لتحصل على شهادة الدكتوراة في القانون عام 2004.
وبعد تخرجها انطلقت في عالم السياسة بالتوازي مع مهنتها كمحامية حيث تخصصت في الدفاع عن قضايا مجتمعها المحلي وكانت ناشطة في تعزيز التعليم ومكافحة التلوث البيئي انطلقت طليب كمساعدة ثم نائبة في كونغرس ميشيغان حتى عام 2014 قبل أن تدخل الساحة الأكبر في الكونغرس الأمريكي حيث انتخبت كنائب في الدائرة ال13 عن المقعد الديمقراطي عام 2018.
استطاعت طليب بفضل برنامجها الانتخابي الذي يدعو إلى المساواة في الرواتب بين الرجال والنساء والتعليم الجامعي المجاني والصحة العامة وحقوق مثليي الجنس وإلغاء رسوم الهجرة التي اعتمدها ترامب وحماية البيئة أن تحظى بدعم كبير من الأحزاب اليسارية. وقد أسهمت هذه السياسات في تعزيز شعبيتها وجعلت صوتها مسموعاً في الكونغرس.
لكن بمجرد دخولها إلى الكونغرس بدأت المنظمات الإسرائيلية بحملات مكثفة ضد طليب طالبة منها إعلان موقفها الصريح من إسرائيل والعداء للسامية كما واجهتها جماعات جمهورية بسبب معارضتها لسياسة ترامب مما وضعها في وضع سياسي معقد بين ضغوط الداخل والخارج.
تجسد تجربة طليب التحديات التي يواجهها المدافعون عن حقوق الإنسان في عالم يعاني من الاستقطاب السياسي وغياب الحوار البناء تعد هذه القضية بمثابة جرس إنذار للجميع حول ضرورة الاستمرار في الدفاع عن القيم الإنسانية الأساسية ورفض كل أشكال التعصب والتحريض التي تهدف إلى إسكات الأصوات التي تسعى لتحقيق العدالة والمساواة.
وتبقى طليب مثالاً للجرأة في مواجهة التحديات التي تعترض طريق المدافعين عن حقوق الإنسان وتفتح النقاش حول أهمية التوازن بين الانتقاد المشروع للسياسات الحكومية والدفاع عن حقوق الأفراد فالحفاظ على هذه الحقوق ليس مجرد خيار بل هو واجب إنساني يقتضي من الجميع الوقوف في وجه الظلم والتمييز.