تستمر الحكومة المصرية في تقديم الوعود البراقة حول تحسين جودة خدمات الإنترنت بينما الحقيقة مؤلمة وجوانب الفشل تتزايد بوضوح تتجاهل وزارة الاتصالات الحقائق المريرة تعلن عن تقدم مصر في سرعة الإنترنت الثابت وتتفاخر بزيادة لا تعكس الواقع المعيش يكاد المواطنون يشعرون بأنهم يعيشون في عالم موازٍ حيث التقدم فقط على الأوراق والأرقام لا يعكس تجاربهم اليومية
تظهر الأرقام أن مصر تقدمت ثلاثة مراكز في التصنيف العالمي لسرعة الإنترنت الثابت لكن كيف يُفسر هذا التقدم إذا كان المواطنون يعانون من انقطاعات متكررة وضعف في الاتصال أين الذكاء في تحقيق تقدم وهمي بينما المواطنين ما زالوا يعيشون في خنادق البنية التحتية المتهالكة؟
وفقاً لمؤشر Ookla Speedtest تواصل الحكومة مدح نفسها بسرعات تصل إلى 76.38 ميجابت لكن ماذا عن الاستخدام الحقيقي هل يستطيع أي مواطن أن يتباهى بسرعات كهذه في منزله أو عمله بل على العكس تواجه الملايين مشكلات يومية في الاتصال بالإنترنت ما يعكس فشل الحكومات المتعاقبة في إدارة هذا القطاع الحيوي
تدعي الحكومة أن جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات متواصلة لتحسين الخدمات بينما المعاناة اليومية تفضح أكاذيبها هل هناك أي مواطن يشعر بأن الأمور تسير نحو الأفضل؟ لا تزال الشكاوى تتزايد في جميع أنحاء الجمهورية فيما يتعلق بجودة الإنترنت والخدمات المقدمة يكاد المواطن يشعر بأنه ضحية لوعود لم تتحقق على الأرض
تمتد خطط تطوير البنية التحتية إلى ما هو أبعد من الكلمات إلى الواقع الملموس لكن أين النتائج الفعلية؟ تبرز تصريحات الحكومة وكأنها تطلعات حالمة بينما المواطن لا يزال يواجه واقعاً مريراً من عدم استقرار الإنترنت مما يدعو للقلق حول مصداقية ما يقال
تحتوي استراتيجية الحكومة على خطط طموحة لتوسيع الشبكة الدولية وتحسين خدمات الإنترنت لكن الأسئلة تبقى عالقة كيف يمكن تصديق هذه الجهود في ظل التدهور المستمر لجودة الخدمات؟ يُقال إن هناك تقدمًا لكن هل تعكس التجارب الحقيقية للمستخدمين ذلك أم أن الحكومة تستمر في لعبة الأرقام
تعمل الشركة المصرية للاتصالات على تطوير شبكتها الرئيسية وزيادة كفاءة الشبكة الأرضية لكن ماذا عن الشكاوى المتزايدة من سوء الخدمة؟ يبدو أن الشفافية غائبة في تناول هذه القضايا ولا يتضح للمواطنين كيف يمكنهم الاعتماد على هذه الشركة بعد كل ما مروا به من معاناة
بينما تحصد الشركة المصرية للاتصالات الجوائز العالمية وتحتفل بالتفوق في الربط الدولي تتجاهل بشكل صارخ الإخفاقات التي تعاني منها معظم المناطق في مصر أي إنجاز يتحدثون عنه إن كان المواطنون غير قادرين على استخدام الإنترنت بشكل يليق بعصر التكنولوجيا المتقدمة؟
حصدت المصرية للاتصالات جائزة أفضل مقدم لخدمات الربط الدولي لكن عن أي خدمات نتحدث في الوقت الذي يشكو فيه المستخدمون من عدم استقرار الاتصال؟ يبدو أن هذه الجوائز مجرد غلاف جميل يخبئ وراءه الحقيقة المؤلمة والواقع القاسي الذي يعيشه المواطن المصري يومياً
من المؤكد أن مثل هذه الجوائز تعكس التزام الشركات بالتوسع في البنية التحتية ولكن كيف يمكن أن نصدق ذلك بينما الناس يعانون من انقطاع الخدمة ومشكلات في الاتصال؟ من الواضح أن هناك خللاً في التوازن بين الإنجازات المعلنة والواقع الذي يعيش فيه الناس
في خضم الاحتفالات والجوائز يستمر المواطن في مواجهة يوميات مريرة من انقطاع الإنترنت وسرعات بطيئة فمتى ستستفيق الحكومة من سباتها وتبدأ في معالجة هذه الأزمات؟ إن إخفاء الحقائق تحت غطاء من الإنجازات لن يجلب التحسين المنشود بل سيزيد من معاناة المواطنين
يجب على الحكومة أن تواجه الحقائق بشجاعة بدلًا من التفاخر بإنجازات وهمية كيف يمكن لمصر أن تتقدم في مجال الاتصالات بينما يعاني المواطنون في الشوارع؟ على الرغم من التقدم المزعوم إلا أن الواقع يقول إن الجهود لا تزال غير كافية ولا تعكس الطموحات
عندما نتحدث عن التقدم في سرعة الإنترنت يتبادر إلى الذهن العديد من الأسئلة المثيرة للقلق لماذا لا يشعر المواطنون بهذا التقدم؟ إن الأرقام لا تعني شيئاً إذا لم ينعكس ذلك في الحياة اليومية للمصريين الذين يستحقون خدمات إنترنت عالية الجودة وبأسعار معقولة
يجب على الحكومة أن تتعامل مع هذه الأزمات بجدية أكبر بدلاً من الاستمرار في تقديم تبريرات غير مقنعة في ظل هذه الظروف التي تثير القلق فعلاً يجب أن تكون هناك مساءلة حقيقية حول كيفية استخدام الموارد لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين
يُعتبر قطاع الاتصالات جزءًا حيويًا من التنمية في أي دولة بينما تستمر الحكومة في ضخ الأموال في هذا القطاع لم تُظهر النتائج الفعلية أي تحسن يُذكر لذا يجب على الحكومة اتخاذ خطوات جادة لتعزيز الشفافية في هذا القطاع الحيوي وضمان تقديم خدمات فعالة تلبي احتياجات المواطنين
بينما تحتفل الحكومة بإنجازات واهية يُظهر المواطنون صبراً لا ينتهي على معاناتهم اليومية من ضعف الخدمات هل سيستمرون في تحمل عبء الفشل الحكومي؟ من الواضح أن الأوضاع بحاجة إلى معالجة جذرية وفورية لتفادي انهيار ثقة المواطنين في الخدمات الأساسية
إن مسألة سرعة الإنترنت الثابت أصبحت بمثابة لعبة سياسية حيث يُستخدم النجاح الظاهري كواجهة للإخفاء عن الحقائق المريرة الفشل المستمر واللامبالاة يجب أن تُعالج بجدية قبل أن تتفاقم الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن ويجب أن تكون هناك خطوات عملية لتعزيز الأداء
إن تحقيق تقدم حقيقي يتطلب التزامًا حقيقيًا من الحكومة يجب أن تكون هناك خطة واضحة لمعالجة المشكلات المتعددة وتحقيق التحسينات الفعلية في خدمات الإنترنت كما يجب أن يتم التركيز على توسيع البنية التحتية بطريقة تلبي احتياجات المواطنين على الأرض وليس في البيانات فقط
تبدو الأرقام الخاصة بسرعة الإنترنت في مصر وكأنها مجرد أرقام على الورق بينما المواطنون يعيشون معاناة يومية في استخدام الخدمات لذلك يجب على الحكومة أن تعيد النظر في استراتيجياتها وتقييم أدائها بموضوعية بعيداً عن الأضواء والزخارف
كلما تم تقديم إنجازات وهمية كلما زادت مشاعر الإحباط واليأس بين المواطنين لذا يجب أن تتعامل الحكومة بشفافية وأن تنظر في احتياجات المواطنين بشكل حقيقي وأن تتخذ خطوات فعلية لإنقاذ القطاع الذي يعتبر شريان الحياة للعالم الرقمي المعاصر
لا يمكن إنكار الحاجة إلى تطوير قطاع الاتصالات في مصر لكن يجب أن يأتي هذا التطوير مع استجابة حقيقية لمطالب المواطنين والاهتمام بتحسين حياتهم اليومية بدلاً من الاعتماد على إنجازات مزيفة ومؤشرات لا تعكس الواقع
يجب أن يتم إجراء تغييرات جذرية في الطريقة التي تُدار بها خدمات الإنترنت ويجب أن تكون هناك رقابة حقيقية على أداء الشركات العاملة في هذا المجال لأن الفشل المتكرر سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن وسيفقد المواطنين الثقة في الحكومة
إن حالة الفشل المستمرة التي يعيشها قطاع الإنترنت في مصر تثير القلق وتدعونا للتفكير في المستقبل هل ستستمر الحكومة في تجاهل الحقائق المؤلمة؟ أم ستبدأ في اتخاذ خطوات جادة نحو التغيير والإصلاح؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال المعقد والذي يتطلب إرادة حقيقية للتغيير
الأمل موجود لكن بحاجة إلى جهود حقيقية للإصلاح وتحسين الخدمات يجب أن تكون هناك خطوات عملية تتجاوز مجرد التصريحات والوعود وكلمات التفاخر فمصر تستحق أفضل من ذلك بكثير وتحتاج إلى رؤية حقيقية لمستقبل أفضل يضمن للمواطنين خدمات إنترنت متميزة ومستمرة