في خطوة جادة لرفع الوعي تجاه أخطر تحديات العصر الحديث نظمت اللجنة العامة لحزب الوفد في محافظة بورسعيد بقيادة المستشار صفوت عبد الحميد وتحت إشراف جمال شحاتة سكرتير عام مساعد الحزب وسكرتير لجنة بورسعيد ندوة توعوية حاسمة بعنوان “كيف تحمي الأم أبناءها من مخاطر السوشيال ميديا” والتي كانت بالتنسيق مع اللجنة العامة للمرأة بقيادة الأستاذة عواطف حيث انعقدت هذه الندوة وسط حضور لافت من قيادات وأعضاء الحزب
افتتحت الندوة بتلاوة عطرة من القرآن الكريم بصوت خالد حمام لينطلق بعدها رئيس اللجنة العامة بالوفد المستشار صفوت عبد الحميد في كلمة ترحيبية ركز فيها على أهمية دور الأسرة المركزي وخاصة الأم في توجيه أطفالها نحو استخدام سليم لوسائل التواصل الاجتماعي معرباً عن تقديره العميق للجنة المرأة لتنظيم مثل هذه الفعاليات التي تلامس حاجات المجتمع الحقيقية وطالب بضرورة الاستمرار في هذه الجهود التوعوية التي تعزز القيم الأخلاقية وترسخ الأمن الاجتماعي
كانت كلمات عواطف فاروق رئيسة لجنة المرأة محورية إذ شددت على أن هذه الندوة تأتي في وقت أصبحت فيه السوشيال ميديا جزءاً لا يتجزأ من حياة أطفالنا مما يجعل من الضروري التصدي لتحدياتها من خلال التربية والتوجيه الصحيح وأضافت بأن الأمهات عليهن مسؤولية مضاعفة في هذا السياق لحماية أبنائهن من مخاطر هذا العالم الافتراضي الذي بات يستهدف الأطفال والشباب على حد سواء
وفي تطور هام ضمن فعاليات الندوة ألقت رانيا علي بياناً باسم لجنة المرأة في حزب الوفد ببورسعيد مؤكدة فيه تضامن اللجنة الكامل مع النساء الفلسطينيات وخاصة في غزة في كفاحهن اليومي من أجل الحرية والعدالة في إشارة إلى التداخل بين القضايا الاجتماعية المحلية والعالمية وتأثيرها المشترك على الوعي الجمعي للمجتمع
أما من الناحية الدينية فقد تناول الشيخ محمد الحديدي كبير أئمة الأوقاف وعضو المجلس الأعلى للثقافة ببورسعيد موضوع دور الأسرة في حماية أبنائها من الفكر الإلحادي الذي يروج له بعض نشطاء الإنترنت
حيث أشار إلى أن التربية الدينية هي خط الدفاع الأول ضد هذه الأفكار الهدامة وأكد على ضرورة استخدام الآباء أساليب تربوية رقيقة تهدف إلى تحفيز الأطفال على التعلق بالقيم الدينية والابتعاد عن الشبهات الدينية عبر الاستماع لأبنائهم ومساعدتهم في إيجاد إجابات مناسبة على أسئلتهم
بدورها تحدثت الدكتورة سها سليمان مدير عام رعاية الشباب في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية واستشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري حول دور الأسرة كحجر الأساس في بناء مجتمع سليم ومتوازن مؤكدة أن التنشئة السليمة تبدأ من المنزل وأن الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تشكل وعي الطفل وتحصنه ضد الانحرافات الاجتماعية التي قد يتعرض لها عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي
وفي سياق آخر قدمت فاطمة سليمان مدير إدارة الضواحي وعضو لجنة حماية الطفل نصائح عملية حول كيفية حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت مؤكدة أن إقامة حوار مفتوح وصريح بين الأمهات وأبنائهن هو الطريق الأفضل للحفاظ على سلامتهم من التأثيرات السلبية التي قد تنشأ عن الاستخدام غير المنضبط للتطبيقات والألعاب وشبكات التواصل الاجتماعي وأشارت إلى أن الانفتاح على الأبناء ومتابعة نشاطاتهم الرقمية بشكل مستمر هو السبيل الأمثل للوقاية من هذه المخاطر
تميزت الندوة بتفاعل كبير من الأمهات الحاضرات اللواتي طرحن أسئلة واستفسارات حول أفضل الطرق لتوجيه الأطفال في ظل الإغراءات الكبيرة التي توفرها السوشيال ميديا
كما شارك بعض الأبناء في الحوار ليقدموا رؤيتهم حول التحديات التي تواجههم يومياً أثناء استخدامهم للإنترنت مما أضاف بعداً عملياً للنقاشات وأبرز حجم المشكلة من وجهة نظر الأجيال الشابة
في ختام الندوة شدد المشاركون على أن حماية الأبناء من مخاطر السوشيال ميديا ليست مجرد قضية توعوية عابرة بل هي مسؤولية مجتمعية شاملة تبدأ من الأسرة وتستمر عبر كافة المؤسسات التربوية والدينية وأكدوا أن الأم تلعب دوراً رئيسياً في هذه المهمة من خلال توجيه أبنائها وتحصينهم ضد التأثيرات السلبية التي قد يواجهونها أثناء استخدامهم للإنترنت
وتأتي هذه الندوة ضمن خطة عمل لجنة المرأة بحزب الوفد ببورسعيد والتي أقرت أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى توعية الأجيال الناشئة وغرس القيم الأخلاقية في نفوسهم بما يضمن بناء مجتمع قوي ومتماسك
من جانبه أعرب جمال شرف القيادي الوفدي عن سعادته الكبيرة بحجم التفاعل الذي شهدته الندوة وأكد أن مثل هذه الفعاليات تسهم بشكل كبير في تغيير السلوك العام وتعزيز القيم الإيجابية لدى الأطفال والكبار على حد سواء مثنياً على جهود المنظمين وحسن إدارتهم لهذا اليوم المهم
كما تولت إيمان شطا إدارة الندوة بكفاءة فيما قامت شيماء سلامة بتنظيم اليوم برفقة سلمى عثمان التي أشرفت على تنظيم فعاليات الحدث وفي نهاية اللقاء قامت لجنة المرأة بتوزيع هدايا تذكارية على الحاضرين شملت ميداليات مطبوعة باسم اللجنة العامة للمرأة في لفتة تعبيرية عن الامتنان للمشاركة الفعالة