منذ سنوات وشركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظتي أسيوط والوادى الجديد تعاني من مسلسل الفساد المتواصل ولكن الوضع الآن أصبح كارثيًا.
مؤخراً، تسببت كسور متكررة في مواسير المياه، كان آخرها بشارع البوستة بمدينة مبارك الأربعين بأسيوط، في إغراق المنطقة بالكامل، بينما اكتفى المسؤولون بالصمت المريب.
المهندس علي الشرقاوي، رئيس الشركة المستقيل، استُخدم ككبش فداء لنظام فاسد يُدار من قبل عصابة متحكمة في جميع مفاصل الشركة الفنية والإدارية والمالية.
تدمير البنية التحتية وإهدار الملايين
مشاريع الصرف الصحي في أسيوط، مثل تلك التي نُفذت في قرية عرب المدابغ، تعاني من انهيار متكرر وغياب الرقابة، مما يعرض الخطوط للتلف المستمر.
خط الصرف الصحي الرئيسي بقطر 1200 ملي معرض للكسر في أي لحظة بسبب عدم الالتزام بمعايير الصحة والسلامة المهنية أثناء الحفر.
هذا الخطأ الجسيم يُضاف إلى سلسلة فضائح الشركة التي لم تتوقف منذ سنوات. التدمير المستمر للبنية التحتية أصبح مصيرًا حتميًا للقرويين في تلك المناطق.
تسريبات وانفجارات .. وسوء خدمة مستمر
أزمات المياه تتكرر دون توقف في بندر ومدينة أسيوط، بدءاً من المجذوب والشيخ علي عبدالدايم ووصولاً إلى عرب المدابغ والأربعين.
آلاف المواطنين يصرخون من انقطاع المياه لساعات تتجاوز 30 ساعة متواصلة، والمياه التي تصل إليهم متعكرة وملوثة بشكل كارثي. ورغم صرخات المواطنين المستمرة، تستمر إدارة الشركة في تجاهل الأوضاع، وتظل الحلول غائبة.
فضيحة المحطات الجديدة: ملايين الجنيهات المهدرة
في محطة مياه أولاد الياس بمركز صدفا، أنفقت الشركة ملايين الجنيهات على توصيل خطوط مياه نهر النيل إلى قرى ومدن مركز الغنايم. لكن عند التشغيل، اكتُشف أن هذه الخطوط غير صالحة تمامًا، وتم الاستغناء عنها دون تحقيق أي فائدة.
هذه المواسير، التي ما زالت مدفونة تحت الأرض، تشكل رمزًا حيًا لإهدار المال العام، والمواطنون لا يزالون يعتمدون على المياه الجوفية الملوثة.
المواطنون في الغنايم يعيشون في حالة من الألم والغضب، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن هذا الفشل الذريع.
فساد العتمانية: بيع المياه كأنها ملكية خاصة
في قرية العتمانية التابعة لمركز البداري، يشاع أن رئيس محطة العتمانية ورئيس شبكة المياه يستغلان الغراب الموجود أمام المحطة لبيع المياه للعربات التي تحمل خزانات كبيرة للمحاجر بمقابل 350 جنيهًا للعربة الواحدة.
هذا البيع يتم دون توريد أي رسوم إلى الشركة، مما يعني أن المال العام يُهدر بوقاحة. العداد الخاص بالغراب تم تعطيله بمعرفة المسؤولين،
وهو ما يزيد من تعقيد الأمر. يُقال إن تعيين رئيس شبكة المياه جاء عن طريق المحسوبية والواسطة من مسؤول سابق بالشركة.
كارثة تستدعي التدخل العاجل
الفساد المستشري في شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط والوادى الجديد لم يعد مجرد شائعات بل حقائق مثبتة. إهدار المال العام، تدمير البنية التحتية، وتجاهل مصالح المواطنين باتوا أمورًا لا يمكن السكوت عليها. الأزمة الآن تتطلب تدخلاً فورياً من المسؤولين الكبار في الدولة.
اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، والمهندس وزير الإسكان، والدكتور رئيس مجلس الوزراء، والأجهزة الرقابية، وعلى رأسها المخابرات العامة، يجب أن يتدخلوا بشكل عاجل لإقالة مجلس إدارة الشركة بالكامل وتغيير جميع القيادات الفنية والإدارية والمالية في الشركة ومحاسبتهم فورًا.