حكومة الإهمال والفساد تواصل هدم التراث المصري رغم تعهداتها بوقف الهدم
في تحدٍ صارخ لكل القيم الإنسانية والوعود الحكومية قامت السلطات المصرية بزيارة إلى مقابر الإمام الشافعي لمتابعة تنفيذ القرار الخاص بوقف الهدم
ولكن المفاجأة كانت صادمة للغاية حيث وجدت الجرافات اللعينة لا تزال تعمل بكامل طاقتها ودون أي اعتبار لما يحدث حولها
لا يمكن تصديق كيف تواصل الحكومة المصرية تجاوزاتها المتمثلة في هدم المقابر التي تعد رموزاً تاريخية وثقافية رغم وجود قرارات واضحة تمنع هذا الفعل المشين ومن الواضح أن الفساد المستشري داخل الحكومة قد أصبح يشكل عقبة كبيرة أمام أي جهود تهدف للحفاظ على التراث الوطني
عندما قررت الحكومة وقف هدم مقابر الإمام الشافعي كان من المفترض أن تعكس هذه الخطوة اهتماماً جاداً بالموروث الثقافي ولكن الواقع جاء ليعكس عكس ذلك تماماً فقد وجدنا الجرافات تعمل طوال الليل بلا رحمة وهذا يعكس الفوضى التي تعيشها مؤسسات الدولة في إدارة شؤونها
الشعب المصري لم يعد قادراً على تحمل هذا التناقض الصارخ بين التصريحات الرسمية والواقع الملموس فعلى الرغم من تعهدات الحكومة بوقف أي عمليات هدم للمقابر إلا أن الواقع أظهر لنا أن تلك التعهدات ما هي إلا شعارات فارغة تخفي وراءها قضايا فساد مستشرٍ وانعدام المساءلة
المثير للدهشة أن الجرافات لم تكن تعمل وحدها بل كان هناك مجموعة من العمال الذين يقومون بتنفيذ هذا الهدم الغاشم بلا أي شعور بالمسؤولية وكأنهم يضربون عرض الحائط بكل ما هو مقدس مما يثير التساؤلات حول من يقف خلف هذه الأوامر الغير إنسانية
وبينما الحكومة تتحدث عن الحفاظ على التراث وحماية المقابر التاريخية تظهر الصورة الحقيقية للحكومة التي تتعامل مع التراث وكأنه عبء يجب التخلص منه وهذا الأمر يتطلب وقفة حقيقية من الشعب لمحاسبة المتسببين في هذا الإهمال المتعمد
من اللافت للنظر أن الحكومة قد أعلنت في وقت سابق عن مجموعة من المشاريع المتعلقة بإعادة تأهيل المقابر وحمايتها ولكن الفساد المتغلغل في شرايين تلك المشاريع قد جعلها أشبه بالوهم فلا وجود لأي عمل جاد على الأرض مما يزيد من الاستياء الشعبي تجاه هذا الوضع المؤلم
يجب على الحكومة أن تدرك أن حماية التراث الوطني ليست مجرد شعارات رنانة بل هي مسؤولية حقيقية تتطلب تكاتف الجهود من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية التي تميز الشعب المصري وتاريخه العريق ومع استمرار تجاهل الحكومة لمطالب الشعب فإن الوضع سيزداد سوءًا
الشعب المصري يمتلك تاريخًا عريقًا وثقافة غنية ولكن الحكومة تحاول جاهدة محو هذا التاريخ تحت وطأة الجرافات التي لا تعرف الرحمة مما يضعنا أمام تحديات جسيمة يجب على الشعب التصدي لها بكل قوة وعزيمة
فهل ستستمر الحكومة في تجاهل إرادة الشعب ومطالبهم بالحفاظ على التاريخ أم ستأخذ خطوات جدية لوضع حد لهذا الفساد والإهمال الذي يطال موروثاتهم الثقافية التاريخية إن الأمر يحتاج إلى شجاعة وجرأة من السلطات للاستجابة لصوت الشعب الذي لا يزال يتعالى مطالبًا بحقوقه
على الحكومة أن تدرك أن الظلم والإهمال الذي يتعرض له تاريخنا لن يمر مرور الكرام بل سيستمر الشعب في النضال من أجل استعادة ما فقده وهذا يتطلب تحركاً عاجلاً لوقف أي عمليات هدم مقابر أخرى والحفاظ على ما تبقى من تراثنا الثقافي
إن التحديات أمام الحكومة تتزايد يوماً بعد يوم وكلما استمرت في تجاهل تلك المطالب كلما ازدادت الهوة بينها وبين الشعب ولذا فإن الوقت قد حان لوقف تلك المهزلة المتمثلة في هدم المقابر التاريخية والعودة إلى رشاد الحكومة المسؤولة
فالفساد لن يدوم إلى الأبد والشعب المصري لديه القدرة على استعادة حقوقه وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وهذا يتطلب تضامنًا حقيقيًا بين جميع فئات المجتمع المصري للحفاظ على تراثهم وهويتهم الوطنية الغالية
الرسالة واضحة الحكومة يجب أن تتحرك سريعاً لوقف الهدم والإهمال الذي يطال مقدسات الشعب المصري وإلا ستواجه ردود فعل قوية من المواطنين الذين لن يسكتوا بعد الآن عن حقوقهم في الحفاظ على تاريخهم وماضيهم العريق