تقاريرفلسطين

مذبحة إسرائيلية بغزة تستهدف المدنيين وسط حصار وتعتيم عالمي في اليوم 392

في اليوم 392 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تتكشف أمامنا صورة مروعة لأعمال القتل والدمار التي لا تتوقف حيث استشهد حوالي 100 فلسطيني أغلبهم من سكان شمال ووسط القطاع خلال الساعات الأخيرة نتيجة الغارات الإسرائيلية الوحشية التي باتت تطال كل ما هو حي على هذه الأرض المحاصرة وسط حصار شديد وتعتيم إعلامي تحاول إسرائيل إخفاء جرائمها البشعة التي تمارسها بشكل يومي هذه الغارات لم تفرق بين مدنيين أو مقاومين أطفال ونساء وشيوخ سقطوا ضحايا لهذه الهجمات العنيفة التي لا تستهدف سوى إبادة شعب كامل وتجريف ما تبقى من حياتهم

قطاع غزة اليوم يقف على حافة الكارثة الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى مستشفيات القطاع لم تعد قادرة على استيعاب هذا العدد المهول من الجرحى الذين تتزايد أعدادهم يومًا بعد يوم أمام نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية حيث تتفاقم المعاناة في ظل عدم وجود إمدادات طبية كافية نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل منذ سنوات طويلة فيما يقف المجتمع الدولي متفرجًا غير مكترث بما يحدث على هذه الأرض وكأن أرواح الفلسطينيين أصبحت مجرد أرقام تتداول في وسائل الإعلام

وفي شمال غزة حيث كانت جباليا على موعد جديد مع الدم والنار تمكنت كتائب المقاومة الفلسطينية من استهداف آليات الاحتلال بعمليات نوعية جريئة حيث تم الإعلان عن تدمير دبابة إسرائيلية وناقلة جند في عملية نوعية تكبد فيها الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة هذه العمليات تؤكد قدرة المقاومة على مواصلة المعركة رغم كل الظروف الصعبة والحصار المفروض عليها إلا أن هذه البطولات لا تبدو كافية لوقف هذا العدوان المجنون الذي يبدو أنه مصمم على حرق الأرض ومن عليها

الواقع في غزة ليس إلا جزءًا من مشهد أوسع يمتد إلى الحدود اللبنانية حيث شنت إسرائيل فجر اليوم 14 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت في محاولة منها لتوسيع نطاق عدوانها على المقاومة اللبنانية هذه الغارات التي استهدفت مناطق مأهولة بالسكان أدت إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين في الوقت الذي أعلن فيه حزب الله أنه رد على هذه الهجمات بقصف مواقع إسرائيلية محاذية للحدود الشمالية هذا التصعيد الجديد ينذر بانفجار أكبر في المنطقة ويكشف نوايا إسرائيل العدوانية التي تتجاوز غزة لتشمل مناطق أخرى في المنطقة

وفي لبنان أيضًا تعيش البلاد على وقع كارثة إنسانية لا تقل مأساوية عن غزة حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 2897 شهيدًا وأكثر من 13150 مصابًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على البلاد هذه الأرقام تكشف حجم المأساة التي يعيشها اللبنانيون نتيجة هذا العدوان المستمر الذي يحصد أرواح الأبرياء ويدمر البنية التحتية للبلاد بشكل ممنهج

الوضع في لبنان وغزة يضع العالم أمام اختبار حقيقي هل ستتحرك القوى الدولية لوقف هذا الجنون أم أنها ستظل تتفرج على المزيد من الدماء التي تسيل دون حساب إن عدم تحرك المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان الشامل يعني ضمنيًا إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة ارتكاب جرائمها بحق شعوب المنطقة وإن عدم اتخاذ موقف حاسم تجاه هذه الجرائم يعني أن العالم قد فقد ما تبقى من إنسانيته

هذا العدوان الذي يبدو أنه لا يتوقف عند حدٍ معين يفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات كثيرة حول المستقبل القريب للمنطقة فهل نحن أمام بداية حرب شاملة أم أن هذه الهجمات ما هي إلا فصول من سلسلة طويلة من الصراعات التي ستستمر لعقود أخرى وما هو مصير الأجيال القادمة التي تعيش تحت القصف والدمار اليوم كل هذه التساؤلات تدور في أذهان كل من يتابع هذا المشهد الكارثي الذي يبدو أنه يتجه نحو المزيد من التصعيد

وبينما تواصل إسرائيل استعراض قوتها العسكرية بأبشع الصور فإن المقاومة الفلسطينية واللبنانية تواصل هي الأخرى الدفاع عن أرضها وكرامة شعوبها في معركة غير متكافئة من حيث العتاد والإمكانيات إلا أن الإرادة والصلابة التي تظهرها هذه المقاومة تثبت أن قوة الاحتلال مهما بلغت لن تستطيع سحق إرادة الشعوب أو كسر عزيمتها

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة فإن الوضع في غزة ولبنان بات يتطلب وقفة حقيقية من المجتمع الدولي الذي يجب عليه التحرك فورًا لوقف هذا النزيف المستمر والذي يهدد بحرق المنطقة بأكملها فما يحدث اليوم ليس مجرد عدوان محدود على بقعة جغرافية صغيرة بل هو حرب شاملة تستهدف البشر والحجر وتضرب عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية التي تحرم استهداف المدنيين وتحافظ على حقوق الشعوب في الدفاع عن نفسها

إذا استمر هذا الصمت الدولي فإننا سنشهد المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق شعوب المنطقة التي تعاني منذ عقود طويلة من الاحتلال والحروب المدمرة بينما يظل العالم يتفرج على مأساة إنسانية تتكرر يوميًا دون أي تحرك حقيقي لوقفها

هذه الحرب التي يبدو أنها لن تنتهي في القريب العاجل تفرض على الجميع مواجهة حقيقة واحدة وهي أن هذا الصراع لن يتوقف ما لم يتم إيجاد حل عادل وشامل يعيد الحقوق لأصحابها وينهي الاحتلال المستمر منذ عقود فما لم يتحقق هذا فإن دوامة العنف ستظل تدور وتحصد المزيد من الأرواح

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى