تقاريرمصر

المواطن المصري ضحية الإهمال .. كوارث الأعمدة الكهربائية تكشف فساد الحكومة

في مشهدٍ مأساوي يهيمن على الشوارع والميادين في العديد من المحافظات المصرية، تتجلى فظائع الإهمال والتقاعس الحكومي في ملف صيانة أعمدة الإنارة والأسلاك الكهربائية المكشوفة، لتصبح هذه الأعمدة مصائد ثابتة للموت، وتفجر أزمات كارثية تهدد سلامة المواطنين يومًا بعد يوم.

إن الظاهرة ليست بجديدة، بل تعود جذورها إلى عقود من الإهمال والتسيب، حيث تكشف التجارب الحياتية عن نتائج مأساوية لأهالي المناطق الأكثر تضررًا، التي تتغاضى الحكومة عن حمايتها.

كفر الشيخ: صرخات استغاثة تتعالى

في محافظة كفر الشيخ، تغرق العديد من القرى والمدن في حالة من الذعر والاستياء بسبب الأعمدة الكهربائية المكشوفة التي تهدد حياة المواطنين.

أصبح الخطر الداهم يؤرق الأهالي، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مستمرة مع واقع مُر يتمثل في أسلاك مكشوفة وفتحات في الأعمدة، تتحول فيها الشوارع إلى مناطق مميتة، حيث تتسرب الكهرباء بطريقة تُعرض حياة المارة، خصوصًا الأطفال، للخطر.

يعبر أحد التجار عن معاناته قائلاً إن الأعمدة في مدينة بيلا أصبحت تُشكل مصيدة للأرواح، بعد أن أصبحت كابلات الإنارة مكشوفة بشكل واضح، مما يُنذر بكارثة حقيقية.

ومع تكرار الحوادث، تتزايد صرخات الأهالي مطالبين بسرعة التدخل الحكومي، لكن ردود الأفعال لا تزال دون المستوى.

تتفاقم المشكلة مع تزايد ظاهرة توصيل الباعة الجائلين للكهرباء من الأعمدة، ما يجعل الوضع أكثر خطورة. ومما يزيد الطين بلة، أن الحكومة لا تزال تتجاهل الحاجة الملحة للصيانة الدورية، مُتجاهلةً تحذيرات الأهالي الذين يعرفون حجم الكارثة المتوقعة.

المنوفية: مأساة لا تنتهي

في محافظة المنوفية، تتجلى الأبعاد الأكثر مأساوية للإهمال الحكومي. حيث تُعاني أعمدة الإنارة المكشوفة من تآكلها الواضح، مما يجعلها تهدد حياة المارة، وخاصة الأطفال.

وفي ظل تفشي ظاهرة الأسلاك المكشوفة، تفاقمت المشكلة إلى حد كبير، حيث يصبح كل هطول مطر معاناة جديدة للمواطنين الذين يخافون على أرواحهم.

تؤكد العديد من الشهادات أن الأسلاك الهوائية تمر بجوار المنازل دون أي مراقبة أو فحص، مما يكشف عن فشل واضح في تطبيق اشتراطات الأمان.

ومع اقتراب موسم الأمطار، تصبح المناطق الأكثر تعرضًا للخطر. فالأهالي يتحدثون عن حالات وفاة سابقة بسبب صعق كهربائي، لكن الحكومة لا تبدي أي تحرك جدير بالذكر.

الإسكندرية: صيف ممطر وشتاء مرعب

مع بداية موسم الأمطار، يتصاعد الخوف في محافظة الإسكندرية، حيث تتجمع المخاوف بسبب انتشار الأسلاك المكشوفة.

كثير من المواطنين يعيشون تحت وطأة القلق المستمر من حوادث الصعق الكهربائي، في الوقت الذي تتجاهل فيه الحكومة مسؤولياتها الأساسية.

تشير بعض الإحصائيات إلى تزايد الحوادث بسبب سوء حالة الأعمدة، خاصةً في الأحياء الشعبية. فالأطفال هم الضحايا الأكثر عرضة للخطر، حيث يسجلون حالات صعق عديدة، كانت تُمكن تجنبها لو توافرت الصيانة اللازمة.

يؤكد الأهالي أن المسؤولين عن الصيانة يكتفون بتغيير المصابيح، بينما تتدلى الأسلاك المكشوفة دون أي اهتمام، وهو ما يُظهر فشل النظام في حماية حياة المواطنين.

الدقهلية: كوارث متكررة

تتجلى معاناة المواطنين في محافظة الدقهلية، حيث تتكرر الكوارث المرتبطة بأعمدة الإنارة، والتي تتحول إلى مصائد للموت بسبب التقاعس الحكومي. كل عام، تُسجل وفيات نتيجة الصعق الكهربائي، دون أن تتحرك الحكومة لوقف هذا النزيف.

في ظل تجاهل صارخ، تعود المسؤولية بين شركة الكهرباء والمحليات لتصبح ككرة ثلج تتدحرج، كل طرف يُلقي باللوم على الآخر، والمواطن هو الضحية الوحيد.

الشهادات تتوالى عن حوادث مأساوية، تُعيد للأذهان المآسي التي عانت منها العائلات، لكن الحكومة لا تتعلم من التجارب، بل تستمر في تجاهل الكوارث.

أسوان: إهمال صارخ في الأرياف

تعيش محافظة أسوان وضعًا مأساويًا أيضًا، حيث تتدلى الأسلاك المكشوفة بشكل ينذر بالخطر. ومع اقتراب موسم الأمطار، يتزايد الخوف بين المواطنين من حوادث الصعق.

العديد من الحوادث سجلت في الأشهر الماضية بسبب تدهور حالة الأعمدة، إلا أن الحكومة ما زالت تتعامل مع القضية بصورة غير جدية.

تتكرر مشاهد الإهمال في شوارع القرى، حيث يصرخ الأهالي من عدم وجود أي تدخل من الجهات المسؤولة. حتى أن الأطفال أصبحوا يتعرضون للخطر، بسبب عدم إدراكهم لمدى خطورة الكهرباء.

غياب المساءلة والتخاذل الحكومي

من المؤسف أن يتجلى هذا الإهمال في ظل حكومة لم تُحرك ساكنًا لوضع حد لهذا النزيف المستمر. ومع ازدياد عدد الحوادث، تتجلى أمامنا صورة قاتمة لمستقبل يُرسم بمآسي المواطنين الذين يفقدون حياتهم بسبب تقاعس المسؤولين.

إن تكرار حوادث الصعق الكهربائي يُشير إلى عجز حكومي واضح، حيث تُسجل في كل مرة وفاة جديدة، ليبقى المواطن المصري هو الضحية في معركة ضد الإهمال.

الحل يتطلب من الحكومة اتخاذ إجراءات حاسمة. ينبغي أن تتضافر الجهود لوضع خطة شاملة لصيانة الأعمدة الكهربائية والأسلاك، وتحديد المسؤوليات بوضوح بين الجهات المعنية. إن استمرارية هذه الأوضاع لن تؤدي إلا إلى مزيد من الكوارث، والنتيجة هي مزيد من الضحايا.

المسؤولية تقع على عاتق الجميع، ويجب أن يكون هناك تحرك سريع وجاد لضمان سلامة المواطنين. المواطنون يستحقون العيش في بيئة آمنة،

ولا يمكن لأحد أن يقبل استمرارية هذه المآسي دون محاسبة ومساءلة. إن تكرار الحوادث يُعد بمثابة جرس إنذار للحكومة، وعليها أن تستمع لصرخات المواطنين قبل فوات الأوان.

نداء عاجل لإنقاذ الأرواح: مسؤولية مشتركة لتحسين السلامة العامة

إن هذه القضية ليست مجرد مشكلة فردية، بل تعكس واقعًا أليمًا يعاني منه المجتمع المصري بأسره. المطلوب هو موقف حازم وحقيقي من الحكومة، يُعيد الأمل للمواطنين في أن تُحسن الحكومة أوضاعهم وتضمن سلامتهم.

إن الإهمال والفساد ليسا مجرد كلمات، بل هما واقع يعيشه كل من خرج إلى الشوارع ليجد نفسه في مواجهة خطر غير محسوب. فهل ستستمر الحكومة في تجاهل هذا الواقع المرير، أم ستستجيب لنداء الضمير قبل فوات الأوان؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى