تقاريرمحافظات

أزمة الكهرباء في نزلة سلام بالجيزة تتفاقم والحكومة تتقاعس عن حلها

في واحدة من أكثر الأزمات إلحاحا في مجتمع محلي تعاني قرية نزلة سلام التابعة لمركز الصف جنوب الجيزة من تجاهل الحكومة لمطالب الأهالي المتكررة في معالجة مشكلة الكهرباء التي تؤرق حياتهم اليومية لقد أصبح الوضع في مركز الشباب بالقرية فاجعة حقيقية تهدد سلامة المواطنين واستقرارهم.

على الرغم من الشكاوى المتكررة من أهالي القرية ومجلس إدارة مركز الشباب إلا أن استجابة الجهات المعنية كانت مخيبة للآمال لقد أبلغ الأهالي المسؤولين عن وجود مشكلة خطيرة تتمثل في راجع الكهرباء بالخط الأرضي مما أدى إلى تلفيات جسيمة في الأجهزة الكهربائية في المنازل المجاورة للمركز.

تعرض مركز الشباب إلى أضرار فادحة في الإنارة والأجهزة الرياضية بسبب العطل المستمر الأمر الذي يعيق الأنشطة الرياضية والاجتماعية التي تشجع الشباب على الاستفادة من وقتهم في بيئة صحية وآمنة فبدلاً من أن تكون هذه المنشأة ملاذاً لهم أصبحت مصدر قلق وعناء.

بالإضافة إلى ذلك فإن ماكينة الصراف الآلي الموجودة بالمركز والتي تخدم الأهالي أصبحت معطلة منذ أكثر من عشرين يوماً حيث قام البنك المعني بإيقاف الخدمة بسبب عدم قدرة المسؤولين على إصلاح العطل حتى الآن ما يزيد من معاناة المواطنين خصوصا كبار السن والسيدات الذين يحتاجون إلى تلك الخدمة بشكل يومي.

تزايدت المخاوف بين الأهالي بعد تلقيهم إنذارا من البنك بنقل ماكينة الصراف الآلي في حال استمرار تجاهل المشكلة مما يعني أن القرية ستفقد أحد أهم الخدمات الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها وبدلاً من الاستجابة للمطالب المشروعة فإن الحكومة تظهر تجاهلاً واضحاً لمشاكل الناس الأساسية.

رغم اتصالات مجلس إدارة مركز الشباب مع الخط الساخن لشركة الكهرباء إلا أن أي جهود لم تسفر عن نتيجة حيث لم يرسل المسؤولون أي فنيين للإصلاح حتى اليوم مما يعكس فشل واضح في تحمل المسؤولية تجاه مشكلات المواطنين.

لا تتوقف المأساة عند هذا الحد بل تتعداها إلى التأثير المباشر على الأجهزة الكهربائية في المنازل المحيطة حيث تعرضت هذه الأجهزة لعطل وفقدان القدرة على العمل بشكل كامل ما تسبب في خسائر مادية ومعنوية للأسر المتضررة والتي تعيش أصلاً ظروفاً اقتصادية صعبة.

يواجه الأهالي في نزلة سلام أزمة حقيقية تتعلق بضرورة توفير الكهرباء بصورة مستقرة وآمنة بدلاً من الانقطاع المستمر والتلفيات المتزايدة والتي كان من الممكن تفاديها لو تم التعامل مع المشكلة بجدية وشفافية من الجهات المسؤولة.

قد عبر الأهالي عن استيائهم الشديد من التقاعس الحكومي في معالجة المشكلة حيث قدموا العديد من الشكاوى والبلاغات دون جدوى ما يثير التساؤلات حول مدى اهتمام الحكومة بمصالح المواطنين واحتياجاتهم الأساسية.

من الواضح أن الحكومة تتجاهل واقع حياة الناس وتستمر في سياسة اللامبالاة التي لم تعد مقبولة في ظل الظروف الراهنة لذلك فإن على المسؤولين أن يتحملوا عواقب تصرفاتهم ويجب أن يتحركوا بسرعة لحل هذه الأزمات المتكررة.

في الوقت الذي يأمل فيه الأهالي في إيجاد حلول جذرية لمشاكلهم فإن الواقع يفرض عليهم العيش في خوف مستمر من انقطاع الكهرباء وعدم توفر الخدمات الأساسية الأمر الذي يستدعي تدخلات عاجلة من قبل الجهات المسؤولة.

إن الإهمال المتواصل للمشكلات المحلية يعكس فشل السياسات الحكومية في تلبية احتياجات المواطنين الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في كيفية إدارة هذه الملفات الحياتية والتي تمس الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات.

لا يقتصر تأثير هذه الأزمات على الفئات الضعيفة فقط بل يمتد ليشمل الجميع فالأمر يتطلب إحياء المسؤولية الوطنية والإنسانية تجاه المواطنين وإدراك أن تحسين ظروف الحياة هو واجب كل مسؤول.

بالإضافة إلى ذلك ينبغي على الجهات المعنية أن تعيد تقييم أولوياتها وتوجيه جهودها نحو حل المشاكل المستعصية التي تواجه المجتمع بدلاً من تجاهلها وترك الأهالي في مواجهة مصيرهم المجهول.

تتوالى الشكاوى والمناشدات من الأهالي في نزلة سلام لكن للأسف لا نجد صدى لها في مكاتب المسؤولين مما يعكس مستوى اللامبالاة الذي بلغ ذروته في الفترة الأخيرة.

إنها دعوة لجميع من يهمهم الأمر أن يتحركوا بشكل عاجل وفعّال لإيجاد حلول واقعية لمشاكل الناس ومعالجة الأزمات التي تؤثر على حياتهم بطرق مباشرة وغير مباشرة.

فإن التحديات التي تواجه قرية نزلة سلام تعكس أزمة أكبر في كيفية إدارة الملفات الحيوية في البلاد وأن مسؤولية الحكومة ليست فقط توفير الخدمات الأساسية ولكن أيضاً الالتزام بحياة كريمة للمواطنين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى