الكنيست الإسرائيلي يمنع إنشاء قنصليات في القدس وحزب الله يطلق صواريخ مدروسة ضد الاحتلال
في تصعيد جديد لأعمال المقاومة في المنطقة أعلن حزب الله استهدافه برشقات صاروخية تجمعات للجنود الإسرائيليين في منطقة وطى الخيام كجزء من دفاعه عن لبنان وشعبه
جاء ذلك في بيان رسمي للحزب الذي أكّد على موقفه الثابت في دعم المقاومة في غزة حيث تستمر الاشتباكات الدامية بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي واستهدف حزب الله في عمليته الجديدة تلك الأهداف العسكرية بما يحقق استراتيجياته الدفاعية ويظهر عزيمته في مواجهة الاحتلال بكل السبل المتاحة
وتمت عملية الاستهداف بعد تقييم شامل للتحركات العسكرية للجنود الإسرائيليين والتي تم رصدها في المنطقة حيث أظهرت المعلومات الاستخباراتية التي جمعها الحزب تحركات مشبوهة في تجمعاتهم وكان هذا الاستهداف بمثابة رد فعل مباشر على الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في غزة
والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين الأمر الذي حدا بحزب الله إلى اتخاذ قرار سريع ومؤثر لإرسال رسالة قوية مفادها أن المقاومة لن تتوانى عن الدفاع عن لبنان وكافة أراضيه ضد أي اعتداء أو غزو
من ناحية أخرى نقلت قناة 14 العبرية عن مصادرها أن التحقيقات حول مقتل أربعة جنود إسرائيليين في منطقة جباليا بغزة تشير إلى أن حماس قامت بصنع عبوات ناسفة من مخلفات الأسلحة التي تركها جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية بعد هجماته العسكرية المتكررة
وذكرت القناة أن حماس نجحت في استغلال هذه المخلفات لصنع أدوات قتالية أثبتت فعاليتها في معاركها ضد قوات الاحتلال الأمر الذي يعكس قدرة الفصائل الفلسطينية على تطوير أساليبها القتالية حتى في ظل الحصار والضغط العسكري الكبير الذي تتعرض له
وتعكس هذه التطورات العسكرية واقعاً معقداً في الصراع بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية فبينما يسعى الاحتلال إلى فرض السيطرة الأمنية والعسكرية على غزة
يسعى الفلسطينيون إلى إظهار قدرتهم على المقاومة والتكيف مع الظروف الصعبة وتحقيق انتصارات ترفع من معنوياتهم ومن هنا تأتي أهمية الأحداث الأخيرة التي تثبت أن المقاومة لم تمت بل هي في تطور مستمر
وفي السياق ذاته جاء قرار المجلس التشريعي للاحتلال الإسرائيلي الكنيست بعدم السماح بإنشاء أي قنصليات أو بعثات دبلوماسية في القدس المحتلة حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية
ليعكس مدى الانغلاق السياسي الذي تعاني منه حكومة الاحتلال في ظل الوضع الراهن إذ يسعى الاحتلال إلى تعزيز سيطرته على المدينة المقدسة على الرغم من الضغوط الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى الحفاظ على الوضع التاريخي والديني للقدس
وكان هذا القرار في نظر كثيرين بمثابة تأكيد على الممارسات القمعية للاحتلال ومحاولته طمس الهوية الفلسطينية في المدينة المقدسة
يرى المراقبون أن التصعيد العسكري من جانب حزب الله وعمليات المقاومة من قبل حماس ليست مجرد ردود فعل بل هي تعبير عن حق الشعب الفلسطيني ولبنان في الدفاع عن أرضهم وحقوقهم المسلوبة
كما تعتبر هذه العمليات بمثابة تأكيد على وحدة الصف الفلسطيني واللبناني في مواجهة الاحتلال وفي سياق متصل تبرز أهمية الدعم الدولي للمقاومة الفلسطينية
حيث يواجه الشعب الفلسطيني واقعاً قاسياً من العزلة والنسيان من قبل المجتمع الدولي لكن أحداث الأيام الأخيرة أعادت الأضواء إلى قضية فلسطين مجدداً وأكدت على أن المقاومة لا تزال خياراً وحيداً لتحقيق العدالة والحرية
الأحداث المتسارعة في المنطقة تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه فلسطين ولبنان في ظل المآسي الإنسانية المتزايدة الناتجة عن التصعيد العسكري والاحتلال المستمر
ويتساءل الكثيرون عن دور الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في حماية المدنيين وضمان حقوقهم الأساسية في الحياة والعيش بكرامة أمام آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تتوقف عن العمل
مع كل هذه التوترات تتضح أكثر من أي وقت مضى ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة على أسس صحيحة تضمن حقوق جميع الأطراف وليس من خلال فرض سياسة القوة والتجاهل والإنكار
فالقضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع عابر بل هي قضية حقوق إنسان وتحرر شعوب تتطلب إرادة دولية حقيقية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة
بينما تستمر هذه الأحداث في الانعكاس على الأوضاع الإقليمية فإن مستقبل لبنان وفلسطين يتوقف على قدرة شعوبهما على الصمود والتمسك بحقوقهم والحفاظ على هويتهم أمام التحديات التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم
إن النضال المستمر للمقاومة قد يجلب الأمل لشعوب تبحث عن الحرية والتغيير في زمن يعج بالصراعات السياسية والعسكرية التي لا تنتهي