في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية التي تعاني منها مصر في السنوات الأخيرة تتوالى المشاهد المأساوية من منطقة كوم الملح بالإسكندرية
حيث قررت الحكومة المصرية هدم منازل عشرات الآلاف من الأسر دون توفير البدائل السكنية الكريمة التي تحفظ كرامتهم وتؤمن لهم حياة مستقرة هدم المنازل تحول إلى كابوس حقيقي يلاحق هؤلاء المواطنين الذين وجدتهم الحكومة ضحية لسياساتها الفاشلة
تشهد منطقة كوم الملح عملية هدم واسعة النطاق تتم بشكل سريع وبدون أي اعتبار للأسر التي ستفقد منازلها الآمنة وتحرم من حقوقها الأساسية في السكن منذ بدء عملية الهدم تصاعدت الأصوات المنادية بضرورة التدخل الحكومي لإنقاذ الموقف
إلا أن الحكومة لم تكلف نفسها عناء الرد على استغاثات المواطنين الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى وبلا خيارات وسط حالة من الفوضى والقلق التي تسود المنطقة
بينما تستمر الجرافات في تدمير منازل الأسر تزداد معاناة الأهالي حيث أصبحوا بلا مأوى وبلا خطط واضحة من قبل الحكومة التي يبدو أنها تعاني من عجز فاضح في معالجة قضايا الإسكان والإغاثة
فالناس يعيشون في حالة من الرعب والترقب في انتظار مصير مجهول حيث يسود القلق بينهم حول ما سيحدث لأسرهم وأطفالهم في الأيام القادمة
فقد أثبتت الأحداث أن الحكومة المصرية ليست فقط عاجزة عن توفير سكن بديل بل إنها تتجاهل بشكل صارخ الحقوق الأساسية للمواطنين في الحصول على سكن آمن
فبدلاً من إيجاد حلول فعالة تعيد لهم حقوقهم وتشجع على التنمية المستدامة نجد أن الإجراءات المتخذة تزيد من تفاقم الأزمة وتعمق معاناة الأسر المتضررة
إن غياب الإرادة السياسية للتعامل مع هذه الأزمات يكشف النقاب عن فساد فاضح داخل المؤسسات الحكومية حيث تبدو الأمور وكأنها تسير وفقاً لمصالح خاصة على حساب المواطن البسيط
فهل يعقل أن تكون حياة المواطن رخيصة إلى هذا الحد بحيث يتم هدم منازله دون أدنى اعتبار لاحتياجاته الإنسانية لا تقتصر المشكلة على هدم المنازل بل تمتد إلى عدم وجود أي خطة واضحة لتعويض الأسر المتضررة
لقد كان من المفترض أن تشمل عملية الإخلاء توفير بدائل سكنية مناسبة للأسر المتضررة ولكن يبدو أن الحكومة تعيش في فقاعة من الفشل والإهمال
فلا وجود لأي معلومات موثوقة حول أماكن الإيواء البديلة أو حتى المساعدات التي يمكن أن تقدم للمتضررين فالأسر تعيش في قلق دائم وحالة من الضياع في ظل غياب الحكومة وعدم قدرتها على تقديم أي دعم أو خطة واضحة تتضمن تعويضات
يعيش المواطنون في المنطقة تحت ضغط نفسي شديد بعد فقدان منازلهم حيث يتساءل الكثيرون عن مصيرهم ومصير أطفالهم في ظل هذا التدمير الممنهج
ولقد باتت الصورة أكثر قتامة مع توالي التقارير التي تكشف عن عدم قدرة الحكومة على تلبية الاحتياجات الأساسية للأسر المتضررة بينما ينشغل المسؤولون بالخطط الفاشلة والوعود الزائفة التي لا تترجم إلى أفعال
إن ما يحدث في كوم الملح ليس مجرد هدم لمنازل بل هو هدم لقيم الإنسانية وحقوق المواطنين إن هذا الفشل الحكومي يتطلب وقفة جادة من جميع المعنيين بالأمر
فالأمر لا يتعلق فقط بمسألة الإسكان بل يتعلق بحقوق مواطنين مصريين يتطلعون لحياة كريمة وآمنة في وطنهم
يجب أن تكون هناك محاسبة حقيقية للمسؤولين عن هذا الوضع المؤلم وأي تجاهل لحقوق المواطنين في الحصول على سكن آمن ومناسب هو فساد بحد ذاته يجب أن يتحرك المجتمع المدني ووسائل الإعلام للضغط على الحكومة وتوجيه الأنظار إلى معاناة الأسر المتضررة في كوم الملح
فالحياة التي يعيشها هؤلاء الأشخاص ليست مجرد أرقام في تقارير رسمية بل هي واقع مرير يتطلب تحركاً عاجلاً وفاعلاً
إن المواطنين في كوم الملح يستغيثون اليوم بكل الضمائر الحية من أجل توفير مأوى بديل لهم وحمايتهم من التشرّد في الشوارع إنهم يرفعون أصواتهم في وجه الفساد والتقاعس الحكومي
ويطالبون بحقهم في الحصول على سكن آمن يضمن لهم ولأطفالهم حياة كريمة بعيدة عن الأزمات والمآسي التي يعيشونها يومياً
إن هذه الاستغاثات لا يمكن أن تمر دون أن تجد آذاناً صاغية فالوقت قد حان لوضع حد لهذا التدهور الفاضح في حقوق الإنسان والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لهؤلاء المواطنين الذين يستحقون أكثر من مجرد الوعود الفارغة والأكاذيب الرسمية التي لم تعد تنطلي على أحد