في حلقة مثيرة من برنامج الشارع المصري الذي يقدمه الإعلاميان أحمد عطوان وأحمد العربي عبر قناة الشرق الفضائية المصرية تم تناول الأوضاع الكارثية داخل مؤسسة الوفد الإعلامية التي تشهد حالة من الغليان بسبب الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالعاملين في الجريدة
حيث تجمع العاملون للتباحث حول مستقبلهم المظلم جراء السياسات الفاشلة التي تتبناها الإدارة الحالية والتي لا تضع في اعتبارها حقوقهم ومطالبهم المشروعة
تتجه الأنظار الآن إلى رئيس حزب الوفد الدكتور عبدالسند يمامة الذي يُتهم بالتقاعس عن القيام بواجباته تجاه الصحفيين الذين يحملون على عاتقهم مهمة نقل الحقيقة ونشرها وسط مجتمع يموج بالتحديات
حيث اجتمع العاملون في المؤسسة لمناقشة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تجعل من الرواتب المتدنية عائقاً أمام قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية
لقد أبدى الصحفيون انزعاجهم الكبير من تجاهل الإدارة لمطالبهم التي تزداد إلحاحاً في ظل الظروف الاقتصادية القاسية
حيث أن الرواتب الحالية لا تغطي حتى الحد الأدنى للمعيشة ما دفعهم إلى التفكير في خيارات تصعيدية من بينها الاعتصام من أجل استرداد حقوقهم المشروعة في بيئة عمل مناسبة وظروف حياة كريمة
في هذا السياق فإن الصحفيين اتهموا الإدارة باتباع سياسات قمعية من خلال ضغوط شديدة وتهديدات بالفصل التعسفي بالإضافة إلى الخصومات المبالغ فيها التي تضعهم في وضعٍ أكثر صعوبة بدلاً من تقديم الدعم المطلوب لمواجهة غلاء المعيشة الذي يضرب البلاد بأسرها
قد أسفر الاجتماع الطارئ عن قرار جريء يقضي بمنح الإدارة مهلة نهائية لا تتجاوز أسبوعاً لتلبية المطالب التي تم طرحها والتي تتضمن عددًا من النقاط الأساسية التي يجب أن تُنفذ فورًا
تطبيق الحد الأدنى للأجور وفقاً للقرار الرئاسي الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا والذي أصبح مطلباً ملحاً لكافة العاملين
إعادة منصب رئيس مجلس إدارة الجريدة إلى رئيس الحزب والذي يعد خطوة حيوية لضمان تنمية الموارد ودعم العاملين الذين يعانون من الظروف الحالية
إقالة مجلس التحرير الحالي الذي فشل بشكل ذريع في تحسين أوضاع المؤسسة وتلبية احتياجات العاملين
ضرورة التواصل مع الجهات النقابية والمعنية لضمان حماية حقوق العاملين وتوفير الدعم اللازم لهم في هذه الفترة العصيبة
وأصر العاملون على أن لديهم كوادر صحفية متميزة قادرة على النهوض بالمؤسسة وإعادتها إلى الريادة في الساحة الصحفية المصرية ولكن فقط إذا تم منحهم التقدير المادي والمعنوي الذي يستحقونه نظير مجهوداتهم وتضحياتهم المستمرة في ظل ظروف العمل الحالية
من خلال برنامج الشارع المصري فإن الصحفيين في الوفد لا يسعون فقط إلى تحسين الأجور بل يؤكدون على ضرورة تحسين ظروف العمل بشكل عام فقد مضى 11 عاماً دون أي تحسين حقيقي في الأوضاع وهذا يجعل الوضع كارثياً بكل المقاييس
يستمر الصحفيون في شجب غلاء الأسعار الذي يؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية ويطالبون بتحسين الأوضاع الإدارية التي تساهم في خلق بيئة عمل مناسبة تتيح لهم تقديم أداء مهني راقٍ يسهم في النهوض بالمؤسسة
لقد أطلقوا صيحات استغاثة تطالب بحقوقهم وحقوق عائلاتهم واعتبروا أن ألف جنيه هي مبلغ ضئيل أمام ما يعانونه في حياتهم اليومية حيث أنهم يتعرضون لضغوط متزايدة في ظل غياب أي دعم حقيقي من الإدارة
في ظل كل هذه المعطيات فإن المطالب التي تم طرحها لا تتعلق فقط بزيادة الأجور بل تتعلق أيضًا بتحسين بيئة العمل وتوفير الضمانات اللازمة لحقوقهم وقد أكدت اللجنة النقابية على أنها لن تتراجع عن هذه المطالب حتى تتحقق بشكل كامل
تستعد اللجنة النقابية لعقد اجتماعها الدوري في الرابع من نوفمبر المقبل لمناقشة مطالب الزملاء وتحديد الخطوات التصعيدية التي سيتم اتخاذها في حال تجاهل الإدارة لمطالبهم وهذا يعكس تصميمهم على مواجهة الفساد والتقصير الذي يحيط بمؤسستهم
إن الأوضاع في الوفد تستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وإعادة النظر في سياسات الإدارة الحالية التي أثبتت فشلها مما يستدعي إعادة بناء الثقة بين العاملين والإدارة وتوفير الدعم المطلوب لهم من أجل النهوض بالمؤسسة التي كانت في يوم من الأيام منارة للصحافة المصرية
إن الغضب المتصاعد في أروقة الوفد يعد بمثابة جرس إنذار لكل المعنيين بضرورة الإسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة قبل أن ينفجر الوضع بشكل أكبر
مما هو عليه الآن فصوت الصحفيين لن يتوقف حتى تتحقق مطالبهم ولن تتوانى لجنة العمل النقابية عن مواجهة كل أنواع الفساد والتقاعس الذي يهدد مستقبلهم ومستقبل المؤسسة العريقة التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الصحافة في مصر