تقاريرثقافة وفنون

صرخة إنقاذ المسرح العائم: تراثنا الثقافي مهدد بالزوال

يتصاعد الجدل في الأوساط الفنية حول مصير “المسرح العائم” بعد أن أثيرت أنباء عن احتمالية هدمه، حيث استنكر العديد من الفنانين والمثقفين هذا القرار عبر منصات السوشيال ميديا.

المايسترو هشام جبر، من أبرز المناهضين، دعا زملاءه للتضامن من أجل الحفاظ على هذا المعلم الثقافي.

في الوقت نفسه، وجهت الدكتورة سامية حبيب، أستاذة النقد والدراما، رسالة مباشرة إلى المسؤولين تطالبهم بإيضاح الحقائق حول المسرح العائم.

اعتبرت أن ذلك واجب عليهم لحماية الفن المصري. قائلة إن ترك الأمور بلا توضيح يجعل الفنانين في حيرة من أمرهم.

من جهتها، عبرت الفنانة عايدة فهمي عن رفضها لهدم المسرح العائم من خلال منشور على “فيسبوك”.

بينما تساءل السيناريست سيد فؤاد عن صحة الأخبار المتعلقة بالهدم، مشيرا إلى أهمية المسرح في الحياة الثقافية. هذه التساؤلات تعكس قلق المجتمع الفني تجاه هذا الأمر.

كما انضم الناقد المسرحي حسن سعد إلى المطالبين بالحفاظ على المسرح، مؤكدًا على دوره الحيوي في التراث الثقافي المصري.

واصفًا المسرح العائم بأنه رمز من رموز الهوية الثقافية التي يجب الحفاظ عليها وعدم التخلي عنها.

في خطوة رسمية، تقدمت النائبة ضحى عاصي بطلب إحاطة إلى عدة وزراء، من بينهم رئيس الوزراء ووزير الثقافة، تطلب فيه توضيحات حول الشائعات المتعلقة بهدم المسرح.

أكدت على ضرورة الكشف عن الملابسات المتعلقة بعدد من المسارح الأخرى التي تواجه نفس المصير.

المسرح العائم، الذي يعود تاريخه إلى خمسينيات القرن الماضي، يمثل جزءًا من تاريخ الثقافة المصرية. أسس في عهد ثروت عكاشة، وكان بمثابة “عوامة” تتنقل بين محافظات مصر. الهدف كان نشر الفنون والثقافة في جميع أنحاء البلاد، لكن اليوم يبدو أن هذه الجهود مهددة.

أشار المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة إلى أن قرار هدم المسرح العائم يعتبر جريمة ثقافية. وصف ذلك بالمأساة، قائلاً إن هذا الفعل يمثل اعتداء على الفكر والشباب، ويدل على عدم وجود رؤية ثقافية واضحة في البلاد.

وفي هذا السياق، حذر دوارة من تداعيات إغلاق المسرح، مشيرًا إلى عدم وجود بدائل فعلية لهذا المنبر الثقافي.

أكد أنه بدلاً من هدم المسارح، ينبغي التركيز على إنشاء مسارح جديدة تعزز من الحركة الفنية وتوفر بيئة مناسبة للمثقفين والفنانين.

من جهته، أكد الناقد الفني طارق الشناوي أن هناك حاجة ملحة لحماية المسرح العائم، مشيرًا إلى أن فكرة استبداله بمسرح جديد ليست كافية.

أضاف أن هناك ممارسات قانونية سابقة كانت تلزم الملاك ببناء مسارح جديدة عند هدم القديمة، لكن تم إلغاء هذا القانون.

سيدة المسرح العربي، الفنانة سميحة أيوب، اعتبرت أن هدم المسرح العائم يعد قرارًا عشوائيًا، مؤكدة أننا بحاجة إلى المزيد من المسارح وليس إلى هدم ما تبقى. ودعت إلى دعم الثقافة والفن، مشيرة إلى أن المسرح هو قمة التنوير والفكر.

عبر العديد من الفنانين والمثقفين عن مخاوفهم من هدم المسرح العائم. اعتبروا أن ذلك يمثل انتكاسة للثقافة المصرية.

المسرح لم يكن مجرد مكان للعرض، بل كان ملتقى للفنانين والكتاب والمثقفين، وبالتالي فإن هدمه يعتبر تهديدًا لمستقبل الحركة المسرحية في مصر.

كما أن هناك حالة من الجدل حول سبب هدم المسرح، خاصة بعد أن خضع قبل عدة سنوات لعمليات تطوير شاملة.

تم تحديث كافة الأجهزة، مع مراعاة احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة، ما يطرح تساؤلات حول جدوى قرار الهدم بعد تلك الاستثمارات.

وسط هذه الضجة، خرج وزير الثقافة أحمد هنو ليؤكد أنه لم يصدر أي قرار رسمي بشأن هدم المسرح العائم. نفى جميع الشائعات المتداولة،

مشيرًا إلى أن الأمور لا تزال قيد الدراسة. أكد أن الوزارة ملتزمة بالحفاظ على وجود المسرح، سواء في موقعه الحالي أو في مكان بديل.

ويبقى المسرح العائم رمزًا من رموز الثقافة والفن في مصر. مصيره أصبح محل تساؤلات، وعلينا جميعًا العمل من أجل حمايته والحفاظ عليه. إن هدمه سيكون بمثابة خيانة للتراث الثقافي الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من الهوية المصرية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى