صرخات الاستغاثة لإنقاذ أيمن موسى من سجون الظلم
أطلقت منظمة ميدل إيست ماترز حملة إلكترونية تدق ناقوس الخطر وتناشد السلطات الأمنية بإطلاق سراح الطالب أيمن موسى الذي يقضي عقوبة سجن مشدد لمدة 15 عامًا بسبب أحداث الأزبكية في قصة حزينة تعكس فداحة الألم الذي يتعرض له الشباب في أوطانهم وهو شاب فقد أكثر من ثلث عمره في سجون لا ترحم بينما كان يُفترض أن يعيش أحلامه ويحقق آماله.
دخل أيمن السجن وعمره 19 عامًا فقط ليقضي 11 عامًا في غياهب الحبس خلف القضبان في تجربة لا يمكن تصور قسوتها فقد تم فصله عن زملائه في كلية الهندسة بالجامعة البريطانية التي حلم بالدراسة فيها بينما تمكن بعد كل هذه المعاناة من التخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
ولكن ماذا يعني النجاح الأكاديمي عندما تكون محبوسًا في جدران الظلم ولا تستطيع رؤية الحياة من حولك كيف يُعقل أن يُحرم شاب من أبسط حقوقه في العيش بحرية بينما يتلقى الآخرون تعليمهم ويتطلعون إلى مستقبل واعد.
يعيش أيمن موسى وسط عائلة تفقد الأمل في كل يوم جديد ويشهد على مر السنوات الثلاث الماضية صرخات الاستغاثة من أهله وأصدقائه الذين لم يترددوا في المطالبة بالإفراج عنه في ظل إطلاق سراح العديد من المحكوم عليهم في نفس القضية.
ولكن موسى يبقى أسير تلك السجون القاسية وكأن صوته غير مسموع وكأن قضيته ليست أكثر من مجرد رقم في سجلات محكمة لا تهتم بمصائر البشر.
إن عائلة أيمن لا تزال متمسكة بالأمل في إنقاذ ما تبقى من عمره المهدور وتناشد السلطات بالنظر إليه كإنسان له مشاعر وأحلام وليس مجرد متهم تم الحكم عليه بظروف سياسية.
في كلمات شقيقه الأكبر شريف موسى تتجلى الآلام التي تعانيها الأسرة فالشقيق يعبر عن أمله في منح أيمن فرصة جديدة للعيش كابن صغير حتى لو اعتبره البعض مخطئًا في المشاركة في مظاهرة.
فهل يُعقل أن نعامل الشباب كأعداء لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم بلغة سلمية في زمن تعصف به الفوضى من كل جانب؟ هل يستحق أيمن موسى أن يُحرم من حياة طبيعية لمجرد أن قلبه أمل ببلد أفضل؟
تتكرر مناشدات الأسرة بدون جدوى في ظل صمت مخيم حول قضيته مع استمرار معاناة العائلات التي تعاني من الأزمات السياسية والاجتماعية في الوطن. كيف يُمكن لشاب أن يتطلع إلى المستقبل وهو مسجون دون ذنب؟
كيف يُمكن لأسرة أن تواصل حياتها الطبيعية بينما أحد أفرادها يعاني في مكان مجهول كل يوم وكل دقيقة؟ إن الوضع الذي يعيشه أيمن موسى يمثل قمة الفجوة الإنسانية التي تعصف بمجتمعاتنا وتؤدي إلى ضياع آمال الشباب وأحلامهم في غياهب السجون المظلمة.
تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة النظر إلى هذه القضايا بعين الاعتبار إن الحديث عن العدالة ليس مجرد شعارات بل هو حق لكل إنسان على وجه الأرض
فالصمت على قضايا مثل قضية أيمن لا يترك مجالًا لتبرير الاستمرار في تلك الممارسات الجائرة. إن لحظة الفرج قد تأتي يومًا ما لكن يجب أن تكون هناك جهود حقيقية لتغيير هذا الواقع المؤلم.
الألم الذي تعيشه عائلة أيمن هو ألم كل عائلة عانت من فقدان أحد أفرادها في صراع غير عادل في زمن تتقلب فيه الموازين.
ومن الضروري أن نوجه الضوء على تلك القضايا الإنسانية التي تُدمر أحلام الشباب وتُفقدهم الأمل في مستقبل أفضل فالمستقبل لا يمكن أن يُبنى على آلام الماضي والجرح النازف.
إن قضية أيمن موسى ليست مجرد قضية فردية بل هي قصة تمثل صراعًا أكبر تعاني منه أجيال كاملة من الشباب الذين يدفعون ثمنًا باهظًا لأفعال ليست لهم فيها أي ذنب.
ينبغي على المجتمع الدولي والمحلي أن يفيق من غفوته وأن يستمع إلى صرخات الاستغاثة التي تنبعث من القلوب المحطمة.
هل ستظل قضيته مهمشة في زوايا النسيان أم ستُسمع أصواتهم يومًا ما وتُعطى الحقوق لأصحابها؟ إن قضية أيمن موسى تدعونا جميعًا للتأمل في مسؤولياتنا تجاه الإنسانية
وضرورة إحداث تغيير حقيقي في طريقة تعاملنا مع قضايا الشباب والمعتقلين. لنسمع صرخات الاستغاثة ونعمل جميعًا من أجل حرية أيمن موسى وكل من يعاني في سجون الظلم.