سوء الاختيار، هو عنوان وموضوع مقال اليوم للزميل والصديق القديم حسين حلمي المحامي، المنشور في صحيفة الوفد.
المقال يتناول فكرة الإحساس بالقيود والضغوط التي قد تجبرنا على اتخاذ قرارات واختيارات غير صحيحة
نتيجة الظروف أو الإغراءات، والشعور بالندم الذي يأتي بعد اكتشاف خطأ الاختيار، والتوجه نحو الاعتراف والسعي للتصحيح.
والحقيقة إذا كان العزيز الأستاذ حسين حلمي يوجه سطوره ل(1 شارع بولس حنا) – (مقر الوفد) – فهذه شجاعة تستحق الإشادة، خاصة وأنه يعمل مستشارًا قانونيًا للوفد منذ أكثر من ثمانينيات القرن الماضي (قرابة أربعة عقود) نجح فيها في ترسيخ مبدأ وليد بك جنبلاط
في لبنان وهو (النأي بالنفس).
فرغم أنه “ناصري” الهوى إلا أنه الوحيد الذي استطاع التعايش داخل “حظيرة” الوفد في كل مراحل النهوض (فؤاد باشا والدكتور السيد البدوي) مرورًا بمراحل الانهيار والسقوط في عهود الدكتور نعمان ومحمود أباظة، وأبو شقة، وصولًا ليمامة!
وإذا كان حسين حلمي يوجه سطوره – خارج نطاق الوفد – فهي شجاعة أكبر.
يقول حسين حلمي (أبو سماء) في مقاله اليوم الآتي:
أسوأ أنواع الاختيار هو الاختيار غير الحر، أن تكون مضطرًا إلى اختيار شخص أو قرار في ظروف معينة تستصعب فيها عليك الأمور وأنت محاصر بين الكذب والمجاملة.
فتجد نفسك مجبرًا على اختيار الشخص أو الأمر الذي يرضي الآخرين، وليس الصواب. وهذا أسوأ اختبار قد يمر به الإنسان، لأنه يبعده عن المواجهة ويجعله يتجنب الصدق.
كم هو مرّ أن تكتشف لاحقًا أنك اخترت كذبة لتعيشها، وأصبحت هذه الكذبة حائطًا بينك وبين الواقع، فتتسع الفجوة بينك وبين الحقيقة مع مرور الوقت.
إن محاولة العودة من تلك القرارات الخاطئة قد تكون شبه مستحيلة بعد أن يمر الزمن وتثقلنا التجارب وتحدنا الخيارات. كم من المرات نجد أنفسنا مضطرين للاعتراف بأننا لم نكن نملك حريتنا في الاختيار؟ ولكن الاعتراف هو بداية طريق العودة إلى النفس والتوبة عن القرارات التي أضرت بنا.
فالحرية ليست كاملة على الدوام، قد يكون ثمنها غاليًا. وكثيرًا ما نجد أنفسنا ندفع هذا الثمن عندما نكتشف حجم الأخطاء التي ارتكبناها. لكن الأهم هو أن نبدأ بإصلاح ما أفسدناه، وأن نسعى للعيش بنقاء وتوازن بعد أن نختار بحكمة.
وفي كل الاحتمالات شكرًا.. أخي حسين حلمي فليس منا من لا يحتاج مثل هذه المراجعة.