في خطوة مثيرة للجدل اعتبرها الكثيرون محاولة لتلميع الصورة الرسمية أظهر وزير الصحة والسكان خالد عبدالغفار تفاؤله المفرط بمستوى المعيشة في مصر.
وزعم أن هناك تحسنًا ملحوظًا في جودة الحياة مستندًا إلى برنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT. خلال كلمته في مؤتمر السكان والصحة أعرب عبدالغفار عن اعتقاده بأن هذه الأداة يمكن أن تقدم تقييمًا موضوعيًا للتنمية البشرية في البلاد.
طرح الوزير أسئلة على ChatGPT حول تأثير المشروعات القومية على مستوى المعيشة. وأوضح أن البرنامج أشار إلى عدة نقاط منها تحسين مستوى المعيشة وزيادة فرص العمل.
كما ذكر البرنامج زيادة الدخل والنمو الاقتصادي. يبدو أن الوزير كان يأمل أن تعكس نتائج هذه الأسئلة الواقع الإيجابي الذي تسعى الحكومة لتسويقه. لكن هل هذه النتائج تعكس فعلاً ما يحدث على الأرض؟
بالإضافة إلى ذلك استشهد عبدالغفار بإجابات البرنامج حول تعزيز التعليم والتدريب المهني وتحسين جودة الرعاية الصحية. ورغم لهجته المتفائلة إلا أن العديد من المواطنين يشعرون بأن هذه التصريحات بعيدة عن الحقيقة. وفي الوقت الذي تشيد فيه الحكومة بتقدمها تظل شكاوى المواطنين تتزايد حول نقص الخدمات الأساسية وارتفاع تكاليف المعيشة.
وأكد الوزير أن نتائج ChatGPT تعكس آراء المؤسسات الدولية حول مصر. استنادًا إلى محركات البحث قال إن المشاريع التي نفذتها الحكومة خلال العقد الماضي كانت محل تقدير.
ومع ذلك تبقى الأسئلة قائمة حول مدى دقة هذه الآراء في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد. يبدو أن هناك فجوة واسعة بين ما تصرح به الحكومة وما يعيشه المواطن العادي.
كما أشار عبدالغفار إلى إنفاق الدولة أكثر من 10 تريليونات جنيه على مشاريع قومية متنوعة. وأكد أنه لم يتم إغفال أي ملف من ملفات التطوير. لكن الكثيرين يتساءلون عن كيفية استثمار هذه الأموال وما إذا كانت قد أدت بالفعل إلى تحسين ملموس في حياة الناس. تكاليف التعليم والصحة لا تزال ترتفع ومعدلات الفقر تتفاقم.
في هذا السياق يعتبر المواطنون أن استخدام ChatGPT كمرجع لتقييم الوضع في مصر هو تجسيد للانفصال بين الحكومة والمجتمع. بينما تشيد الحكومة بمشاريعها يواجه المواطنون واقعًا مغايرًا. تظل البنية التحتية غير كافية وتظل الخدمات الصحية والتعليمية متدنية.
وفي النهاية يطرح الجميع السؤال الأهم: هل تعكس نتائج ChatGPT فعلاً ما يحدث في الشارع المصري؟ أم أنها مجرد أداة تستخدمها الحكومة لتجميل صورتها أمام الرأي العام؟ من الواضح أن هناك حاجة ملحة للحوار الصريح بين الحكومة والمواطنين. التحديات التي تواجهها مصر لا يمكن تجاهلها أو التقليل من أهميتها.
عندما يكون هناك فجوة بين تصريحات الحكومة وواقع حياة المواطنين يتولد الإحباط وفقدان الثقة. إن التقارير التي تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي يجب أن تعكس الحقيقة بلا تلاعب. إن كانت الحكومة جادة في تحسين مستوى المعيشة يجب أن تكون هناك خطوات فعلية تُعزز من ثقة الناس.
تشير تصريحات عبدالغفار إلى أن الحكومة تسعى لتحسين صورتها لكن ذلك يتطلب أكثر من مجرد كلام. إن الواقع المعيش يحتاج إلى حلول فعلية وملموسة تعالج الأزمات بشكل جذري. لم يعد بإمكان الحكومة تجاهل أصوات المواطنين.
ويبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى ستستمر الحكومة في استخدام أدوات تكنولوجية لتبرير أوضاع قد تبدو كارثية في كثير من الأحيان؟ الإجابة على هذا السؤال قد تحدد مسار مصر في المرحلة المقبلة.