حفلة تامر حسني بالإسكندرية تتحول لكارثة: إغماءات وفوضى وانتقادات نارية
شهدت محافظة الإسكندرية مؤخرًا حفلاً كارثيًا لنجم الغناء تامر حسني حيث تعرض لانتقادات لاذعة على خلفية الحفل الأخير الذي تحول من مهرجان موسيقي إلى ساحة للفوضى والإغماءات والمشادات بين الجمهور والأمن في مشهد أثار غضب المتابعين.
مشاهد الإغماءات والذعر
الحفل الذي كان من المفترض أن يكون احتفالًا غنائيًا تحول إلى فوضى عارمة حيث تدافعت الجماهير بشكل جنوني مما أدى إلى حدوث حالات إغماء بين الحضور وسرعان ما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تُظهر لحظات الذعر والتدافع الكبير الذي أصاب المئات في الحفل.
محاولات من المنظمين للسيطرة على الوضع لم تُفلح فقد كان عدد الجماهير يفوق المتوقع بكثير مما أدى إلى انهيار تام في التنظيم وبينما يحاول البعض استئناف الحفل كانت الأرواح مهددة نتيجة الاختناق والزحام.
تامر حسني يوقف الحفل
في موقف غير متوقع قرر تامر حسني في النهاية إيقاف الحفل حيث صعد إلى المسرح ليعلن بصوت مرتجف عن توقف العرض واعتذاره للجمهور قائلًا إن الوضع بات خطيرًا وإن استمرار الحفل سيؤدي إلى مزيد من الإصابات والاختناقات.
التبرير الذي قدمه تامر كان أن الأمن نصحه بإيقاف الحفل حيث إن طول المدة كان يعني تزايد خطورة الموقف ومع ذلك اعتبر البعض أن الفنان تأخر في اتخاذ القرار مما زاد من تفاقم الفوضى.
انتقادات شديدة على مواقع التواصل
الانتقادات اللاذعة لم تتوقف عند الحضور فقط بل انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث أعرب العديد من المعلقين عن صدمتهم من تصرف الجماهير في هذا الوقت العصيب للبعض تساءلوا ما إذا كانت هذه اللقطات من حفلة غنائية أم احتجاج ضد ما يحدث في فلسطين وغزة.
بعض المدونين عبروا عن استيائهم العميق مما وصفوه بانفصال الشارع المصري عن الواقع السياسي الراهن حيث رأوا أن المئات من الشباب يشاركون في حفلة لتامر حسني في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني ولبنان من مجازر وحروب.
المفارقة المؤلمة بين الفن والمأساة
منصة “إكس” كانت مسرحًا للعديد من التعليقات الحادة حيث كتب أحد المستخدمين منتقدًا الأوضاع “100 ألف شخص في حفل تامر حسني بالإسكندرية ألا يمكن لهؤلاء أن يحاصروا سفارة العدو ويغلقوها؟” في حين أضاف آخر بنبرة ساخرة وحزينة “بينما يعاني أهلنا في مخيم جباليا من مجازر وشهداء بالعشرات كان المصريون يرقصون ويغنون مع تامر حسني!!”.
هذه المفارقة التي أثارها النشطاء جاءت لتعكس الهوة الشاسعة بين الفن والترفيه من جهة والأوضاع السياسية والإنسانية من جهة أخرى ليصبح حفل تامر حسني مرآة تعكس هذا التناقض.
غضب الجماهير وحيرة الفنان
بينما كان البعض يستمتع بالحفل كان آخرون يعيشون لحظات من الرعب والخوف نتيجة التدافع والزحام الشديد ورغم أن تامر حسني حاول تقديم اعتذار للجماهير إلا أن الانتقادات استمرت حيث رأى البعض أن الفنان كان بإمكانه تفادي هذه الأزمة لو أنه اتخذ الإجراءات المناسبة قبل أن تصل الأمور إلى هذا الحد.
تصاعدت الاتهامات للفنان بتجاهل تداعيات الفوضى على الصحة العامة خصوصًا مع وجود حالات اختناق وإغماء بين الحضور.
موقف تامر حسني والجمهور
الجمهور الذي حضر الحفل كان في حالة انقسام فبينما أعرب البعض عن تفهمهم للظروف الصعبة التي واجهها التنظيم في هذا الحدث إلا أن آخرين رأوا أن تامر حسني لم يتعامل مع الأزمة بالشكل الملائم وأن الحفل كان يجب أن يتوقف في وقت أبكر تجنبًا للكارثة.
رغم أن الفنان حاول الدفاع عن نفسه من خلال تبريره أن الوضع كان خارج عن إرادته وأنه اتبع نصائح الأمن إلا أن ذلك لم يشفع له عند كثيرين.
أزمة أوسع من مجرد حفل
في الواقع لم تكن الأزمة فقط حول التنظيم أو حالات الإغماء بل جاءت الانتقادات لتحمل أبعادًا أعمق بكثير حيث رأى بعض المدونين أن ما حدث في الحفل يعكس غياب الوعي الجماهيري في ظل الأحداث السياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة وبدلاً من التظاهر أو الاحتجاج على ما يحدث في غزة ولبنان اتجه المئات لحضور حفل غنائي وكأن شيئًا لم يكن.
يبدو أن حفل تامر حسني في الإسكندرية كشف عن أزمات أخلاقية واجتماعية أكبر من مجرد حفل موسيقي فهناك من يرى أن المجتمع يعيش في حالة من الانفصال عن واقعه السياسي والإنساني.
والحفل الذي كان من المفترض أن يكون مناسبة للترفيه عن الجماهير تحول إلى حدث مأساوي يثير تساؤلات حادة حول دور الفن والمسؤولية الجماهيرية في الأوقات الصعبة وبينما يحاول البعض الدفاع عن الفنان فإن الأزمة الحقيقية التي أثارها الحفل تبقى قائمة