مع اقتراب نهاية موسم 2025/2024 ومعه انتهاء عقد محمد صلاح مع نادي ليفربول الإنجليزي، تطفو على السطح أنباء قد تقلب الموازين في سوق الانتقالات الصيفية القادمة بشكل غير مسبوق.
يبدو أن النجم المصري يقترب خطوة بخطوة من الانتقال إلى الدوري السعودي في خطوة قد تشكل صفقة تاريخية وضخمة في عالم كرة القدم.
فالحديث ليس فقط عن انتقال عادي للاعب كبير بل عن تحرك استراتيجي يحمل بين طياته الكثير من الأبعاد الاقتصادية والرياضية وحتى السياسية.
وسط هذه الأجواء المتوترة والتكهنات المتصاعدة نشرت صحيفة بريطانية تقريراً مفصلاً يكشف عن تفاصيل الصفقة المحتملة التي قد تُغير وجه الدوري السعودي تماماً وتجذب أنظار العالم إلى الشرق الأوسط، حيث تستعد المملكة العربية السعودية لتقديم عرض لا يمكن مقاومته إلى أحد أفضل اللاعبين في العالم.
ورغم أن التفاصيل المالية الدقيقة لم تكشف بشكل رسمي حتى الآن إلا أن الحديث عن أرقام “فلكية” يعزز من حجم الصفقة وأهميتها التاريخية.
النقطة الأكثر جدلاً في هذا الملف هي مدى استعداد محمد صلاح للتخلي عن مسيرته الأوروبية في هذا التوقيت بالذات.
فقد ارتبط صلاح بليفربول منذ عام 2017 وأصبح أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي بفضل أهدافه الحاسمة ومساهماته البارزة في تحقيق البطولات، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز.
ورغم هذا النجاح المدوي، إلا أن العرض السعودي يمثل إغراءً كبيراً قد يدفعه لتغيير مساره المهني في مرحلة حساسة من مسيرته الرياضية.
ما يضيف مزيداً من الغموض إلى المشهد هو تصريحات بعض المصادر السعودية التي عبرت عن ثقتها الكبيرة في قدرة الأندية السعودية على إقناع صلاح بالانضمام إلى صفوفها بدءاً من الموسم المقبل.
ورغم عدم الإفصاح عن الأندية المعنية بشكل مباشر إلا أن نادي الاتحاد السعودي يعتبر الأبرز في هذه الصفقة المحتملة.
هذا النادي الذي بدأ يصعد بسرعة الصاروخ في الدوري السعودي بعد استثمارات ضخمة في السنوات الأخيرة يسعى لجعل محمد صلاح نجمه الأبرز وجوهرة مشروعه الكروي العملاق.
وفي سياق متصل، تشير تقارير إلى أن العقد المقترح سيستمر لمدة سنتين مع راتب ضخم يُقدر بأنه سيكون ضمن الأكبر في تاريخ الرياضة العالمية.
هذا الراتب الذي وصفته بعض المصادر بالفلكي يعكس رغبة الأندية السعودية الجادة في تحويل الدوري المحلي إلى وجهة رئيسية للنجوم العالميين تماماً كما حدث سابقاً مع انتقالات بعض اللاعبين البارزين إلى المنطقة.
لكن لماذا الآن تحديداً؟ وما هي الأسباب التي قد تدفع صلاح إلى قبول مثل هذا العرض؟ البعض يتحدث عن توقيت مثالي بالنسبة للاعب الذي يبلغ الآن من العمر 32 عاماً.
قد يرى صلاح أن هذا هو الوقت المناسب لاستثمار اسمه وشهرته في صفقة مادية ضخمة تؤمن له مستقبلاً مالياً ضخماً بينما يظل على القمة. بينما يرى البعض الآخر أن صلاح ربما لا يريد إنهاء مسيرته في ظل مستوى تنافسي أقل من الدوري الإنجليزي، حيث يتطلب الأمر قدرات فنية وبدنية عالية للحفاظ على مكانته في أعلى مستويات كرة القدم العالمية.
ما يجعل القضية أكثر تعقيداً هو أنه على الرغم من أن ليفربول حتى الآن لم يُبدِ أي رغبة في التخلي عن صلاح إلا أن فكرة رحيله قد تكون واردة خاصة إذا ما واجه النادي صعوبة في تجديد عقده بشروط مالية مرتفعة للغاية.
ومع عدم وضوح نية النادي الإنجليزي في هذا الصدد حتى الآن تزداد التكهنات حول السيناريوهات المحتملة التي قد تطرأ في الأشهر المقبلة.
التقارير الإعلامية لم تكتف بالإشارة إلى حجم الصفقة المالي فقط بل أشارت إلى جوانب أخرى تتعلق بالأبعاد الثقافية والرياضية.
انتقال نجم بحجم محمد صلاح إلى السعودية ليس مجرد صفقة رياضية بل يحمل في طياته أيضاً أبعاداً تتعلق بدور المملكة المتزايد في الساحة الرياضية العالمية.
فقد شهدت السنوات الأخيرة تحركات سعودية قوية لجعل المملكة مركزاً رياضياً عالمياً، واستضافة البطولات الكبرى مثل فورمولا 1 والمباريات الدولية الكبيرة تعتبر جزءاً من هذا المشروع الضخم.
وإلى جانب الأهداف الرياضية يبدو أن الرياضة أصبحت جزءاً من رؤية السعودية 2030 التي تسعى لتعزيز دور المملكة على الساحة الدولية بمختلف الأبعاد.
ومن هنا فإن التعاقد مع محمد صلاح يعتبر خطوة استراتيجية تعكس هذا الطموح الكبير والمشروع الوطني الذي يسعى لتغيير صورة المنطقة أمام العالم.
ومع اقتراب الموعد النهائي لانتهاء عقد صلاح مع ليفربول تزداد الضغوط على النادي الإنجليزي لتحديد موقفه بسرعة. فرغم أن صلاح يمثل جزءاً أساسياً من خطط المدرب يورغن كلوب إلا أن الإدارة ستواجه تحديات كبيرة في الاحتفاظ بنجم بحجم صلاح وسط هذه الأرقام الفلكية التي تُقدم له.
وفي حال فشل ليفربول في الحفاظ عليه فإن تأثير هذا القرار سيظل طويلاً سواء على مستوى الفريق أو على مستوى سمعة النادي في سوق الانتقالات العالمية.
فإن قرار محمد صلاح القادم سيكون واحداً من أصعب القرارات التي سيواجهها في مسيرته الرياضية. هل سيبقى في الدوري الإنجليزي الذي شهد تألقه ونجاحاته المذهلة أم سينتقل إلى السعودية ليكون جزءاً من مشروع كروي جديد وعملاق؟
الإجابة على هذا السؤال ستحدد ليس فقط مصير صلاح بل ربما أيضاً مستقبل الدوري السعودي وأبعاده الرياضية العالمية في السنوات المقبلة