مقالات ورأى

عبدالجبار سلمان يكتب : إيران وتفخيخ اليمن: تهريب السلاح للحوثيين وتهديد الملاحة والأمن الإقليمي”

تعتبر إيران من أبرز الداعمين لمليشيا الحوثيين في اليمن، وقد لعبت دوراً كبيراً في تأجيج الصراع هناك من خلال تهريب الأسلحة والتقنيات العسكرية المتطورة إليهم. ومن خلال هذا الدعم،

تمكّن الحوثيون من تهديد الأمن الداخلي في اليمن وشنّ هجمات متكررة على عدة جبهات، مما جعل الأزمة اليمنية تتجاوز حدودها لتصبح تهديداً مباشراً على الأمن الإقليمي والدولي، خاصةً في الممرات المائية الحيوية.

تشير العديد من التقارير إلى أن إيران تقوم بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين عبر شبكات بحرية وساحلية معقدة، مستغلةً التوترات السياسية والأمنية في المنطقة. تشمل هذه الأسلحة صواريخ بعيدة المدى، وطائرات مسيرة، وعبوات ناسفة، وهو ما يمكّن الحوثيين من استهداف المنشآت الحيوية وتوسيع رقعة سيطرتهم وتهديد أمن المنطقة بشكل مستمر.

يأتي تهريب هذه الأسلحة في سياق استراتيجية إيران لتوسيع نفوذها في المنطقة، حيث تُعتبر اليمن نقطة استراتيجية يمكن من خلالها الضغط على السعودية ودول الخليج، كما تشكل تهديداً للمصالح الأميركية والغربية في البحر الأحمر وخليج عدن. يُعدّ البحر الأحمر وباب المندب من أهم الممرات المائية في العالم،

حيث تمر عبره نسبة كبيرة من التجارة الدولية، بما في ذلك شحنات النفط والغاز. استهداف الحوثيين للسفن التجارية وناقلات النفط في هذا الممر يعد تهديداً مباشراً على الملاحة الدولية، ويزيد من مخاطر تعطيل إمدادات الطاقة العالمية. الحوثيون استخدموا الأسلحة المهربة لاستهداف السفن المارة في البحر الأحمر، وأظهرت عدة هجمات هذا التهديد بشكل واضح،

حيث تمت مهاجمة سفن تجارية وناقلات نفطية بواسطة زوارق مفخخة وصواريخ موجهة. يُعتبر هذا التهديد المتزايد دليلاً واضحاً على مخاطر الدعم الإيراني للحوثيين الذي لا يقتصر على الساحة اليمنية فقط، بل يمتد ليشكل تهديداً عالمياً، وهو ما يثير قلق المجتمع الدولي ويستدعي اتخاذ خطوات جادة لضمان أمن الملاحة الدولية. لقد حولت إيران اليمن إلى ساحة للإرهاب المسلح،

حيث أصبحت البلاد منطلقاً لتهديدات متواصلة ضد السعودية ودول الخليج الأخرى، إضافةً إلى تهديدات تمس الاستقرار في البحر الأحمر. دعم إيران للحوثيين ساهم في إطالة أمد الحرب وتعميق الأزمة الإنسانية، وزاد من تعقيدات الوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الصراع ويعيد الأمن والاستقرار إلى اليمن.

إضافةً إلى ذلك، فإن استخدام الحوثيين للأسلحة الإيرانية يساهم في تغيير ميزان القوى في الداخل اليمني، ويزيد من صعوبة التوصل إلى تسوية سياسية، حيث يجد الحوثيون أنفسهم في موقع قوة بفضل هذا الدعم المتواصل. عبر هذه الأسلحة المهربة، يمارس الحوثيون تهديداً مستمراً ضد اليمن ودول الجوار،

حيث تتعرض المدن السعودية لهجمات صاروخية وطائرات مسيرة انطلقت من الأراضي اليمنية. ويعتبر هذا التصعيد جزءاً من سياسة إيران للضغط على الدول الإقليمية والدولية لتحقيق مكاسب سياسية. وفي ختام القول، فإن الدعم الإيراني المستمر للحوثيين عبر تهريب السلاح لا يمثل فقط تهديداً على اليمن وشعبه، بل يمتد ليشكل خطراً واسع النطاق على أمن المنطقة والملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى