لجنة إبداء الرأي توافق على “الملحد” بشروط صارمة وتحذر من أفكار التطرف
في تطور لافت ومثير للجدل في الوسط السينمائي وافقت اللجنة المكلفة بإبداء الرأي في فيلم “الملحد” على عرضه لكنها فرضت عدة شروط وتعديلات جوهرية على العمل قبل خروجه للنور ولعل أبرز ما طالبت به اللجنة هو تغيير اسم الفيلم إلى عنوان آخر يتناسب مع القيم المجتمعية
ويعبر بشكل أقل استفزازًا عن مضمون العمل إضافة إلى مطالبتها بتعديل بعض المشاهد التي اعتبرتها غير ملائمة والتي رأت أنها قد تثير حساسيات دينية أو اجتماعية
اللجنة التي تضم في عضويتها نخبة من الخبراء في مجالات الدين والفكر والفن أكدت أن الفيلم يحتوي على مشاهد وأفكار يمكن أن تفتح أبوابا للنقاش حول قضايا خطيرة مثل الإلحاد والتطرف
وهو ما يتطلب ضبط الرسائل المقدمة في العمل بعناية بحيث لا تتحول إلى مبرر لإثارة الفتن أو لفتح باب الجدل بشكل غير محسوب ودعت اللجنة إلى ضرورة مراعاة حساسية السياق الثقافي والديني للمجتمع والتزام الفن بالمعايير التي تحافظ على السلم المجتمعي
وأشارت اللجنة في توصياتها إلى أن الفيلم في شكله الحالي يحمل بعض الرسائل التي قد تُفسر على أنها ترويج لأفكار ملحدة أو تشجيع على الخروج عن الثوابت الدينية
وهو ما يعتبر مرفوضًا تمامًا خاصة في ظل ما يشهده العالم العربي من تحديات متزايدة تتعلق بانتشار أفكار التطرف والإلحاد في صفوف بعض الشباب وهو ما يتطلب من الفن أن يكون وسيلة للتصحيح والتوجيه بدلاً من أن يتحول إلى أداة للهدم أو التشكيك
كما طالبت اللجنة بتكثيف الجهود لإنتاج أعمال درامية أخرى لمواجهة هذه الظواهر التي بدأت تتزايد بشكل ملحوظ في المجتمعات العربية
ودعت الجهات المعنية إلى التعاون مع صناع السينما لتقديم أفلام وبرامج ومسلسلات تتناول قضايا التطرف والإلحاد بطريقة إيجابية وفعالة بحيث تكون هذه الأعمال جسرًا للتواصل مع الشباب وفهم تطلعاتهم وتوجيههم نحو الطريق السليم وتكون في الوقت ذاته وسيلة لتفكيك الأفكار المتطرفة بأسلوب جذاب ومؤثر
وأشارت اللجنة إلى أن الفن هو سلاح ذو حدين فهو قادر على نقل رسائل إيجابية ومؤثرة تسهم في بناء الوعي وتعزيز القيم المجتمعية
لكنه في الوقت نفسه قد يكون سببًا في إثارة الفتن إذا لم يتم توجيهه بحكمة وذكاء ولذلك فإن إنتاج أعمال فنية تتناول قضايا معقدة مثل الإلحاد والتطرف يتطلب درجة عالية من المسؤولية والوعي بتداعيات هذه الموضوعات على الجمهور العام
من جانب آخر اعتبرت اللجنة أن فيلم “الملحد” في شكله الحالي يفتقر إلى التوازن المطلوب في طرح القضايا الدينية والفكرية
حيث يظهر بعض الأفكار بشكل مباشر وغير مدروس مما قد يعطي انطباعًا خاطئًا للجمهور عن طبيعة هذه القضايا ودعت إلى ضرورة إعادة صياغة السيناريو
بما يضمن تقديم رؤية متوازنة تتناول القضية بشكل عميق ومدروس مع الحفاظ على احترام المعتقدات الدينية وعدم الإضرار بالنسيج الاجتماعي المتنوع في العالم العربي
وأضافت اللجنة أنها تتفهم رغبة صناع الفيلم في مناقشة قضايا شائكة وحساسة لكنها أكدت أن الفن ليس ساحة للتجارب الفكرية العشوائية بل هو وسيلة قوية يجب استخدامها بمسؤولية ووعي
وقالت اللجنة إن السينما تستطيع أن تسهم في مواجهة الأفكار المتطرفة وتقديم حلول مبتكرة للمشكلات المجتمعية لكن ذلك يجب أن يتم من خلال رؤية متزنة تحترم التعددية وتؤكد على القيم المشتركة التي تجمع مختلف الأطياف في المجتمع
اللجنة أشارت أيضًا إلى ضرورة استشارة رجال الدين والفكر بشكل أوسع في مثل هذه الأعمال حتى تكون الرسائل المقدمة متوافقة مع القيم الدينية والثقافية وفي الوقت ذاته قادرة على جذب الجمهور وتقديم رؤية عصرية تستند إلى الفهم العميق للتحديات الراهنة
وشددت اللجنة على أن الموافقة على عرض الفيلم مشروطة بالتزام صناع العمل بالتعديلات المطلوبة التي تتضمن تغيير الاسم وتعديل بعض المشاهد وإعادة النظر في بعض الرسائل الفكرية التي يحملها الفيلم حتى يكون في النهاية عملًا فنيًا يساهم في التوعية المجتمعية بدلاً من أن يكون مصدرًا للجدل أو التحريض