تقاريرحوادث وقضايا

غضب عارم يجتاح قرية البليدة: مأساة جديدة للسكك الحديدية

أطفال دهستهم عجلات القطار حادثة جديدة تثير غضب الأهالي في قرية البليدة بمحافظة الجيزة ففي مشهد دموي وصادم عاشته قرية البليدة بمركز العياط في محافظة الجيزة بعد أن دهس قطار طفلين شقيقين أثناء توجههما إلى المدرسة صباح اليوم.

الحدث كان صاعقًا، حيث لم يتمكن الطفلان من النجاة من القطارات التي تجوب المكان غير المعد لعبور المشاة، ليصبحا ضحيتين جديدتين لمأساة السكك الحديدية في مصر.

أهالي القرية يثورون وينقضون على المسؤولين في مكان الحادث

لم يكن وقع الخبر على أهالي القرية سهلاً. تجمهر عدد كبير منهم فور سماعهم بالحادثة، وسيطر الغضب عليهم بشكل جعل الأمور تخرج عن السيطرة.

كانت المشاعر مشتعلة، وامتزجت بالحزن والغضب، ليقوم الأهالي بالاعتداء على الخفير الذي كان مكلفًا بحراسة المكان.

مشهد غاضب مليء بالتوتر والشجن، قاد الهيئة العامة للسكك الحديدية لاتخاذ قرار فوري بحجز القطارات المتجهة في الاتجاهين، لمنع تصاعد الأحداث وحماية الممتلكات العامة من أي محاولة للتخريب أو الاعتداء.

البيان الرسمي للهيئة: حادثة غير متوقعة ومأساوية

وفي أعقاب الحادثة، سارعت هيئة السكك الحديدية بإصدار بيان رسمي للتعليق على ما حدث. أوضحت الهيئة أن الحادث وقع في تمام الساعة السابعة وثلاثة وأربعين دقيقة صباحاً، عندما كان القطار رقم (185 – 2603) في طريقه من محافظة سوهاج إلى مدينة بورسعيد.

وأثناء مروره بالقرب من مزلقان البليدة، عبر الطفلان السكة الحديدية من مكان غير مخصص لعبور المشاة، وهو ما تسبب في دهسهما على الفور. وأشارت الهيئة إلى أن المزلقان كان مغلقاً ومؤمناً، وتحت حراسة مشددة من خفيرين، أحدهما تابع للهيئة وآخر نظامي.

حوادث القطارات تعصف بمحافظة الجيزة مجددًا

لكن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها خلال الأيام الأخيرة في محافظة الجيزة. ففي الأسبوع ذاته، وقبل يومين فقط، شهدت منطقة الحوامدية حادثًا مأساويًا آخر، حيث لقي طفل في الرابعة من عمره مصرعه بعدما صدمه قطار.

الطفل كان يلعب مع أصدقائه بالقرب من السكة الحديد بطائرة ورقية، ولم ينتبه إلى اقتراب القطار بسبب انشغاله بمتابعة الطائرة، ليصدمه القطار ويتوفى على الفور.

أرقام مفزعة لضحايا القطارات في مصر: الصمت لم يعد خيارًا

ما حدث في البليدة والحوامدية ليسا سوى جزء من مشكلة أعمق. النشرة السنوية لحوادث القطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، تكشف عن أرقام مخيفة، تشير إلى أن معدلات خطورة الحوادث وقسوتها ازدادت بشكل لافت منذ تولي الوزير الحالي كامل الوزير حقيبة النقل.

الأرقام تشير إلى أن عدد قتلى حوادث القطارات في مصر ارتفع من 267 حالة بين عامي 2014 و2018 إلى 1689 حالة بين عامي 2019 و2023.

ومع ذلك، انخفضت أعداد الحوادث بشكل عام، من 7365 حادثة في الفترة من 2014 إلى 2018 إلى 2584 حادثة بين 2019 و2023.

التحسينات الفعلية لا تزال غائبة: حياة الناس أصبحت على المحك

قد تبدو هذه الأرقام متناقضة في ظاهرها، حيث تشير إلى تراجع في عدد الحوادث، لكن ارتفاع أعداد الضحايا يكشف عن واقع أشد سوءًا.

فالحوادث القليلة التي تحدث الآن تكون أكثر عنفًا وتسبب عددًا أكبر من الضحايا، وهو ما يعكس فشلًا في الإجراءات الوقائية أو سرعة الاستجابة في التعامل مع هذه الحوادث.

أهالي الضحايا: لا نريد بيانات أو وعود نريد أمانًا لأطفالنا

تجسد ردود فعل الأهالي حجم الإحباط الذي يشعرون به. في كل حادثة تقع، يتكرر السيناريو ذاته: بيانات تصدر، ووعود تُعطى، وأحداث تتوالى دون حلول فعلية.

الأهالي يريدون الآن أفعالًا على الأرض، حلولًا تمنع تكرار تلك المآسي، وضمانات بأن أبناءهم لن يصبحوا ضحايا جديدين لعجلات القطار.

من المسؤول؟ إلى متى ستظل حياة الأطفال معلقة على حافة الخطر؟

الأسئلة تتزايد يومًا بعد يوم. هل الخلل في البنية التحتية، أم في قلة الوعي، أم في غياب الإجراءات الأمنية الفعالة؟ من المسؤول عن هذه الحوادث المتكررة؟ هل المشكلة في تقاعس المسؤولين عن حماية المشاة، أم أن الأمر أبعد من ذلك؟

تطوير المنظومة أو تسليم الأمانة؟

الضغط الشعبي يتزايد، ومع كل حادثة، يصبح الوضع أكثر تعقيدًا. هل سنشهد تطويرًا فعليًا للسكك الحديدية في مصر؟ هل هناك خطة حقيقية لحماية أرواح الأبرياء؟ أم أن الأزمات ستتوالى دون حلول جذرية؟ الوقت يمر، والأرواح تُزهق، ولا تزال الإجابات غائبة، والمستقبل غير واضح.

كل هذه الأحداث المأساوية تطرح تساؤلات حول فاعلية الإجراءات المتخذة لتطوير البنية التحتية وتأمين السكك الحديدية في مصر.

والأمر الآن بين يدي المسؤولين، فإما التحرك سريعًا لحماية أرواح المواطنين، أو مواجهة غضب شعبي قد لا يمكن السيطرة عليه.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى