مقالات ورأى

أيمن محمد يكتب: الفتوة القديم والحكومة الجديدة .. استغلالٌ بلا سيطرة في زمن الفوضى

زمان كان فيه حاجة اسمها “فتوات الحارة”. الفتوة كان هو الشخص اللي بيحكم المنطقة بالقوة ويفرض إتاوات على أهل الحارة مقابل الحماية والأمان، أو بالأحرى وهم الحماية. الناس كانت بتدفع للفتوة عشان تفضل عايشة في أمان نسبي، بعيد عن المشاكل والفوضى اللي ممكن تحصل لو حد تاني اتدخل.

الفتوة رغم استغلاله وفرضه للإتاوات، كان ليه دور إنه يمنع أي حد تاني غيره يتحكم في أهل الحارة، والناس كانوا متعودين عليه لأنهم عارفين إن الفتوة هو الوحيد اللي بيقدر يسيطر على الوضع، وبكده كانوا بيتجنبوا فوضى أكبر لو كان فيه أكتر من شخص بيسيطر على الحارة.

الفتوة كان بيضمن نوع من “النظام” حتى لو كان مبني على الظلم والاستغلال. أهل الحارة كانوا عارفين إنهم لو دفعوا الإتاوة، هيفضلوا في أمان من أي حد تاني، والفتوة كان بيمنع إن حد غيره يجي ويضغط عليهم.

كان فيه “نظام” غريب، لكن على الأقل كان فيه استقرار معين، حتى لو كان استقرار على حساب كرامة الناس وحريتهم. كان أي شخص يرفض الدفع، حياته تتحول لجحيم، لكن لو دفع، الأمور تبقى هادية ومحدش يقدر يتعرضله.

نيجي للوقت الحالي، ونشوف إزاي الحكومة بقت هي “الفتوة الجديد”، لكن الفارق إن الفتوة القديم كان بيدير كل حاجة بنفسه، أما الحكومة فبتاخد الفلوس وتسيب الناس لمصيرهم. الأسعار بقت نار، والغلاء بقى جزء من الحياة اليومية للناس.

كل يوم بتلاقي أسعار السلع بتزيد بشكل جنوني من غير أي سبب منطقي، ومفيش حد من الحكومة بيتدخل لضبط السوق. التاجر يبيع بالسعر اللي هو عايزه، واللي مايقدرش يدفع يتحمل. الفتوة القديم كان بيدخل يسيطر ويمنع أي حد غيره من استغلال الناس، أما دلوقتي، الحكومة سابت الدنيا فوضى، والناس بتتقاتل عشان تقدر تعيش.

الغلاء مش بس في السلع الأساسية، لكن كمان في المواصلات. التاكسي بقى يطلب اللي هو عايزه من غير أي تعريفة ثابتة، الميكروباص بقى يتلاعب بالأسعار، والتوكتوك اللي كان وسيلة المواصلات الشعبية بقى برضه جزء من المشكلة.

الناس مش قادرة تلاحق على الغلاء، والحكومة المفروض تكون بتراقب وتضبط التعريفة، سايبة الموضوع من غير تدخل.

هو الرئيس بيعمل اللي عليه، لكن فين الحكومة؟ رئيس الجمهورية تعب من الناس دي اللي مش بتقوم بدورها. سيادة الرئيس بيجتهد ليل ونهار عشان يحسن من أوضاع البلد، والناس كلها شايفة قد إيه بيسعى للتغيير، لكن الحكومة للأسف مش بتساعده بالشكل المطلوب.

الرئيس دايماً بيحاول يوفر حياة كريمة للناس، لكن الحكومة لازم تاخد خطوة وتبطل تسيب السوق للفوضى، لازم تتحرك وتنظم الأسعار وتراقب الأسواق والمواصلات. الرئيس بيحمل هم البلد كله، ومحتاج ناس تساعده وتنفذ خططه بحزم وصرامة.

المفروض دور الحكومة يبقى زي دور الفتوة القديم، لكنها مش بس تتدخل في فرض الإتاوات زي ما بتعمل دلوقتي، بل تتدخل لتنظيم الأسواق والمواصلات. الحكومة بقت تفرض رسوم وضرائب في كل حتة، على الكهرباء والمياه وحتى أبسط الخدمات، من غير ما تقدم أي مقابل حقيقي للناس.

المفروض يكون فيه رقابة فعالة على أسعار السلع الأساسية زي الأكل، والشرب، والدواء، وكمان على أسعار المواصلات اللي بقت لا تُطاق.

الفرق بين الفتوة زمان والحكومة دلوقتي إن الفتوة كان بياخد من الناس، لكن في نفس الوقت كان بيضمن لهم إنه ماحدش غيره يتحكم فيهم.

الناس كانت بتقبل بيه عشان تتجنب فوضى أكبر. أما الحكومة دلوقتي، بتاخد من الناس وتسيبهم للفوضى، ما فيش حد بيراقب الأسواق، ما فيش حد بينظم التعريفة، والنتيجة إن كل تاجر وكل سائق بيستغل الناس على مزاجه.

الناس دلوقتي عايشة في حالة من التوهان. الفتوة القديم كان ظالم، لكنه كان مسيطر. أما الحكومة دلوقتي، فهي ظالمة من غير سيطرة.

كل همها الجباية، والمواطن بقى بين نار الأسعار اللي بتزيد كل يوم وبين جشع التجار اللي ماحدش بيسيطر عليهم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى