تقاريرمصر

فساد حكومي يكشف عن وحشية الاعتداء على الأطفال في مدارس مصر

في حادثة صادمة تعكس حجم التسيب والفساد في المنظومة التعليمية بمصر تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تبرز اعتداء مديرة مدرسة بمنطقة المرج على تلاميذ أبرياء مستخدمة حذاءها في تصرف همجي يعبر عن الإهمال والتجاوزات الخطيرة التي يعيشها القطاع التعليمي في البلاد

المديرة التي كان من المفترض أن تكون قدوة للتلاميذ ومرشدة لهم تحولت إلى مصدر رعب لهم حيث أظهرت الفيديوهات المتداولة مشاهد مؤلمة لتلاميذ يحاولون الفرار من المدرسة لتجنب الضرب مما أثار سخط أولياء الأمور وأدى إلى انتقادات حادة تطال القائمين على المنظومة التعليمية

مشاهد صادمة تعكس انعدام الإنسانية

أظهرت مقاطع الفيديو كيف اعتدت المديرة على الطلاب بشكل متكرر وعلقت بعبارات مسيئة لهم حيث قالت “مش عايزين تتعلموا أنتم مش متربين أصلاً مش هينفع العلم مع أخلاقكم دي آباؤكم مش متعلمين كمان”

كلمات تحمل في طياتها استخفافا بكرامة الأطفال وتهكمًا على ظروفهم العائلية مما يفضح بوضوح فساد المنظومة التعليمية التي تفرخ أشخاصاً مثلها

هذه الحادثة ليست سوى قمة جبل الجليد في قضايا الانتهاكات داخل المدارس المصرية حيث يعيش الأطفال في ظروف تتنافى مع أبسط حقوقهم الإنسانية مما يزيد من قلق الأسر حول سلامة أبنائهم في بيئات تعليمية يفترض أن تكون آمنة

غياب الرؤية الحكومية

في ظل هذا المشهد المأساوي يأتي دور وزارة التربية والتعليم والذي يمكن وصفه بالمتأخر حيث تحركت إدارة المرج التعليمية بعد تداول الفيديوهات

وأكد مصدر مطلع أنه تم استدعاء المديرة وإلغاء تكليفها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا تأخرت الوزارة في اتخاذ إجراء حاسم قبل تفشي هذه الظاهرة الخطيرة في مدارسها

إن تقاعس الحكومة في التعامل مع مثل هذه القضايا يسلط الضوء على الفساد المستشري في مفاصل المؤسسات التعليمية

حيث لم تعد هناك محاسبة حقيقية للمتجاوزين فالأهم هو الحفاظ على الواجهة بدلاً من التصدي للتجاوزات الخطيرة التي تتعرض لها حقوق الأطفال

الأهل في حالة غضب

تتوالى ردود الفعل الغاضبة من أولياء الأمور الذين شعروا بالخيانة من قبل النظام التعليمي الذي يفترض أن يحمي أبناءهم من كل ما هو سيء

حيث انتشر الغضب في الأوساط الاجتماعية مطالبين بضرورة تحقيق شامل حول هذه الواقعة وغيرها من الانتهاكات التي تحدث يومياً داخل المدارس مما يعكس فشل الحكومة في توفير بيئة تعليمية مناسبة لأبنائهم

الأهالي عبروا عن استيائهم عبر منصات التواصل الاجتماعي مؤكدين أن ما حدث ليس مجرد حادثة فردية بل هو مؤشر على فشل كامل للمنظومة التعليمية

وأن استبداد بعض المدرسين لا يجب أن يقابل بالصمت بل يتطلب من الدولة تحمل المسؤولية واتخاذ قرارات حاسمة ضد كل من يعتدي على حقوق الأطفال

النظام التعليمي في خطر

هذه الحادثة تفتح باب النقاش حول الحالة المتردية للنظام التعليمي في مصر حيث أصبحت المدارس بؤرا للاعتداءات والانتهاكات بدلاً من كونها منارات للعلم والآداب

ومن المفترض أن يكون الأطفال في بيئة تدعمهم وتؤهلهم لمستقبل أفضل وليس في مكان يخضعون فيه لمثل هذه التصرفات الشائنة

من الواضح أن النظام التعليمي في مصر بحاجة ماسة إلى إصلاح شامل يتجاوز مجرد عقوبة مديرة المدرسة ويتطلب محاسبة فعلية للجهات المسؤولة عن تكوين هذا النظام الفاسد الذي أصبح يهدد مستقبل الأجيال القادمة

ختام مأساوي

الحادثة الأخيرة تعكس واقعاً مؤلماً ينبغي أن يشعل فتيل الاحتجاج في المجتمع ويكون حافزاً لكل من يهمه مستقبل أطفال مصر للعمل على تغيير هذا الواقع الأليم وكشف الحقائق المرعبة التي تعصف بالمنظومة التعليمية

فالمدرسة التي يفترض أن تكون ملاذاً آمناً للأطفال تحولت إلى مكان مرعب لا يتماشى مع حقوق الإنسان الأساسية وفي الوقت الذي ننتظر فيه تحركاً حكومياً فعالاً نرى التراخي والفساد يعمق من معاناة أبنائنا ويدفعهم إلى الفشل في بيئة ينبغي أن تدعمهم وتربيهم

هذا هو الوقت المناسب لمحاسبة الفاسدين ومعاقبتهم وأيضاً للضغط من أجل تغيير جذري في المنظومة التعليمية لكي يعود الأمل إلى نفوس أولياء الأمور والأطفال على حد سواء

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى