في عالم يشهد تقلبات سياسية وعسكرية كبيرة، نشر المهندس محمد عصمت سيف الدولة، مؤسس حركة “مصريون ضد الصهيونية” والخبير في قضايا الصراع العربي الصهيوني واتفاقيات كامب ديفيد، مقطع فيديو أثار ضجة واسعة عبر صفحته الشخصية الرسمية على موقع الفيسبوك تحت عنوان “الخائفون لا يمكنهم الدفاع عن أمنهم القومي”
تناول فيه سيف الدولة مقارنة حادة ومباشرة بين الدول التي تدافع عن أمنها القومي بكل الوسائل وبين الدول التي تعاني من التبعية السياسية وعدم القدرة على اتخاذ موقف دفاعي واضح حتى عندما تتعرض لتهديدات وجودية
استعرض سيف الدولة في حديثه تجربة روسيا التي عندما شعرت بأن أوكرانيا تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وهو ما اعتبرته تهديداً مباشراً لأمنها القومي، سارعت باتخاذ قرار حاسم وهو الحرب على أوكرانيا واحتلال جزء من أراضيها في ظل دعم عالمي متفاوت لهذه الحرب
وأشار إلى أن الولايات المتحدة، التي تبعد آلاف الكيلومترات عن أوكرانيا، تعاملت مع هذا التهديد بجدية قصوى واعتبرته تهديداً لأمنها القومي رغم بعد المسافة فقررت أن تدعم أوكرانيا بمئات المليارات من الدولارات والأسلحة، وكذلك الحال بالنسبة لدول أوروبا التي سارعت إلى تمويل وتقديم المساعدات إلى أوكرانيا بشكل غير مسبوق
على النقيض من هذه التجارب العالمية، تناول سيف الدولة موقف مصر والدول العربية تجاه الصراع مع إسرائيل، حيث انتقد بشدة تراجع الأدوار العربية وخاصة المصرية أمام الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني في غزة،
وذكر بأن إسرائيل التي تحتل فلسطين منذ عقود طويلة تستمر في انتهاكاتها وتفردها بالعدوان على غزة دون أن تواجَه بأي ردع من الجانب العربي أو المصري بالرغم من طول مدة الاحتلال وما يشكله من تهديد مباشر على الأمن القومي المصري والعربي
وفي سياق تصاعد الأحداث، أشار سيف الدولة إلى العملية العسكرية الفلسطينية التي جرت في السابع من أكتوبر وكيف أن هذه العملية التي كانت دفاعاً مشروعاً عن الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948،
جعلت العالم ينتفض ويعتبرها بداية لحرب عالمية ثالثة، بينما سارع الغرب بقيادة الولايات المتحدة إلى تقديم دعم مالي وعسكري ضخم لإسرائيل بلغ 14 مليار دولار لدعمها في حربها ضد الفلسطينيين
وفي ظل هذا الدعم الغربي الهائل لم تتمكن مصر ولا أي من الدول العربية من إعلان موقف صريح بدعم المقاومة الفلسطينية أو حتى الاعتراف بحق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم
انتقد سيف الدولة حالة التبعية السياسية التي تعاني منها الدول العربية، وخاصة مصر، مشيراً إلى أن هذه التبعية تجعلها غير قادرة على اتخاذ موقف جاد في القضايا المصيرية التي تتعلق بالأمن القومي العربي،
كما استنكر عدم قدرة الحكومات العربية على التصريح علناً بأن المقاومة الفلسطينية ليست إرهاباً، بل هي حق مشروع للدفاع عن الأرض المحتلة وأضاف أن هذا العجز السياسي والدبلوماسي ما هو إلا دليل على غرق هذه الدول في التبعية وفقدان استقلالية قرارها