تقاريرفلسطين

غزة تحت القصف: الموت يحاصر الأطفال والمرضى في جحيم الاحتلال

في اليوم السادس والثلاثين بعد الثلاثمئة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة كانت الأجواء تسودها الفوضى والذعر حيث اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان الذي يُعتبر أحد أبرز المنشآت الصحية في شمال القطاع في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والأخلاق الإنسانية ما جعل هذا اليوم كابوسًا جديدًا يُضاف إلى سلسلة الكوارث التي تعاني منها غزة يوميًا

كانت قوات الاحتلال قد استدعت المرضى للنزول إلى ساحة المستشفى وهو ما أثار القلق في نفوس الكثيرين من المواطنين الذين تساءلوا عن مصيرهم بعد أن فشلت هذه القوات في توفير الحماية لأبسط حقوقهم في الحياة والكرامة وتأتي هذه الحادثة في وقت عصيب تعيشه غزة حيث استشهد العديد من الأطفال والمرضى في تلك المنشأة الطبية الكبرى بسبب القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين في مناطق عدة

في سياق آخر أظهرت التقارير الصحفية أن 28 فلسطينيًا ارتقوا شهداء في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منازل سكنية في منطقة المنارة جنوبي مدينة خان يونس في الساعات الأولى من صباح اليوم ما يرفع عدد الشهداء إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء العدوان مما يزيد من حدة المأساة الإنسانية ويضع المجتمع الدولي أمام محك أخلاقي غير مسبوق

هذا وتقوم قوات الاحتلال بفرض حصار خانق على المناطق التي تأوي النازحين مما يعكس بشكل واضح استراتيجية مدروسة تهدف إلى زيادة معاناة السكان المحاصرين حيث يتجلى الوضع في بين لاهيا وجباليا بصورة كارثية لا يمكن وصفها حيث يعيش المواطنون في ظروف قاسية من نقص حاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية

لم يعد هناك مجال للشك في أن الوضع في غزة قد بلغ حدًا غير مقبول حيث تتكرر المشاهد المأساوية يوميًا وتتزايد أعداد الشهداء والجرحى في ظل صمت دولي مشبوه يثير تساؤلات عديدة حول دور المنظمات الإنسانية والحقوقية في حماية المدنيين

منذ بداية العدوان لم يتوقف القصف على المنازل والمرافق الحيوية حيث يتحول كل يوم إلى ساحة حرب حقيقية تزداد تعقيدًا وكارثية فلا تكاد تمر ساعات إلا وتُسجل الخسائر في الأرواح والممتلكات بصورة يومية لا يمكن تحملها حيث يواجه السكان في غزة تحديات جسيمة تتعلق بحياتهم ومستقبلهم في ظل انعدام الأمل في نهاية قريبة لهذا الكابوس

ومع تواصل العمليات العسكرية يبدو أن الأفق مظلم في غزة فلا تلوح في الأفق بوادر حل سياسي أو عسكري يُنهي المعاناة ويُعيد الأمل إلى سكان هذا القطاع الذين عانوا من ويلات الحروب واعتداءات الاحتلال المستمرة

إن ما يحدث في غزة اليوم يستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي حيث لا يمكن تجاهل معاناة الملايين من الفلسطينيين الذين يواجهون ظروفًا قاسية تدفعهم إلى التفكير في الهجرة أو الاستسلام لمصيرهم المرير

تاريخ الاحتلال الإسرائيلي مليء بالانتهاكات وجرائم الحرب التي لا تعد ولا تحصى وها نحن نشهد اليوم استمرار تلك الانتهاكات في أبهى صورها حيث يصبح كل يوم فرصة جديدة لإراقة الدماء وترك العائلات تتجرع آلام الفقدان والتشرد في عالم لا يعترف بمعاناتهم

وعلى الرغم من محاولات العائلات الفلسطينية التمسك بالأمل وتجاوز الصعوبات إلا أن تلك المحاولات تتلاشى أمام شبح العدوان المتواصل والاعتداءات الممنهجة التي لا ترحم الأطفال والنساء والشيوخ وفي خضم هذا كله يبقى السؤال الأهم ماذا بعد غزة في ظل هذا القصف المروع والاعتداءات اليومية

لم يعد بالإمكان الصمت على هذه المأساة الإنسانية فغزة ليست مجرد رقم أو مكان بل هي رمز للصمود والمقاومة حيث يكافح شعبها في كل لحظة من أجل البقاء وتحقيق حلمه في الحرية والاستقلال لكن مع الأسف فإن تلك الأحلام تتبخر مع كل صاروخ يُطلق وكل منزل يُدمر في هذه الأرض المقدسة

إن ما يحدث في غزة يستحق من الجميع تضامنًا حقيقيًا ومؤازرة فعلية في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية التي لا يمكن تصورها فلا بد من إيقاف النزيف المتواصل والعمل على تحقيق سلام عادل يضمن حقوق الفلسطينيين في العيش بحرية وأمان

وإن استمرار العدوان والاعتداءات يضع المجتمع الدولي في موقف حرج ويجعل من واجبه التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تتحول غزة إلى ذكرى مؤلمة في تاريخ الإنسانية فهل يُستجاب لصرخات الأطفال والنساء في غزة أم سيظل العالم يتفرج على مأساتهم بكل برود؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى