العثور على جثة ضابط إسرائيلي في غابة .. نهاية تراجيدية لبطش الاحتلال
جاءت تفاصيل حادثة العثور على جثة الضابط «أساف داغان» من سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي في غابة قرب مستوطنة عتليت كصدمة مدوية لتكشف عمق التوترات النفسية والتداعيات المدمرة لاضطرابات ما بعد الصدمة التي يعاني منها جنود الاحتلال على مختلف الرتب والمناصب العالية التي يشغلونها
حيث لم يُعرف بعد كيف وصلت هذه الاضطرابات إلى هذا المستوى القاتل الذي دفع الضابط إلى إنهاء حياته بشكل مأساوي يعكس العنف الداخلي والممارسات الوحشية التي تركت آثاراً عميقة في نفوسهم لتتحول معاناتهم النفسية إلى كابوس حقيقي يطاردهم بعيداً عن ميادين القتال وبعيداً عن الأضواء
وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على واقع مظلم يعيشه جنود الاحتلال الذين يجدون أنفسهم أسرى لمعاناتهم النفسية بعد تجارب القمع والاستهداف المتكرر للمدنيين الفلسطينيين وتطبيق سياسات الاحتلال الوحشية التي تترك ندوباً نفسية عميقة من الصعب تجاوزها والتي تجعلهم يعيشون في دائرة من الذكريات المظلمة والأصوات المخيفة التي لا تفارقهم حتى في ساعات هدوء الليل حيث ينتهي بهم المطاف أمام خيارات قاتمة تنتهي في بعض الأحيان بخسارة حياتهم أو تدميرها بشكل بائس
وتفيد التقارير بأن الضابط «أساف داغان» كان معروفاً بين زملائه بقوة تحمله وصلابته في أداء مهامه القتالية ولكن خلف تلك القوة الظاهرة كان يكمن جرح نفسي عميق لم يتمكن من التعايش معه وهو ما أدى به في النهاية إلى اتخاذ قرار مأساوي بإنهاء حياته ليعكس بذلك صورة قاتمة للواقع النفسي المرعب الذي يعانيه جنود الاحتلال والضغوط التي يتعرضون لها والتي يدفعون ثمنها غالياً من حياتهم وصحتهم النفسية ليعبر بذلك هذا الحادث عن فشل النظام العسكري في توفير الدعم النفسي والمعنوي الضروري للجنود الذين يشهدون مثل هذه الصدمات
وقد أظهرت هذه الحادثة كواليس مأساوية تفتح المجال لطرح أسئلة جدية حول الكيفية التي تؤثر بها سياسة الاحتلال وأعمال القمع اليومية على الصحة النفسية للجنود حيث تشير الأبحاث المتزايدة إلى ارتفاع نسبة الإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة بين جنود الاحتلال بشكل مرعب مما يجعلهم رهائن لمعاناتهم النفسية وتدفعهم إلى ممارسات لا يمكن التنبؤ بعواقبها وتجعلهم يعيشون في خوف مستمر من الذكريات المظلمة التي ترافقهم في كل لحظة يعجزون فيها عن التخلص منها
وبحسب تحقيقات صحيفة «معاريف» العبرية فإن عائلة الضابط لم تكن تتوقع نهايته المأساوية بهذا الشكل فقد كان يظهر بمظهر الإنسان العادي المتماسك ولكن داخل أعماقه كانت تعتمل مشاعر اليأس التي قادته إلى قرارٍ ينهي معاناته ويضع حداً لصراعاته الداخلية إذ كانت العائلة تجهل حجم الألم النفسي الذي يخفيه ويتحمله بمفرده حتى اللحظة الأخيرة دون أن يفصح لأحد عن هذه الصراعات
وتعكس حالة «أساف داغان» واقعاً مرعباً يعبر عن أزمة نفسية واسعة تعصف بالجيش الإسرائيلي حيث باتت قضايا الانتحار بين صفوف الجنود والضباط ظاهرة متصاعدة تشير إلى ضعف الدعم النفسي والمعنوي للجنود خاصة أولئك الذين يتعرضون لمواقف قاسية ومهام قتالية تنعكس آثارها عليهم بشكل لا يمكن تجاهله ليُطرح بذلك تساؤل ملح حول مدى اهتمام الجيش بمعالجة هذا الواقع الكارثي الذي يدمر الأرواح ويتسبب في تفاقم الأزمات النفسية الخانقة بين صفوف الجنود