مقالات ورأى

د.عبد الفتاح طوقان يكتب: الحرب.. كتاب جديد يفضح الخيانات العربية

بوب وودورد المولود في إيلينوي عام ١٩٤٣ و درس في جامعة ييل الامريكية و خدم في القوات البحرية خمس سنوات هو صحفي استقصآئي استطاع ان يلاحق و يكتب في واشطن بوست وقت ان كان هوارد سيمون رئيس التحرير عن فضيحة ووترجيت و انتصر في أن يجعل ريتشارد نيكسون رئيس أمريكا السابع والثلاثون ان يستقيل في ٩ أغسطس ١٩٧٤ قبل نهاية و لايته وان يقدم للمحاكمة.

بوب وود وارد  له اكثر من ثمانية عشر كتابا وعرف عنه انه لديه علاقة قوية بالمخابرات الامريكية وأخيرا تم التصريح علنا عن واحدًا ممن كانوا يمدونه بالمعلومات ومن ساعده في إسقاط الرئيس نيكسون وبعد ثلاثين عاما من الإنكار،  واقصد مارك فيلت الذي كان ضابطا امريكياً لإنفاذ القانون ، عمل في في مكتب التحقيقات الفيدرالية ( الاف بي أي) من عام ١٩٤٢ الي عام ١٩٧٣ و كان معروفا بدوره في فضيحة ووتر جيت. و كان فيليت عميلا خاصا في مكتب التحقيقات الفيدرالي وارتقى في النهاية الي منصب نائب المدير وهو اعلى منصب في الجهاز.

و قد قدم فيليت لبوب وود وارد كامل المعلومات عن تجنيد الملك الحسين عميلا في المخابرات الامريكية ، والملايين التي قبضها منهم و ذكر بوب وودوارد ذلك في كتابه الحجاب : الحروب السرية للمخابرات الأمريكية ( سي-أي -إيه) ١٩٨١ الي ١٩٨٧وقدحصل على جائزة بوليتزر للنشر بسبب فضيحة ووترجيت ١٩٧٣ و أيضا حصد الجائزة لمره ثانية عن تغطيته لأحداث ١١ سبتمر و كان ذلك في عام ٢٠٠٣. و يعتبر بوب وورد اهم كاتب و صحفي استقصائي في العالم.

و في كتابه الصادر حديثا ” الحرب” يعود ليتحدث عن الأردن والملك عبد الله الثاني ولقائه مع بلينكن و حديثه مع كاميلا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن ، وغيرها من المسؤوليين  بعد عشر أيام من ٧ أكتوبر وما حدث في غزة مؤكدا ان الملك عبد الله الثاني اخبرهم تآييده الكامل لضرورة انهاء حماس والمقاومة وانه لا يستطيع البوح ذلك علنا في الساحة الداخلية الأردنية بسبب المظاهرات والأوضاع الشعبية لكنه سيقدم لإسرائيل كل الدعم المطلوب لإتمام مهمة إبادة المقاومة وحماس. و في موقع اخر يتحدث عن لقاء مع بايدن يؤكد ان الأردن والسعودية ومصر ستكون الي جانب إسرائيل. انتهى الاقتباس.

لم نسمع من دوائر الصحافة الأردنية وكتاب السلطة والسلطان و لا حتى ممن أقلامهم تعبئ الساحة نفاقا و يدفع لهم و يتم تنصيبهم في مراكز هامة و حساسة أي رد توثيقي او استنكاري مبنى علي وقائع و حقائق كما وان ما ذكره بوب ودوورد ينسف الرواية الحكومية التي تتحدث عن أن الشعب والحكومة موقفهم متحد ومنسجم نحو غزة  و يظهر ذلك واضحا في تضليل معتمد للحكومة للساحة ، و اقصد ما ودر في كتاب “الحرب” يتعارض مع ما يصرح به داخليا بل يفنده و يكذبه، و لم يرفع احد قضية في أمريكا مشككا بالرواية بل هم يعيشون في حالة انكار ذاتي يدفنون رؤوسهم في الرمال ويعتبرون الحديث عنه تشويه متعمد و إساءة للملك ، كأن الملك ملكهم فقط و الأردن اردنهم فقط علما انه اول الراحلين و الفارين ان سقط النظام او هددت الأردن ، ومما يجعل الراوية اقرب للتصديق من جهة وضعفا في الاعلام الأردني وضحالة وسخافة فكر بعض من كتبه الباب العالي خصوصا وان كل محادثات الملك مع وزير خارجية أمريكا والرؤساء مسجلة ومحفوظة وليست ارتجالية.

كتاب “الحرب” جدير بالتمحيص والاقتناء و الحوار و الماركة لانه ليس فقط عن الأردن ولكن عن دول عربية كثيرة و  علاقتها مع إسرائيل متشابهه ودعمها بلا حدود للكيان الإسرائيلي والتي تتبني نفس الموقف الأردني ضمنا وتنكره علنا امام شعوبها. الأردن دوره قادم تحت عجلات قطار نتانياهو التي لاتعرف قضبان او سكك حديد غيرها ولا يوجد ما يوقفه او يحد من همجيته و عدوانيته.

الخيانات عبر التاريخ لم تتوقف بل تحولت الي بطولات امام اللاعب الأمريكي الذي يحرك إسرائيل لتدمير فلسطين ولبنان و سوريه والعراق واليمن وايران قبل ان ينقض علي الأردن ومصر ويفترسها..وللحديث بقية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى