البرازيل.. مطالبات بإلغاء مشاركة شركة “إسرائيلية” في معرض جامعي
طلب اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل “فيبال” جامعة “ريو غراندي دو سول الاتحادية” “UFRGS” إلغاء مشاركة شركة “إيه إي إل سيستمز” التابعة لشركة “إلبيت سيستمز” “الإسرائيلية” في معرض “الفرص الجامعي الثالث عشر” المقرر إقامته من 29 إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
عبّرت الوثيقة التي أرسلها الاتحاد للجامعة، والتي تم رصدها اليوم السبت، عن “القلق بشأن ارتباط الجامعة بالإبادة الجماعية والفصل العنصري الذي تمارسه (إسرائيل) ضد الفلسطينيين، نتيجة العلاقة بين شركة (إيه إي إل سيستمز) و(إلبيت سيستمز) المنتجة لمعدات عسكرية، مثل الطائرات بدون طيار المستخدمة في ذلك”.
أشار الاتحاد إلى أن “هذه التكنولوجيا تُستخدم في الاحتلال والإبادة والجرائم، مما ينتهك حقوق الإنسان ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. كما تلعب إلبيت سيستمز دورًا فعالًا في العمليات العسكرية للاحتلال وتطوير المعدات المستخدمة في الهجمات التي أسفرت عن آلاف الضحايا، بما في ذلك الأطفال.”
انتقد “فيبال” علاقة الجامعة مع شركة “إيه إي إل سيستمز” منذ عام 2018، معتبرًا أنها تُظهر تواطؤ الجامعة مع ممارسات الحكومة الإسرائيلية، التي اعتبرت منظمات دولية عديدة أنها نظام فصل عنصري، في حين يُحقق النظام الإسرائيلي بتهم الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.
واستند “فيبال” إلى “المبادئ الدستورية البرازيلية”، مثل المادة 4 من الدستور الفيدرالي، التي توجه السياسة الخارجية للبرازيل نحو حقوق الإنسان، تقرير مصير الشعوب، ورفض العنصرية. وأضاف أن “الاتفاقية بشأن الإبادة الجماعية”، التي صادقت عليها البرازيل عام 1952، تُنتهك بسبب مشاركة شركة إلبيت سيستمز في الجرائم ضد الفلسطينيين.
وطالب الجامعة بأن “تتبع الحكومة البرازيلية، التي أوقفت مؤخرًا عقودها مع شركة (إلبيت سيستمز) بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وتخلت عن شراء مدافع (هاوتزر)، وإعلان حرمها الجامعي إقليمًا خاليًا من الفصل العنصري)”.
وأكد الاتحاد أنه لا ينبغي للجامعة “الخضوع للحجة الفارغة حول (احترام العلم) التي يستخدمها الصهاينة لتبرير استمرار الشراكات مع المؤسسات التي تشارك في آلة الإبادة الإسرائيلية”، مبيناً ” أن هناك وثائق كثيرة تثبت تعاون الأكاديميين (الإسرائيليين) مع القوات المسلحة ووكالات الاستخبارات، بما في ذلك تطوير أساليب الاستجواب المعروفة كأشكال من التعذيب”.
بدوره، قال رئيس “فيبال”، وليد رباح، إنه “من الضروري تحقيق حركة عالمية ضد السلوك الصهيوني، ويجب نقل هذه الممارسة إلى الجامعات، إذ ليس كافيًا مطالبة الحكومة البرازيلية بقطع العلاقات مع نظام الفصل العنصري والجرائم ضد الإنسانية (الإسرائيلي)”.
وتساءل رباح، “إذا لم تتحقق الأساسيات، مثل أن تصبح الجامعات البرازيلية مناطق خالية من الفصل العنصري، كيف يمكن للطلاب والأساتذة أن يحتجوا على الحكومة بينما تغرق جامعاتهم في دماء الفلسطينيين؟”.
وأوضح رباح أنه “يجب علينا منع المعرفة الأكاديمية البرازيلية من خدمة الفصل العنصري، علمًا بأنه عندما يتعامل النظام الصهيوني مع الجامعات البرازيلية، فإنه لا يجلب شيئًا، بل يأخذ المعرفة ويستحوذ على العقول البرازيلية، سواء للمؤسسات (الإسرائيلية) أو لنظيراتها في الولايات المتحدة، التي تشارك أيضًا في إبادة الشعب الفلسطيني. علماؤنا يخدمون (إسرائيل) من خلال هذه الاتفاقيات، حيث يحق للطرف الآخر الحصول على النتائج”.
ونبه رباح إلى أن “الأمر المهم والصادم، هو أن كل هذا يتم تمويله بأموال عامة برازيلية، لأن معظم الجامعات الفيدرالية أو الحكومية غارقة في هذه العلاقات غير القانونية وغير الأخلاقية، أو لأن المشاريع المرتبطة بهذه الشراكات تمول من ميزانيات الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكالات تمويل عامة، وهذا يعني أن أموال دافعي الضرائب البرازيلية تمول الفصل العنصري والجرائم ضد الإنسانية في فلسطين”.
وحول تأثير التعاون مع شركات مثل “إيه إي إل سيستمز” على صورة الجامعة وسمعتها، قال رباح، إن ذلك “يعني أنهم، سواء كانوا واعين لذلك أم لا، يساهمون في إبادة الشعب الفلسطيني، وسيكون الأمر مشابهًا لإقامة علاقات مع ألمانيا النازية أو نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا”.
وتابع “أعلم أن بعضهم سيقول إن ذلك مستحيل، لأن البرازيل أعلنت الحرب على ألمانيا حينها، وكانت هناك قرارات من الأمم المتحدة بمقاطعة نظام الفصل العنصري، لكن نقول: إذا لم تكن تلك الحقائق التاريخية قد حدثت، هل كان من الأخلاقي بالنسبة لكم الحفاظ على العلاقات مع هذين النظامين، رغم أنهما مجرمان ضد الإنسانية؟”.
وبيّن أن “الجامعة لم تعد مضطرة لاستقبال الشركة في معرض (الفرص) الخاص بها، فقد وردت إلينا معلومات تفيد بأن هذه الشركة التابعة للإبادة، التي تم تنبيهها على ما يبدو بأنها غير مرحب بها من قبل جزء كبير من المجتمع الجامعي، قد أبلغتهم بانسحابها من المعرض”.
وأضاف “ما زلنا بانتظار قرار الجامعة الرسمي، وما زلنا بحاجة إلى أن تقوم بإلغاء كافة الاتفاقيات الموجودة بين بعض الأقسام والمعاهد مع هذه الشركة المتواطئة في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين”.
ولفت رباح إلى أن “الاتحاد يحاول بكل جهده توعية الجمهور البرازيلي بمعلومات دقيقة عن الوضع في فلسطين، وعن حقهم في الدفاع عن أنفسهم، وأن تصرفهم في 7 أكتوبر من العام الماضي، لم يكن هجومًا على دولة أخرى، بل محاولة للعودة إلى أرضهم المحتلة، إذ أن أكثر من 70% من سكان غزة هم لاجئون نتيجة التطهير العرقي بين عامي 1947 و1951”.
وختم رباح حديثه بأنه “يجب أن نكون شجعانًا وصادقين في توصيل الحقائق بالطريقة الصحيحة، ونحتاج أيضًا إلى التواصل مع جميع فئات الرأي العام البرازيلي، وليس فقط مع قطاعات محددة، فمثلا وسائل الإعلام البرازيلية الكبرى كانت تسعى لتشويه صورة الفلسطينيين لتبرير إبادتهم. وبالتالي، نحن نهدف إلى استمرارية جهودنا لرفع الوعي حول القضية الفلسطينية ومساعدة شعبنا الفلسطيني في نضاله من أجل التحرير”.
يُشار إلى أن اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل “فيبال”، تأسس عام 1979، ويعتبر الكيان القانوني والرسمي الذي يمثل الشتات الفلسطيني على الأراضي البرازيلية.
ويُذكر أن منظمات فلسطينية وبرازيلية نجحت في إجبار جامعة “يونيكامب” البرازيلية على إلغاء “مهرجان الجامعات (الإسرائيلية)”، الذي كان مقررًا عقده في نيسان/إبريل الماضي، وذلك بعد حراك جماهيري واسع.