في تصعيد صادم وغير مسبوق أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم عن قراره بفرض غرامة مالية قدرها 20 ألف جنيه على نادي الزمالك بسبب السباب الجماعي الذي شهدته مباراة نصف نهائي كأس السوبر المصري بين الزمالك وبيراميدز التي أُقيمت مؤخرًا في الإمارات
وانتهت بفوز الفريق الأحمر بركلات الترجيح ليتسبب هذا القرار في حالة من الغضب والدهشة بين جماهير الزمالك الغاضبة التي طالبت برد قوي من النادي بعد تكرار مشاهد العنف في المدرجات بشكل مقلق
لم يقتصر الأمر على الغرامة بل فرض الاتحاد عقوبات صارمة على لاعبي الزمالك نبيل عماد الشهير بـ دونجا ومصطفى شلبي بالإضافة إلى مدير الكرة عبد الواحد السيد بالإيقاف لمدة 4 مباريات لكل منهم إلى جانب غرامة مالية بقيمة 20 ألف جنيه لكل شخص
في خطوة اعتبرها البعض مجحفة وغير متكافئة مع حجم المخالفة في وقت تسعى إدارة الزمالك لتخفيف العقوبات من خلال تقديم تظلم رسمي لاتحاد الكرة
جاءت هذه العقوبات بعد الأحداث المؤسفة التي وقعت عقب المباراة حيث تورط الثلاثي دونجا وشلبي وعبد الواحد السيد في أعمال شغب تضمنت الاعتداء على أحد مسؤولي الأمن في الإمارات
لتسجل تلك الواقعة سابقة خطيرة في تاريخ مشاركات الزمالك الخارجية وسط حالة من الاستياء العام من سلوك اللاعبين والأجهزة الإدارية داخل النادي
المفاجأة الأكبر كانت في احتجاز الثلاثي في الإمارات حيث خضعوا لمحاكمة عاجلة انتهت بصدور حكم بحبسهم لمدة شهر مع تغريم كل منهم مبلغ 200 ألف درهم عقوبة قاسية وضعتها السلطات الإماراتية كرد على الاعتداء الذي وقع ضد موظف الأمن
الأمر الذي زاد من حدة الأزمة داخل النادي وشكل صدمة كبيرة للجماهير خاصة مع فقدان اللاعبين لفترة طويلة بسبب العقوبة القانونية
أثارت هذه التطورات غضب جماهير الزمالك التي لم تتوقع أن تصل الأمور إلى هذا المستوى من التدهور مما جعلها تعبر عن غضبها العارم على منصات التواصل الاجتماعي معتبرة أن إدارة النادي لم تتمكن من السيطرة على سلوك لاعبيها
ومطالبة بإجراء تحقيق شامل وعاجل داخل النادي للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء تدهور الأوضاع بهذا الشكل
كانت جماهير الزمالك تأمل في عودة اللاعبين الثلاثة إلى مصر بدون مشاكل بعد مباراة بيراميدز ولكن تم احتجازهم في الإمارات لبضعة أيام
حيث تم التحقيق معهم حول ملابسات الاعتداء على مسؤول الأمن قبل أن تتدخل إدارة النادي بالتنسيق مع السلطات المصرية والإماراتية لإطلاق سراحهم بعد صدور قرار بالعفو عنهم الأمر الذي جاء بعد أيام من التوتر والمخاوف من تصاعد الأزمة
حالة الغضب داخل الزمالك لا تقتصر فقط على العقوبات المحلية والدولية ولكن أيضًا على تكرار أحداث الشغب والعنف في مباريات الفريق خلال الفترة الأخيرة
مما يضع إدارة النادي أمام مسؤولية كبيرة في ضبط السلوكيات وضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات التي تؤثر بشكل سلبي على سمعة النادي ومكانته محليًا ودوليًا في ظل الانتقادات اللاذعة التي توجه للإدارة من قبل الجماهير
الشارع الرياضي انقسم حول هذه العقوبات فهناك من يرى أنها مستحقة وتتناسب مع خطورة ما حدث من اعتداءات بينما يعتبر آخرون أن العقوبات جاءت مجحفة ولا تضع في اعتبارها الظروف التي أدت إلى توتر اللاعبين داخل الملعب لكن يبقى السؤال الأهم كيف سيتعامل الزمالك مع تداعيات هذه الأزمة التي ألقت بظلالها على مشواره في الموسم الحالي
بعد هذه العقوبات القاسية ينتظر الجميع قرار الزمالك في مواجهة هذه التحديات الصعبة التي تهدد استقرار الفريق وسط مخاوف من تأثير ذلك على مشواره في البطولات المحلية والقارية المقبلة إذ أن غياب اللاعبين الأساسيين بفعل الإيقاف سيضع الفريق في مأزق كبير وقد يدفعه للتخبط أكثر في المنافسات المقبلة
تصاعد الأزمة داخل الزمالك يكشف عن هشاشة البنية الإدارية في التعامل مع الأزمات المتكررة والفضائح التي تلاحق الفريق والتي تحتاج إلى وقفة حازمة من أجل استعادة النظام والانضباط الذي افتقده الفريق في المواسم الأخيرة في ظل تراجع المستوى الفني والنتائج السلبية التي جعلت الجماهير تفقد ثقتها في قدرة الإدارة على تحسين الأوضاع
يبدو أن الزمالك يمر بواحدة من أصعب فتراته التاريخية مع تكرار الأزمات والعقوبات وهو ما يستدعي وقفة حقيقية من جميع الأطراف داخل النادي بدءًا من الإدارة مرورًا بالجهاز الفني واللاعبين وصولًا إلى الجماهير التي باتت تطالب بإصلاحات جذرية تنهي حالة التدهور المستمرة