صحافة دولية

هجمات إسرائيلية متصاعدة على طهران والدفاعات الإيرانية تردع بلا خسائر

الهجمات الإسرائيلية على إيران لا تتوقف، والخطر يزداد يوماً بعد يوم. مصادر متعددة تؤكد أن العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي تستهدف مناطق مختلفة في إيران في تصعيد غير مسبوق ينذر بتطورات خطيرة في المنطقة.

بينما تواصل إيران ردودها الحادة على هذه الهجمات، يبدو أن الوضع ينذر بتصعيد أكبر مما كان متوقعاً. تتوالى التصريحات الرسمية والإعلامية من مختلف الأطراف المعنية، وكلها تتفق على أن الأمور تتجه نحو انفجار وشيك قد يمتد ليشمل أجزاء أوسع من الشرق الأوسط.

في خطوة تحمل الكثير من الرسائل والتهديدات، خرج مندوب الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة ليعلن بشكل صريح وواضح أن الكيان الإسرائيلي لن يسمح لإيران بالاستمرار في استخدام وكلائها للتهرب من المسؤولية. هذا التصريح يعكس تحولات خطيرة في السياسة الإسرائيلية،

حيث يبدو أن الاحتلال قرر الانتقال من المواجهات المحدودة إلى مواجهة مباشرة مع إيران نفسها، غير مكتفٍ بتوجيه الضربات إلى حلفاء طهران في المنطقة. هذا التطور يؤكد أن تل أبيب تتجه نحو توسيع دائرة الصراع، مما يثير الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت المنطقة تتحضر لحرب إقليمية واسعة.

لم تتوقف الهجمات عند التصريحات فقط، بل شهدت محافظة صلاح الدين شمال العراق دوي انفجارات مجهولة المصدر، في وقت تصاعدت فيه الأنباء عن اشتباكات بين الدفاعات الجوية الإيرانية وأهداف معادية في أربع مواقع حول العاصمة طهران.

هذه التطورات تأتي في ظل حالة من التأهب القصوى التي تشهدها المنطقة، مما يعزز الشكوك حول أن هذه الهجمات قد تكون جزءاً من حملة عسكرية أوسع تستهدف النظام الإيراني بشكل مباشر.

وكالة أنباء تسنيم الإيرانية أكدت أن الانفجارات ناتجة عن اشتباكات بين الدفاعات الجوية الإيرانية وأهداف معادية، مشيرة إلى أن الهجمات لم تستهدف أي مراكز عسكرية للحرس الثوري الإيراني.

هذا التصريح، وإن بدا مطمئناً بعض الشيء، إلا أنه يثير التساؤلات حول مدى دقة هذه المعلومات، خاصة في ظل الضبابية التي تحيط بالوضع على الأرض. في الوقت نفسه، أكدت وكالة أنباء فارس أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف عدة قواعد عسكرية غرب وجنوب طهران، ما يعزز فرضية أن التصعيد ليس محصوراً في مناطق معينة بل يشمل العاصمة وأطرافها.

الرد الإيراني لم يتأخر، حيث أكدت وكالة تسنيم عن مصادر مطلعة أن إيران تحتفظ بحقها في الرد على أي اعتداء، وهذا التصريح ليس بجديد ولكنه يعكس تصميماً إيرانياً على عدم السكوت على ما يجري.

غير أن التساؤل الأكبر يظل قائماً إلى أي مدى يمكن لإيران أن ترد دون أن تتسبب في اندلاع حرب شاملة؟ الرد العسكري الإيراني قد يأتي عاجلاً أم آجلاً، ولكن هل سيكون الرد كافياً لردع الاحتلال الإسرائيلي أم أن التصعيد سيستمر ويتفاقم؟

في تطور آخر، استهدف الاحتلال الإسرائيلي المناطق الشمالية من مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما يعكس أن نطاق الهجمات الإسرائيلية ليس محصوراً في إيران فقط، بل يمتد ليشمل مناطق أخرى في المنطقة.

هذا التحرك يثير المزيد من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه العمليات جزءاً من خطة أكبر لإعادة رسم خارطة النفوذ في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل وإيران.

في هذه الأثناء، انطلقت صفارات الإنذار في مستوفا و شلومي خشية تسلل طائرة مسيرة، ما يعكس أن حالة التأهب ليست مقتصرة على إيران فقط بل تشمل حتى العمق الإسرائيلي.

هذا التطور يبرز أن الصراع قد يتخذ أبعاداً جديدة، حيث أن الطائرات المسيرة قد تصبح سلاحاً رئيسياً في هذه المواجهة. لكن إسرائيل نفت وقوع أي إصابات أو حوادث في ساحة سباه، وهو ما قد يعكس رغبة في تهدئة الأوضاع مؤقتاً، أو ربما محاولة لإخفاء حجم الخسائر.

رغم أن إيران لم تقم بتفعيل أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطوراً، وفقاً لما نقلته وكالة تسنيم الإيرانية، إلا أن الدفاعات المتوسطة تمكنت من التصدي لجميع الأهداف المعادية من مسيرات وصواريخ.

هذا النجاح النسبي للدفاعات الجوية الإيرانية يبرز أن طهران ليست مجرد ضحية في هذه المواجهة، بل تمتلك أدوات للردع والتصدي. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى يمكن لهذه الدفاعات أن تظل فعالة في مواجهة الهجمات المتواصلة والمتزايدة؟

من جانبها، أكدت وكالة تسنيم الإيرانية أن الأصوات التي سُمعت بمحيط العاصمة طهران مرتبطة بردها في ثلاث أماكن عند أطراف طهران.

هذا التصريح يثير القلق حول ما إذا كانت هذه الردود قد تتصاعد لتشمل مناطق أوسع في إيران أو حتى في دول الجوار. الإعلام الإيراني لم يتوقف عند هذا الحد، حيث أعلنت وسائل إعلام محلية عن سماع دوي أربعة انفجارات جديدة في العاصمة، ما يعزز فرضية أن الهجمات ليست عرضية بل جزء من حملة مستمرة.

انتهت الموجة الثانية من العدوان الإسرائيلي على طهران، وفقاً للتقارير الإيرانية، دون أن تحقق أي خسائر تُذكر على الأرض، وذلك بفضل تصدي الدفاعات الجوية الإيرانية لكافة الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت العاصمة.

ورغم هذا النجاح، فإن السؤال الذي يبقى مطروحاً: هل ستستطيع إيران الحفاظ على هذا المستوى من الدفاع في وجه هجمات قد تتطور وتصبح أكثر تعقيداً؟

الهجوم الثاني على طهران تم بواسطة طائرات مسيرة، وتم اعتراضها بنجاح، ما يعكس استعداداً إيرانياً لمواجهة التهديدات الجوية. لكن مع تصاعد التوترات واستمرار الهجمات، هل يمكن لإيران أن تواصل الصمود أم أن المواجهة قد تخرج عن السيطرة لتتحول إلى حرب شاملة؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى