مصرمقالات ورأى

د.أيمن نور يكتب: الشرق الأوسط بين نار الحرب ونيران الوساطة

وصل المبعوث الأمريكي آموس هوكستين إلى تل أبيب حاملاً معه مجموعة من البنود المتعلقة “بالتفاهم” حول آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 170، هذه الخطوة تأتي في وقت يتسم بالتوتر والقلق، حيث تترقب الأوساط السياسية والإعلامية موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال المبادرة المطروحة لوقف إطلاق النار مع لبنان، والتي قد تلعب دوراً أساسياً في إعادة الاستقرار بالمنطقه.

في خضم هذه التطورات، برزت مقترحات مصرية تتعلق بعملية تبادل أسرى محدودة، جدا تتحدث عن وقف إطلاق النار لمدة يومين فقط مقابل إطلاق سراح اربعه من الأسري مما قد يؤدي إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة.

زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة كانت بمثابة حافز رئيسي للمفاوضات، حيث بدأت أيضا الجهود القطرية –و المصرية –و الفرنسية تتفاعل بصورة أكبر.

وقبل وصول هوكستين إلى تل أبيب، كانت الطائرات الإسرائيلية نفذت هجوم جوي واسع النطاق على إيران، مستخدمة أكثر من 100 طائرة حربية. هذا الهجوم الذي يمكن اعتباره بمثابة صفارة إنذار، يضع الجميع في حالة من الترقب والقلق، بينما تتوجه الأنظار إلى ما سيحمله هوكستين من مقترحات وتفاهمات، كانت نيران الرد المحدود ما زالت مشتعلة.

وفقاً لمصادر دبلوماسية لبنانيه ـمطلعةـ، يبدو أن هوكستين يحمل تفاؤلاً حذراً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان. ومع ذلك، فإن التصريحاتـ- المتطرفه كالعادةـ لرئيس الوزراء نتنياهو، التي اعتبرت أن وقف إطلاق النار “حلم”، تعكس حالة من عدم اليقين والقلق حول مستقبل اي مفاوضات ونتائجها.

وعلى الرغم من ذلك، تشير المعلومات من -مصادر لبنانيه خاصة – أن لبنان لم يرفض الورقة المقدمة من الوسطاء، لكن يبقى الموقف الإسرائيلي المتطرف هو العامل الحاسم في تحديد مصير هذه المفاوضات، فالسيطرة على الوضع في لبنان وغزة تتطلب توازناً دقيقاً بين القوى المختلفة المتواجدة في الساحة، وهو التوازن الغائب إلي الأن.

في موازاة هذه التطورات الميدانية، استمرت الجهود الدبلوماسية النشطة لتحقيق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701.
كما شهدت العاصمة القطرية الدوحة استئناف المفاوضات حول الوضع في غزة، مما يعكس الرغبة المتزايدة لدى قطر و مصر في تحقيق الاستقرار والهدوء في المنطقة.

وأكدت مصادر سياسية عربية خاصة و رفيعة المستوى أنه لا يمكن التنبؤ بنتائج زيارة هوكستين لتل أبيب، في ظل وجود قوى سياسية متطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية تسعى جاهدة لاستمرار الحرب. هذه القوى تنتظر بفارغ الصبر عودة ترامب إلى البيت الأبيض ، حيث من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تكثيف جهودها لتحقيق أهدافها الصهيونية التوسعية.

رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الأطراف المعنية، يبقى الأمل قائماً في إمكانية الوصول إلى حل سلمي قبل الانتخاباتـالأمريكية. لكن الأمر يعتمد بشكل كبير على الموقف الإسرائيلي، حيث أن الضغوط العسكرية والميدانية تلعب دوراً حاسماً في تحديد مسارات و نتائج المفاوضات.

و في النهايه، نجد أن مسار المفاوضات الدبلوماسية الحالية قد لا يصل إلى نهاية قريبة ولكن هناك إمكانية لبداية حوار جاد.
التحديات تبقى قائمة، لكن صمود المقاومة الفلسطينية و اللبنانية وتطور استراتيجياتها قد يكون له تأثير جوهري في تغيير المعادلات الإقليمية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى