تقاريرحوادث وقضايا

بلطجي مطلق سراحه يعبث بالأرواح في المطرية بلا رادع

في زقاق ضيق بوسط المطرية حدثت مأساة لم يكن أحد يتخيلها حيث استغاث الشاب م. ح بوزير الداخلية مستنكرًا ما حدث له. هاجمه بلطجي معروف يدعى ط. ع على مرأى من الناس دون أدنى شعور بالخوف أو بالندم.

بدت ملامح الوجع واضحة في عيني م. ح وهو يتحدث عن اعتداء ط. ع عليه وطعنه في الظهر. منذ اللحظة الأولى لم يكن يتوقع أن يكون هذا الاعتداء بداية لعذابه المستمر وأشعلت كلمات الخوف قلبه.

لم يكن الهجوم هو الأول من نوعه بل سبقه اعتداء آخر تم داخل منزله وكأنه ضحية لعصابة متخصصة في الإجرام. قال م. ح أن البلطجي جاء برفقة مجموعة من الأشخاص الذين دعموا أفعاله الإجرامية في وضح النهار.

عند وقوع الحادث سقط م. ح على الأرض وبدأت الدماء تسيل منه بغزارة وكأنها تمثل حزنه وألمه. لحظات من الرعب عاشها الشاب بينما حاول الجيران إنقاذه ونقله إلى مستشفى المطرية. نقلوا آلامه وآماله إلى المستشفى على أمل إنقاذه من مصير أسود.

وصل رجال المباحث في وقت لاحق لأخذ أقواله حول الحادث بعد نقله للمستشفى. شعر م. ح بمزيج من الخوف وعدم الأمان بينما كانت الشرطة تكتب تفاصيل الحادث وتجمع الأدلة. بعد القبض على المتهم ط. ع ظن الجميع أن العدالة ستتحقق لكن ما حدث بعد ذلك كان صادمًا.

عرضت النيابة المتهم ط. ع على المحكمة لكن المفاجأة كانت في قرار إخلاء سبيله بضمان محل إقامته وكأن الجريمة لم تحدث. كيف يمكن لبلطجي أن يتجول بحرية بعد اعتداءه على إنسان بريء بهذه الوحشية؟ تساؤلات عديدة تلاحق م. ح وكل من شهد الحادث.

أحالت النيابة القضية لمحكمة جنح المطرية حيث أصدرت حكمًا غيابيًا بمعاقبة المتهم بالسجن لمدة عامين. كان هذا الحكم خطوة جيدة لكن ما تبعها كان كابوسًا مرعبًا للمجني عليه. استلم م. ح الحكم وعاد إلى قسم شرطة المطرية متأملاً أن تتمكن الشرطة من القبض على المتهم.

ومع ذلك كانت المفاجأة الكبرى هي عدم القبض على ط. ع حتى هذه اللحظة وكأن القوانين لا تعني شيئًا له. بينما يتجول البلطجي في شوارع المطرية بحرية يشعر م. ح بأن ظله يلاحقه وكأن القانون قد تخلى عنه.

على الرغم من صدور الحكم لا يزال م. ح يتلقى تهديدات مستمرة من ط. ع الذي يؤكد له أنه يمتلك نفوذًا وسلطة تجعله خارج نطاق المحاسبة. تعيش عائلته حالة من الخوف والرعب ولا يعرفون كيف يواجهون هذا التهديد المباشر.

م. ح يعيش في حالة من القلق الدائم وكلما استرجع تلك اللحظات المؤلمة تتجدد آلامه. يتساءل كيف يمكن للعدالة أن تنام في ظل وجود بلطجي طليق يعيث فسادًا في الأرض؟ هذه الأسئلة لم تجد لها إجابة حتى الآن.

في كل لحظة تمر تزداد معاناة م. ح ويصبح الخطر يحيط به من كل جانب. كيف يمكن له أن يواصل حياته في ظل هذه التهديدات المستمرة؟ لقد أصبح أسيرًا لذكرياته المؤلمة وخوفه من المستقبل المجهول.

هذا التحدي الذي يواجهه م. ح ليس مجرد تحدٍ شخصي بل هو تمثيل حقيقي لظاهرة انتشار البلطجة في المجتمع. كيف يمكن لشاب أن يعيش حياة طبيعية بينما يوجد في الجوار مجرم يتجول بلا خوف أو حساب؟

يحتاج المجتمع إلى التحرك لمواجهة هذه الظاهرة المأساوية واستعادة الأمان لكل فرد فيه. الرسالة واضحة للجميع بأن المجرمين يجب أن يُحاسبوا ولا يُتركوا في الشوارع ليعيثوا فسادًا.

يستحق كل ضحية للبلطجة أن ينعم بحياة كريمة وأن يتمتع بالأمان والحماية. لذا فإن صرخة م. ح يجب أن تكون صرخة مدوية لكل من يعنيهم الأمر ليتحركوا بسرعة لحماية الأبرياء.

ما حدث في المطرية هو مجرد بداية لمشوار طويل في رحلة البحث عن العدالة واستعادة الحق. كيف يمكن للمجتمع أن يواصل السكوت في وجه هذه الجرائم المتكررة؟ السؤال يظل مطروحًا ومن المهم أن نبدأ العمل معًا من أجل تغيير هذا الواقع الأليم.

المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى