الأمم المتحدة: الأخبار من شمال غزة “مروعة”
قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ بالإنابة جويس مسويا، إن “الأخبار من شمال غزة مروعة، حيث لا يزال الفلسطينيون يعانون من أهوال لا توصف تحت الحصار الذي تفرضه القوات (الإسرائيلية)”.
وأضافت مسويا في بيان صدر عنها، مساء اليوم السبت، أن “الناس في جباليا محاصرون تحت الأنقاض، ويُمنع المسعفون من الوصول إليهم، ويتعرض عشرات الآلاف من الفلسطينيين للتهجير القسري، في ظل نفاد الإمدادات الأساسية”.
وأشارت إلى أن “المستشفيات المكتظة بالمرضى تعرضت للقصف”، مطالبة بـ”توقف هذه الفظائع، بموجب القانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين والجرحى والمرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الصحية”.
وشددت على “ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، ويجب على (إسرائيل) أن تمتثل للأوامر المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية”.
وكان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” سامي أبو زهري، قد أكّد في وقت سابق من اليوم، أن “ما يجري في شمال قطاع غزة (إبادة كاملة)”، مطالبًا المجتمع الدولي بـ “التحرك الفاعل والجاد” لفرض عقوبات على حكومة “إسرائيل الفاشية”.
وقال أبو زهري في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم السبت، إنَّ “قطع جيش الاحتلال المجرم للاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال غزَّة، يستهدف التغطية على جريمة الإبادة التي يرتكبها، ومحاولة عزل أهلنا، ومنع نقل الصورة الحقيقية إلى العالم عن المحرقة والمجزرة اليومية التي ينفذها هناك”.
وأضاف: “يواصل الاحتلال الصهيوني سياسة التضليل الإعلامي حول دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزَّة؛ عبر نشر أخبار وتقارير كاذبة ولا أساس لها من الصحّة، تُوهم بوصول المساعدات إلى كافة مناطق قطاع غزَّة، والحقيقة أنَّ مساعدات قليلة وصلت إلى منطقة مدينة غزَّة فقط، وهي كذلك منطقة منكوبة وبحاجة إلى مساعدات، وعليه، فإنَّنا نؤكّد مجدّداً أنَّه لا مساعدات دخلت إلى محافظة شمال غزَّة، منذ أكثر من أسبوعين”.
وتابع: “لا يزال الاحتلال يمارس سياسة الكذب والتّضليل حول وجود مناطق أو ممرات آمنةٍ، يدعو أهلنا للتوجّه إليها، فلا وجود لمكان آمن في ظلّ تصعيدِه كلَّ أنواعِ القصف الهمجي؛ فهذا الاحتلالُ الفاشيّ يستهدف بالإعدام أو الاعتقال كلَّ منْ يخرجُ من الشمال إلى المناطق والممرّات التي حدّدها بأنَّها آمنة”.
وحمّل الإدارة الأمريكية وكلَّ الدّول الدَّاعمة للاحتلال في عدوانه، وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا، المسؤولية الكاملة عن “تداعيات هذه المجازر والجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي تُرتكب يومياً ضد أهلنا في قطاع غزَّة، بسبب تزويد جيش الاحتلال بالأسلحة والقنابل والعتاد العسكري، إلى جانب منحه غطاءً سياسياً”.
ودعا أمَّتنا العربية والإسلامية بدولها وحكوماتها ومؤسساتها إلى “الانخراط في هذه المواجهة التاريخية مع العدو الإسرائيلي، إسناداً لغزَّة والمقاومة، وإرسال رسالة للاحتلال وداعميه أنَّ غزَّة ليست وحدها”.
كما ودعا جماهير أمَّتنا إلى “الخروج في مظاهرات ومسيرات حاشدة في كل العواصم والساحات، انتصاراً لشعبنا ومقاومتنا وتضامناً مع أهلنا في قطاع غزَّة”.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 379 يوما، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 42 ألفا، و519، وإصابة 99 ألفا و637 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.