مر عام على المحارق الإسرائيلية: أين ضمير العالم
مر عام على اندلاع الحرب في غزة، حيث بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في الثامن من أكتوبر الماضي. لم يتغير شيء، فلا زال العالم المتشدق بحقوق الإنسان يلتزم الصمت.
هذا الاحتلال المجرم يواصل انتهاك جميع القوانين والمعاهدات الدولية دون أي اعتبار لمبادئ الإنسانية. القصف الجوي يطال المنازل والمستشفيات في تحدٍ صارخ لكل القيم الأخلاقية.
المحتل يهدف إلى الإبادة، فهو يستهدف المدنيين العزل، ويقصف البنية التحتية، ويعذب الأسرى، مانعًا وصول الغذاء والدواء. هذا الوضع أدى إلى انتشار المجاعة بشكل مروع.
الحرب غير المتكافئة تعكس استهدافًا واضحًا للمدنيين في غزة، بينما تملك قوات الاحتلال دبابات وصواريخ متطورة. الدعم الدولي للاحتلال يدفع نحو تعزيز هذه الانتهاكات المستمرة.
في ذكرى المجازر، اتسعت الأهداف الإسرائيلية لتشمل لبنان، حيث القصف يطال العاصمة بيروت ومناطق أخرى. هذا التدمير يفضي إلى آلاف الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى نزوح جماعي للأهالي.
الأطفال والنساء والشيوخ يعانون من أهوال هذه الحرب دون أن يكونوا طرفًا فيها، وهم يدفعون الثمن الباهظ لجرائم الاحتلال. قلوبهم تملؤها الفزع والقلق، بينما تشتت أسرهم في غياهب الفقر.
الوضع الإنساني في غزة ينحدر نحو الهاوية، حيث فقد العديد من الناس الأهل والمنازل، ويعيشون في ظروف مأساوية. عدم توفر الموارد الأساسية يزيد من معاناتهم بشكل كبير.
المساعدات الإنسانية محاصرة، حيث تمنع قوات الاحتلال دخولها. الأزمات تتفاقم يومًا بعد يوم، والنداءات تتعالى دون استجابة من المجتمع الدولي.
في لبنان، اللاجئون الفلسطينيون يعيشون في مخيمات مكتظة، حيث الظروف المعيشية تتدهور. القصف الأخير لبيروت ترك آثارًا مدمرة، فعدد الضحايا في ارتفاع مستمر.
الأزمة الاقتصادية في لبنان ليست جديدة، لكنها تفاقمت مع تزايد أعداد النازحين. النساء يشكلن الفئة الأكثر تضررًا، حيث يتحملن عبء تأمين احتياجات الأسر.
تحديات النساء النازحات في فلسطين ولبنان تتزايد، فهن يواجهن صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية والأمن والسلامة. الواقع يتطلب تحركًا عاجلاً.
على المجتمع الدولي أن يتحرك بلا تأخير لإرسال المساعدات الإنسانية. قوافل الإغاثة يجب أن تشمل الطعام والدواء، بل ووسائل الدعم الأخرى العاجلة.
مع اقتراب فصل الشتاء، التهديدات الصحية تتزايد. البرد والأوبئة ستكون قاتلة لمن تهدمت منازلهم. لذا، ينبغي الإسراع في إرسال المساعدات.
ضرورة تحرك عاجل لإلزام إسرائيل بوقف هذه الجرائم تعد مطلبًا ملحًا. الضمير الإنساني يجب أن يتجاوز حدود السياسة والمصالح الضيقة.
القضية ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي أرواح بشرية تعاني. لكل ضحية قصة يجب أن تُروى، ولكل طفل حق في الحياة الكريمة.
دعونا نكون صوتًا لمن لا صوت لهم، ولنقف بجرأة أمام كل من يدعم المحتل. لا يمكن تجاهل المآسي، بل يجب مواجهتها بكل قوة وعزيمة.
العالم أمام اختبار حقيقي لمدى التزامه بحقوق الإنسان. الصمت ليس خيارًا، بل هو تواطؤ مع الجريمة، وعلينا أن نرفضه بشكل قاطع.
لنكن جميعًا جزءًا من الحل، ولنرفض كل أشكال العنف والتمييز. الإنسانية تستحق أكثر من مجرد كلمات جوفاء، بل أفعال حقيقية تُعزز كرامة البشر.