تقاريرعاجل

ضربات إسرائيلية في إيران وطهران تؤكد سلامة مطاراتها وسط تصعيد خطير

في وقت متأخر من الليل وبسياق سياسي ملتهب اجتمع الكابينت الأمني الإسرائيلي في مشاورات سرية حاسمة كانت بمثابة الضوء الأخضر لبدء ضربة جديدة ضد إيران هذا ما أكده العديد من المصادر السياسية والأمنية

والتي أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تعد تتحمل التصعيد الإيراني المزعزع للاستقرار والذي أصبح يهدد أمنها بشكل مباشر في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة

بعد وقت قصير من إقرار الخطة الهجومية أبلغت تل أبيب الولايات المتحدة بهذا التطور الحساس في اللحظة الأخيرة وهو ما يعكس عمق العلاقات الأمنية بين الدولتين

ويؤكد على أن واشنطن تدرك مدى خطورة هذا الوضع المتفجر الذي قد يؤدي إلى تصعيد عسكري غير مسبوق في الشرق الأوسط في حال لم يتم احتواء الموقف بشكل عاجل

وفي طهران تباينت الأخبار حول ردود الفعل على الضربات الجوية الإسرائيلية فقد ذكرت بعض التقارير أن الوضع في مطاري الإمام الخميني ومهراباد لا يزال طبيعيا ولم تُسجل أي حوادث ملحوظة

مما يثير تساؤلات حول فعالية الهجمات وأهدافها الحقيقة بينما أكدت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أنها تنفي جملة وتفصيلا الأنباء التي تحدثت عن تعرض تلك المطارات لأي اعتداء مما يضيف مزيدا من الغموض حول الموقف الفعلي هناك

في الأثناء نقلت مصادر أمنية أن بعض الأصوات التي سمعت في محيط طهران كانت نتيجة لتفعيل الدفاعات الجوية الإيرانية وهو ما يشير إلى أن النظام الإيراني على استعداد لمواجهة التهديدات الخارجية إلا أن مصادر أخرى أكدت أن الهجمات التي شهدتها طهران كانت محدودة ولا ترقى إلى مستوى التهويل الإعلامي الذي رافق تلك الأحداث الأمر الذي قد يوحي بعدم فعالية الضربات على الأرض

وبحسب معلومات صادرة عن صحيفة نيويورك تايمز فإن الحرب على إيران قد بدأت بالفعل حيث استهدفت الضربات الإسرائيلية مواقع عسكرية تابعة للقدرة الصاروخية الإيرانية بما في ذلك مصانع الصواريخ والطائرات المسيرة بينما استهدفت ضربات أخرى مناطق حساسة مثل معسكر برديسان قيد الإنشاء في قم المقدسة وهو ما يزيد من تعقيد الصورة ويدفع نحو مزيد من التصعيد العسكري في المنطقة

في المقابل أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش يقوم الآن بمهاجمة أهداف عسكرية في إيران ردا على الهجمات المستمرة التي يشنها النظام الإيراني تجاه دولة إسرائيل وقد أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي في حالة استعداد تام لمواجهة أي تصعيد وأنه يقوم بتقييم مستمر للموقف في إيران ووكلائها المحليين وهو ما يعكس استراتيجيته الواضحة في مواجهة التهديدات الموجهة إليه

بينما لا تزال الغارات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية تتوالى تبقى المضادات الجوية الإيرانية في حالة تأهب قصوى حيث أكد العديد من الخبراء العسكريين أن هناك حاجة ماسة لعدم تضخيم الأحداث على الأرض ورغم عدم تسجيل أي انفجارات خلال نصف ساعة بعد الضربة إلا أن الوضع يظل متأزما وقد يحتاج إلى يقظة تامة من جميع الأطراف المعنية

في السياق نفسه ذكرت مصادر عبرية أن الهجمات الإسرائيلية قد بدأت بالفعل مستهدفة منشآت الطاقة ومواقع عسكرية إيرانية وهو ما قد يزيد من التوترات بين الجانبين ويضع المنطقة على حافة الهاوية إذ إن تلك العمليات قد تؤدي إلى تصعيد عسكري شامل في حالة عدم الاستجابة من قبل النظام الإيراني

الأمر الذي يدعو إلى القلق هو أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى موجة من الاضطرابات في المنطقة بأسرها وخصوصا في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور والاحتجاجات الداخلية التي تعاني منها إيران في الوقت نفسه يجب أن نكون واعين لأبعاد هذا الصراع الذي قد يطال دولا مجاورة ويؤثر على الاستقرار الإقليمي بأكمله

إن الوضع الحالي في الشرق الأوسط هو بمثابة برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة وقد تكون هذه الهجمات الإسرائيلية بداية لمرحلة جديدة من الصراع الذي لا يمكن التنبؤ بتبعاته على المدى القريب أو البعيد لذا يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لمحاولة احتواء هذا التصعيد وتفادي الانزلاق نحو حروب مدمرة قد تعيد المنطقة إلى عصور مظلمة

إن المتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة تستدعي المزيد من الحذر والتأني فلا يمكن الاستهانة بالعواقب المحتملة التي قد تترتب على مثل هذه الهجمات كما أن التصعيد العسكري لا يحل الأزمات بل يفاقمها ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وهذا هو الخطر الأكبر الذي يجب أن نكون جميعا على وعي به في ظل تلك الظروف الحرجة

وإن الأحداث الجارية في إيران وتداعياتها تستدعي منا جميعا التفكير في السبل التي يمكن من خلالها تفادي مواجهة عسكرية كبرى قد تدمر كل ما تم بناؤه في المنطقة إن لم يتم احتواء الوضع الحالي بعناية وذكاء وعبر قنوات دبلوماسية فعالة قد تكون الوسيلة الوحيدة للحد من التصعيد الذي أصبح يهدد السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى