إيلون ماسك يضخ 43.6 مليون دولار لدعم ترامب في الانتخابات المقبلة
في خطوة تصاعدت معها حدة التوترات السياسية في الولايات المتحدة، كشفت الإيداعات الفيدرالية أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم ورئيس مجلس إدارة شركة تسلا للسيارات الكهربائية، قد ضخ مبلغًا ضخمًا جديدًا بلغ 43.6 مليون دولار لدعم المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب،
وذلك في منتصف أكتوبر من خلال لجنة العمل السياسي الخاصة به، بهدف مساعدة ترامب على استعادة منصبه في البيت الأبيض.
هذه الأموال التي قدمها ماسك ليست المرة الأولى التي يدعم فيها الرئيس السابق، إذ بلغ إجمالي ما أنفقه حتى الآن 118 مليون دولار، ليصبح بذلك أحد أكبر داعمي ترامب ماليًا في هذه الدورة الانتخابية، مثيرًا بذلك موجة من الجدل السياسي والاقتصادي حول دوافع هذه التبرعات.
التقارير الفيدرالية الصادرة أكدت أن هذا الدعم المالي الهائل جعل ماسك ثاني أكبر داعم فردي لترامب في هذه الدورة الانتخابية، يأتي خلف الملياردير تيموثي ميلون الذي قدم بدوره 150 مليون دولار لدعم الرئيس السابق.
هذه الأموال التي ضخت في اللجان السياسية المستقلة، تمثل قوة مالية هائلة تهدف إلى تعزيز حظوظ ترامب في سباق الرئاسة، مع التأكيد على أن هذه الأموال لا تتوجه بشكل مباشر لحملة ترامب، بل تصب في دعم لجان العمل السياسي المستقلة التي تعمل على الترويج لسياسات ترامب وإعادة انتخابه.
وكان ماسك قد قدّم 43.6 مليون دولار للجنة العمل السياسي “أمريكا باك” خلال الفترة من الأول إلى 16 أكتوبر الجاري، وذلك وفقًا لما ذكرته تقارير لجنة الانتخابات الفيدرالية.
وتعد هذه المرة الأخيرة التي سيتم فيها الإعلان عن تبرعات لجان العمل السياسي قبل يوم الانتخابات، وهو ما يزيد من إثارة التكهنات حول تأثير هذه الأموال في قلب التوازنات السياسية الحالية.
يُضاف هذا المبلغ إلى 75 مليون دولار قدمها ماسك بالفعل إلى لجنة العمل السياسي الأمريكية حتى نهاية سبتمبر، لتشكل هذه الأموال تقريبًا كل ما جمعته اللجنة، حيث بلغ إجمالي المبالغ التي جمعتها 130.3 مليون دولار، وهو رقم ضخم يوضح مدى التأثير المالي الذي يسعى ماسك لتحقيقه على الساحة السياسية الأمريكية.
ووسط هذا الزخم المالي الهائل، يثار جدل كبير حول قانونية بعض التحركات التي أعلن عنها ماسك، وخاصةً جائزة المليون دولار التي وعد بها الناخبين المسجلين في الولايات الرئيسية، حيث يرى بعض المراقبين أنها قد تكون وسيلة غير قانونية للتأثير على سير الانتخابات.
لكن في الوقت الذي يظل فيه هذا الجدل قائمًا، فإن التأثير الفعلي لهذه الأموال على نتائج الانتخابات لا يمكن إنكاره، حيث تسعى هذه اللجان المستقلة إلى تكثيف حملاتها الدعائية وتوجيه الناخبين نحو دعم الرئيس السابق في محاولة لاستعادة السيطرة على البيت الأبيض.
الأرقام المثيرة للاهتمام لا تتوقف هنا، حيث أصبحت الأموال التي قدمها ماسك محور حديث في الأوساط السياسية والاقتصادية على حد سواء.
فمن جهة، يتساءل البعض عن دوافعه الحقيقية في دعم ترامب بهذا الشكل الهائل، خصوصًا وأن ماسك لا ينتمي صراحةً إلى أية توجهات سياسية معلنة، ومن جهة أخرى، يخشى آخرون من أن هذا التدخل المالي قد يعيد تشكيل قواعد اللعبة الانتخابية في الولايات المتحدة بشكل جذري، مع تأثيرات واسعة النطاق على الديمقراطية الأمريكية ككل.
وفي خضم هذا السياق المثير، لا يمكن التغاضي عن الدور الذي تلعبه هذه الأموال في تغيير ملامح المعركة الانتخابية.
فبينما تكافح بعض الحملات السياسية لتأمين الحد الأدنى من التبرعات، تأتي هذه المبالغ الضخمة لتضع ترامب في موقع متقدم ماديًا، وهو ما قد يترجم في النهاية إلى نجاح انتخابي يتجاوز التوقعات الحالية.