مقالات ورأى

أنور الرشيد يكتب: الجنوب ومآلات الواقع.

اليوم سأنزل للجنوب العربي البقعة المنسية في حسابات الجميع ما عدا إلا من رحم ربي فهناك من ينظر لهذه البقعة نظرة مصلحية ينهب منها الثروات دون أن يكترث بما حل للشعب الذي تحت قدميه ثروات لا تقدر بثمن من غاز وبترول وذهب وموقع استراتيجي، نعم موقع استراتيجي تاريخي شهد له التاريخ، وهناك من يخشى من عودة ذلك الميناء الذي لو عمل كما ينبغي أن يعمل لجعل كل مواطن جنوبي مليونيرًا وهذه حقيقة وليس مبالغة؛ والدليل هناك مناوئون لذلك الميناء مستعدون لأن يدفعوا مليارات ولا يعود ذلك الميناء، بقعة حبا الله شعبها صبرًا تنوء عن حمله الجبال وليس الجمال.

الشعب الجنوبي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الذي سمع عن الديمقراطية ولم يرها على أرض الواقع، وسمع صيحات الحرية والكرامة الإنسانية ولم يرها شعب دفع ولا زال يدفع ثمنًا باهظًا من دماء شعبه لأجل حريته وعودة كرامته التي امتهنها كل من يمسك السلطة بها، وآخرهم والمؤكد لن يكون أخيرهم المجلس الانتقالي الذي قدم الشعب الجنوبي الغالي والنفيس من أجل أن يوجد له سند سياسي ليسترجع به دولته، ولكن ذلك السند مع الأسف مر عليه قرابة عشر سنوات، وهو يعد الشعب الجنوبي بأنه سيعيد دولته، ولا يزال الشعب الجنوبي صابرًا كعادته على من أعطاه ثقته منتظرا.

السؤال هنا -بعيدًا عن أي تأويل أو أي أمر آخر- ما هي الأسباب التي حالت دون عودة دولة الجنوب مثلما كلف الشعب الجنوبي بمليونيتي المجلس الانتقالي بها؟
أتمنى من المجلس الانتقالي أن يجيب على هذا السؤال.

السؤال الثاني المستحق بعد مرور عقد أي بعد عشر سنوات، هل هناك حكمة من المراهنة على من لا يريد عودة دولة الجنوب، والتعويل عليهم بدعم عودة الجنوب؟

إجابة السؤال الثاني أجبت عليها منذ عقد أي عشر سنوات قلت لا تراهنوا على من لم يعطِ شعبه الحرية لكي يقدمها لكم على طبق من ذهب، أي جنون سياسي هذا من يتبنى هذا الفكر!!!؟

لذلك؛ أرجو وأتمنى بألا يعتبر أحد ذلك تدخل في الشأن الجنوبي كعادة ما يزعمون دائما، وإنما من حقي أن أدافع عن إنسان قدَّم ابنه قربانًا من أجل عودة دولته، أدافع عن مغترب عن أرض وطنه من أجل كرامته وعيشته، أدافع عن امرأة باعت بقرتها من أجل شراء رصاصة تحرر بها أرضها ولا تزال صورة تلك المرأة عالقة بذهني منذ عشر سنوات، والحديث يطول بالتضحيات الجسام، وقوافل الشهداء التي قدمها الشعب الجنوبي ولا يزال، الانتقالي يأكل العنب حبة حبة، ويراهن على من لا يتمنى عودة دولة الجنوب، لا بل يرون بأن عودة دولة الجنوب ستكون عائقًا أمام مصالحهم، ولا يهمهم مصالح الشعب الجنوبي.

وأخيرا مآلات الواقع تطرح سؤالًا عليكم، ما الحل يا شعب الجنوب؟
ألم تكفيكم ثلاثون عاما لتضاف عليكم عشرة أعوام أُخر دون حلٍ؟

يقول البردوني شاعر اليمن الحزين:
يا ليل ، من جيران كوخي ؟ من هم
مرعى الشقا و فريسة الأرزاء
الجائعون الصابرون على الطوى
صبر الربا للريح و الأنواء
الآكلون قلوبهم حقدا على
ترف القصور و ثروة البخلاء
الصامتون و في معاني صمتهم دنيا
من الضجّات و الضوضاء

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى