تواجه مصر أزمة طاحنة في توفر الأدوية الحيوية التي يحتاجها المرضى يومياً. اختفاء غير مسبوق لعدد كبير من الأدوية الأساسية التي تُحفظ في الثلاجات، مثل أدوية السكر والهرمونات وأدوية الأعصاب. وهذا الوضع يتطلب تدخلاً عاجلاً لحماية حياة ملايين المرضى.
يعاني المرضى، كباراً وصغاراً، من نقص حاد في الأنسولين وأدوية الضغط وشرائط تحليل السكر. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يمتد إلى اختفاء أدوية هرمون النمو وأدوية لعلاج الأملاح.
نقص الأدوية البسيطة مثل فوار «يوروسلفين» أصبح واقعاً مراً. هذه الأدوية أصبحت نادرة جداً، مما يثير قلق المرضى وأسرهم بشكل يومي.
تشير تصريحات عدد من الصيادلة إلى تفاقم الأزمة، حيث يواجهون صعوبة في تحديد المتوفر من الأدوية. بعض الأدوية، مثل أقلام الأنسولين، تختفي وتظهر لفترات قصيرة، مما يسبب إرباكاً للمرضى. الكميات المتاحة ضئيلة للغاية ولا تلبي احتياجات المرضى، مما يزيد من المخاطر الصحية عليهم.
ومع تزايد الأسعار بشكل غير مسبوق، فقد أصبح الحصول على الأدوية أمراً مستحيلاً للكثيرين. بعض الأدوية ارتفعت أسعارها إلى ثلاثة أضعاف، مما زاد من معاناة الأسر. والد طفل مريض يعبر عن frustration قائلاً إن الأنسولين نوفو رابيد أصبح غير متوفر منذ أكثر من شهرين، عندما يتوافر يكون بسعر مرتفع جداً.
شكاوى الأمهات من نقص أدوية هرمون النمو تتزايد. الأسر المتوسطة تعاني من التكاليف المرتفعة التي تضغط على ميزانياتها. هذه الأدوية ضرورية لاستمرار الحياة، مثل الحاجة للطعام. فقدان الأدوية الأساسية يشكل عبئاً كبيراً على الأسر، مما يعكس أزمة اجتماعية وصحية غير مسبوقة.
تؤكد التقارير أن عدد كبير من المرضى يعتمدون على نظام التأمين الصحي، ولكن نقص الأدوية يجعل هذه المنظومة غير فعالة. وزارة الصحة كانت تقدم الأدوية بشكل طبيعي، لكن الأمور تغيرت وأصبح النقص جزءاً من الواقع المرير. المرضى خارج منظومة التأمين الصحي يواجهون مصيراً أكثر قسوة، حيث لا يجدون بديلاً لأدويتهم.
وبناءً على ما سبق، تُطالب الأسر الجهات المعنية بالتدخل العاجل. من الضروري إعادة النظر في طريقة توزيع الأدوية وتوفيرها بشكل عادل. إذا استمرت الأزمة، ستتدهور صحة العديد من المرضى، مما يعكس فشلاً في نظام الصحة العامة.
تدخل الحكومة أمر حتمي، فحياة الملايين من المواطنين على المحك. يجب أن تُبذل جهود جادة لضبط سوق الأدوية ومنع التجاوزات. الانتظار قد يؤدي إلى نتائج كارثية، فالأدوية ليست مجرد كماليات، بل هي سبل للبقاء.
الكثير من الأسر تحتوي على طفل أو أكثر يعاني من مرض السكري. هذا يزيد من معاناة الأهالي، حيث يتطلب توفير العلاج تخليهم عن الأولويات اليومية. يجب أن تكون هناك خطط واضحة وحلول سريعة لتوفير الأدوية بشكل مستدام.
كل يوم يمر يتعرض فيه المرضى للخطر، مما يستدعي تحركاً سريعاً من المسؤولين. وزير الصحة أمام اختبار حقيقي يجب أن يواجهه. الأدوية تُعتبر عنصراً أساسياً في حياة المرضى، ويجب أن تكون متاحة لهم دون عوائق.
الخسائر التي تحدث بسبب نقص الأدوية تُعتبر جريمة بحق الإنسانية. هذا الوضع لا يُحتمل، ويجب أن تُتخذ إجراءات حاسمة لضمان عدم فقدان المزيد من الأرواح بسبب نقص العلاج. الأمل يتلاشى، لكن يجب أن تُحارب هذه الأزمة قبل فوات الأوان.