تقاريرثقافة وفنون

عاصفة الانتقادات تلاحق MBC بعد تقرير مسيء للمقاومة الفلسطينية

في خضم الأزمات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة يبدو أن مجموعة قنوات MBC قد وجدت نفسها في بؤرة العاصفة بعد نشر تقريرها المثير للجدل بعنوان “ألفية الخلاص من الإرهابيين” التقرير الذي أدى إلى استقالة مدير الأخبار مساعد الثبيتي

في خطوة تعكس عمق الأزمة التي تلاحق القناة ورغبتها في احتواء تداعيات هذا التقرير الذي أطلق سيلًا من الانتقادات الواسعة من مختلف الأطراف والأوساط الإعلامية والسياسية

التقرير الذي تم بثه عبر شاشة القناة لم يكتف بتوجيه الاتهامات فقط بل ذهب إلى حد وصف الشخصيات الفلسطينية البارزة مثل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية ونائبه الشهيد صالح العاروري بالإرهاب

وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للمواثيق الإعلامية والأخلاقية المتعارف عليها في العمل الصحفي وقد أثار هذا الأمر حفيظة الجمهور والنقاد على حد سواء

الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في السعودية والتي قامت بإحالة مسؤولين للتحقيق كانت قد أصدرت بيانًا يوضح موقفها من التقرير مؤكدة على أهمية الالتزام بالأنظمة الإعلامية وضوابط المحتوى التي وضعتها المملكة

كما أن هذا البيان يعكس انزعاج الهيئة من توجهات بعض وسائل الإعلام المحلية والتي باتت تتجاوز الحدود المقبولة في تغطيتها للقضايا الحساسة ويؤكد ذلك على عدم تسامح الهيئة مع أي انتهاك أو خرق لهذه القوانين

التقرير نفسه أثار ردود فعل غاضبة في العراق حيث أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات هناك قرارًا بإلغاء رخصة عمل قناة MBC في البلاد

وهي خطوة تعكس تصعيدًا في ردود الفعل ضد القناة التي لم تعد قادرة على الحفاظ على موقفها في ظل تلك الضغوطات ووجهت لها اتهامات بالتحريض على الكراهية والعنف وهو ما يتنافى مع القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية

بالإضافة إلى ذلك يعتبر هذا التقرير جزءًا من سلسلة من التقارير الإعلامية التي تروج للخطاب المضاد للمقاومة الفلسطينية وتعمل على تشويه صورتها أمام العالم على الرغم من الحقائق التاريخية والسياسية التي تؤكد على نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته وحقوقه المشروعة

ولكن يبدو أن القناة اختارت الاستمرار في نشر هذه النوعية من التقارير بهدف تحقيق نسب مشاهدة أعلى على حساب الحقائق والمبادئ

الردود على هذا التقرير لم تقتصر فقط على الدوائر السياسية والإعلامية بل طالت أيضًا جمهور المشاهدين الذين عبّروا عن استيائهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي

حيث امتلأت الصفحات بالتعليقات السلبية ضد MBC مع دعوات لمقاطعة القناة ورفض كل ما تقدمه من محتوى غير مسؤول يسيء لقضية وطنية تمس وجدان الأمة العربية ككل

هذا الوضع يطرح سؤالًا حقيقيًا حول مدى التزام القنوات الإعلامية بمبادئها الصحفية وأخلاقياتها في تغطية الأحداث والقضايا الحساسة

فهل ستستمر القناة في تقديم محتوى يعكس صوت المجتمع العربي ويعبر عن قضاياه أم ستواصل السير في طريق نشر معلومات مغلوطة تؤدي إلى تعميق الفجوة بين الشعوب

الأكثر إثارة للقلق هو أن هذا النوع من الخطاب الإعلامي لا يساهم فقط في تشويه صورة المقاومة الفلسطينية بل يمتد ليشمل تداعيات على الساحة السياسية بشكل عام

مما يفتح المجال للجهات المعادية لقضية فلسطين لاستغلال هذا المحتوى في حملاتهم الدعائية وهو ما يستدعي تكاتف الجهود لإعادة تقييم السياسات الإعلامية من قبل القنوات ذات التأثير الواسع

إن استقالة مدير الأخبار تعتبر علامة على الاضطراب الذي يعتري القناة كما تشير إلى إمكانية اتخاذ المزيد من الخطوات من قبل الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في السعودية للتحقيق في هذا الانتهاك الخطير ولكن يبقى السؤال عما إذا كانت هذه الخطوات كافية لردع القنوات الأخرى عن تكرار هذه الأخطاء الكارثية

وتبرز الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في كيفية تناول وسائل الإعلام للقضايا الوطنية الهامة على أن يكون هناك احترام للحقائق والتاريخ ووجهات النظر المتنوعة في أي نقاش سياسي أو إعلامي

لذلك من الضروري أن تعمل القنوات على تعزيز قيم التفاهم والتسامح بدلاً من المساهمة في نشر الكراهية والفرقة بين المجتمعات العربية

من الواضح أن هذا التقرير قد ترك أثرًا عميقًا على المشهد الإعلامي والسياسي في المنطقة مما يتطلب تحركًا سريعًا وفعالًا من جميع الأطراف للحد من مثل هذه الانتهاكات التي تهدد وحدة الصف العربي

وتعزز من الانقسام بين الشعوب العربية في الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة إلى المزيد من التضامن والتعاون لمواجهة التحديات الراهنة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى