تقارير

إسرائيل تفرض شروطها لإنهاء الحرب في لبنان وسط تحركات دبلوماسية مكثفة

تتصاعد الأحداث بشكل حاد في الشرق الأوسط، حيث كشفت تقارير إخبارية أن إسرائيل قدمت قائمة طلباتها للولايات المتحدة حول شروط إنهاء الحرب في لبنان

هذه الخطوة تأتي في وقت حساس يشهد توترات متصاعدة، مما دفع واشنطن للتحرك على عدة جبهات سياسية ودبلوماسية

وفقًا لموقع أكسيوس الإخباري إسرائيل وجهت طلباتها إلى البيت الأبيض لمناقشتها بهدف إيجاد مخرج من الأزمة المستمرة مع لبنان وأطرافه المتنازعة

يأتي ذلك بالتزامن مع جولة دبلوماسية تقوم بها واشنطن للتعامل مع التطورات الكارثية التي تضرب المنطقة وتستهدف تحقيق وقف سريع للصراع

في تطور آخر، ذكر نفس الموقع أن المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين يقوم بزيارة حاسمة اليوم إلى بيروت حيث من المتوقع أن يلتقي بعدد من المسؤولين اللبنانيين خلال الزيارة يبحث هوكستين إمكانيات التوصل إلى حل دبلوماسي يمكن أن يضع حدًا لهذا الصراع المستمر

تزامنًا مع زيارة هوكستين ذكرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يستعد لزيارة الشرق الأوسط في الأيام القليلة المقبلة هاريس أكدت في مقابلة تلفزيونية أن هناك حاجة ماسة إلى إنهاء الحرب، معتبرة أن هذه الزيارة تأتي في توقيت حرج للأطراف المتنازعة في المنطقة

وبحسب وسائل الإعلام فمن المتوقع وصول بلينكن إلى إسرائيل يوم الثلاثاء هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية والبحث عن حلول جديدة لإنهاء الحرب المستعرة التي أثقلت كاهل المنطقة وتسببت في خسائر بشرية ومادية جسيمة

كامالا هاريس، التي تستعد لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في 5 نوفمبر، لم تخف قلقها العميق إزاء الوضع في غزة مؤكدة أن عدد الفلسطينيين الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لهذا النزاع الدموي أصبح بالفعل أمرًا غير مقبول ويجب أن يتحرك العالم لإيقاف هذه المجازر

ورغم انتقاداتها للوضع في غزة أوضحت هاريس بوضوح أن دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لا يزال قائمًا ومطلقًا لكن هذا الدعم مشروط بأن تسعى الأطراف المتنازعة إلى إنهاء الصراع بطرق سلمية ودبلوماسية وليس عبر التصعيد العسكري

التوترات في المنطقة تتزايد بشكل سريع، حيث تشتد وتيرة الصراع بين إسرائيل والفصائل المسلحة في لبنان مما يضع الولايات المتحدة وحلفاءها في موقف حساس وضاغط وتأتي هذه التحركات الأميركية كجزء من جهود دبلوماسية دولية أكبر لاحتواء الموقف قبل أن يتفاقم أكثر ويخرج عن السيطرة

الولايات المتحدة تبدو عازمة على إنهاء النزاع في أسرع وقت ممكن، لكن التحديات التي تواجهها ليست هينة في ظل تباين مصالح الأطراف المتصارعة والخلافات الكبيرة حول الحلول المقترحة مما يجعل الطريق نحو إنهاء الحرب معقدًا وشائكًا

على الجانب اللبناني يتواصل الجمود السياسي الذي يزيد من تعقيد الأمور حيث تعاني البلاد من انقسام حاد بين القوى السياسية الرئيسية، وسط تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة، وهذا ما يزيد من صعوبة تحقيق التوافق الداخلي الضروري لأي حل دبلوماسي دائم

أما في إسرائيل فالمشهد السياسي لا يقل تعقيدًا حيث تتعرض الحكومة لضغوط داخلية كبيرة بسبب الخسائر البشرية والمادية التي تتكبدها نتيجة الصراع في لبنان فضلًا عن مطالب الرأي العام بوضع حد سريع لهذا الصراع المكلف والمستنزف

في ظل هذه الظروف الصعبة لا يبدو أن حلًا سهلًا في الأفق، ولكن زيارة بلينكن المرتقبة قد تكون بداية لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف الشائك حيث تسعى واشنطن إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة والتوصل إلى صيغة يمكن أن تقبل بها جميع الأطراف

مع استمرار هذه التحركات يبدو أن الولايات المتحدة تسعى بكل ما لديها من إمكانيات لاحتواء هذا النزاع المتصاعد قبل أن يتوسع إلى مستويات أكثر خطورة وقد تكون الأيام القليلة المقبلة حاسمة في تحديد مسار الصراع وفتح نافذة جديدة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة

التحديات الدبلوماسية التي تواجهها واشنطن لا تقتصر فقط على النزاع في لبنان وغزة، بل تمتد إلى نطاق أوسع يشمل ملفات أخرى معقدة في المنطقة مما يضع الإدارة الأميركية أمام اختبار صعب في قدرتها على تحقيق التوازن بين مصالحها الاستراتيجية والحفاظ على السلام في المنطقة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى