تقارير

مقتل يحيى السنوار: تفاصيل العملية الدامية وأبعادها المروعة

في حدث هز الأرض وأثر في عمق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي نفذ الاحتلال الإسرائيلي عملية اغتيال مروعة لزعيم حماس يحيى السنوار الذي أُعلن عن مقتله بعد مطاردة استمرت سنة كاملة ليظهر المشهد في النهاية كأنه فصول مأساوية من حرب مستمرة على العقول والقلوب.

فقد أكدت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن السنوار كان يعيش تحت الأرض في الأنفاق المظلمة بين الأسرى الإسرائيليين ولكن المفاجأة أن الحصون لم تحمِه بل تصدى ببسالة في مواجهة جنود الاحتلال حتى لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن نفسه حتى مع إصابته بقذيفة دبابة عمياء لا ترحم.

بيان مشترك من الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك أعلن أن العملية الناجحة جاءت بعد شهور من الضغوط العسكرية والاستخباراتية المكثفة وقد تم تحديد منطقة تواجده كمخبأ لمجموعة من كبار مسؤولي حماس مما جعلهم يخططون لعملية تصفية تطول أشهر حتى تتوج أخيراً بمقتله على يد القوات الخاصة.

وبحسب التقارير العبرية كان الأمر مجرد مصادفة غير متوقعة حين رصد الجنود مجموعة مسلحة في مبنى سكني يتنقلون بين المنازل ولكنهم لم يكونوا هناك بالصدفة بل كانت هناك معلومات استخباراتية دقيقة ساهمت في تضييق الخناق على السنوار الذي أُجبر على الخروج من مخبأه لتنتهي تلك الحركة القاتلة بحياته.

ففي تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة السنوار رصد أحد الجنود شخصا مشبوها يتحرك وبحكم التوتر الذي تشهده المنطقة تم استدعاء تعزيزات وأطلقت النيران بعد أن رصدت طائرات مسيّرة ثلاثة أشخاص يغادرون المبنى وكانت تلك البداية لمواجهة عنيفة انتهت بأحداث مأساوية وغير متوقعة.

جاءت الدبابة الإسرائيلية لتزيد الطين بلة حيث أصاب قذيفتها السنوار بعد تصديه بشجاعة للمهاجمين إذ ألقى قنبلتين يدويتين تجاههم في مشهد يعكس البطولة والشجاعة التي تحلى بها قبل أن يلقى حتفه بنيران الاحتلال الغاشم بعد تصرفه الذي لم يكن محسبا.

ويؤكد موقع واللاه أن الاشتباكات كانت فوضوية عانت من غموض في المعلومات الاستخباراتية بينما كانت القوات تحت الضغط من عدة جوانب إذ تم التعامل مع ثلاث جثث أحدها تعود للسنوار الذي أُصيب برصاصة قاتلة في الرأس مما يشير إلى حجم الكارثة التي عاشها الجنود في ذلك اليوم الحزين.

علاوة على ذلك، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن ستة جنود محتجزين سابقاً في نفق بالقرب من مكان الحادث ربما كانوا موجودين بجوار السنوار عندما دارت الاشتباكات وأدى ذلك إلى تطورات غير متوقعة تسببت في خسائر فادحة ومعركة غير متكافئة على الإطلاق.

بينما نعى الأزهر الشريف في بيان له شهداء المقاومة ووصفهم بالأبطال الذين أدخلوا الرعب إلى قلوب أعدائهم وأعطوا درساً في الفخر والشجاعة للمقاتلين في كل مكان حيث تظهر تلك الأحداث كم هي معقدة ومشوقة في السعي نحو الحرية.

ففي النهاية تبرز القضية الأعمق من وراء الاغتيال وهي الرغبة في إحكام السيطرة والخوف الذي يعيشه الاحتلال أمام إرادة المقاومة الفلسطينية رغم الكوارث والخسائر المستمرة إذ تظل الجوانب الإنسانية حاضرة بقوة في هذه المعركة الضارية التي لا تنتهي.

العملية تمت في ظل تنافس حاد بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تسعى للسيطرة على الموقف وزيادة الضغوط على قادة حماس الذين يتصدون للمخططات باستمرار مما يجعل المشهد أكثر تعقيداً وبشاعة في ظل الأجواء القاتمة التي تخيم على القطاع.

الجدير بالذكر أن السنوار كان يعد رمزاً من رموز المقاومة وبموته تتعقد الأوضاع أكثر فأكثر إذ تبرز الحاجة إلى تحركات جديدة وإستراتيجيات مبتكرة تتماشى مع التطورات الميدانية لتأمين حق الفلسطينيين في الحرية والبقاء.

هذه الأحداث تترك آثارها على المستوى النفسي والعاطفي لدى الكثيرين مما يستدعي وقفة حقيقية للبحث في سبل جديدة تعيد للقضية زخمها وللشعب الفلسطيني مكانته التاريخية في مقاومة الاحتلال البغيض الذي لا يعرف الرحمة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى