اقتحام وحرق قناة MBC في بغداد
في حادثة غير مسبوقة تهز أركان المشهد الإعلامي في بغداد تعرضت قناة MBC لاعتداء همجي أسفر عن اقتحام مقرها وحرقه بشكل مروع
ففي وسط العاصمة العراقية بغداد وتحت أعين الجميع دخل عدد من الشباب إلى مبنى القناة وقاموا بتخريب كل شيء أمامهم بطريقة عشوائية ومروعة
تسارع الشباب إلى تحطيم زجاج النوافذ في المبنى مما حول المكان إلى فوضى عارمة وأثار حالة من الرعب بين العاملين
الأمور لم تتوقف عند هذا الحد بل طالت الاعتداءات الأجهزة الإلكترونية حيث تم تدمير الكمبيوترات وكل ما يتعلق بعمليات البث
الحادثة التي وقعت تثير الكثير من التساؤلات حول سلامة المؤسسات الإعلامية في العراق والجهود المبذولة لحمايتها من مثل هذه الاعتداءات
ما يزيد الأمر سوءا هو أن الاعتداءات تمت بشكل متزامن مع دعوات للحرية الإعلامية وهو ما يبرز التناقض الصارخ في المشهد
تأثرت معنويات العاملين بشكل كبير جراء هذا الهجوم العنيف فالأجواء التي كانت تسود القناة تحولت إلى كابوس مفزع للجميع
يتطلب هذا الهجوم وقفة جادة من قبل السلطات المختصة لحماية المؤسسات الإعلامية وضمان سلامة الصحفيين والعاملين في هذا المجال
المشاهد المروعة التي وثقها الحاضرون تضع العراق أمام تحدٍ كبير يتعلق بكيفية التعامل مع هذه الظاهرة المتزايدة
هذا الحادث لم يكن مجرد اعتداء عابر بل هو إنذار خطير يتطلب تكاتف الجهود لإعادة هيبة الإعلام وحمايته من الفوضى
الكثير من الأصوات تنادي بضرورة إعمال القانون وإيقاف الفوضى التي تهدد العمل الإعلامي مما يستدعي تحركا عاجلا من المسؤولين
المشهد الحالي يعكس حالة من الاستياء والقلق من المستقبل القريب فالاعتداء على الإعلام هو اعتداء على حرية التعبير
الحماية المطلوبة للإعلام في العراق تحتاج إلى أكثر من مجرد تصريحات فلابد من آليات فعالة تضمن أمن الصحفيين والعاملين
ما حدث في قناة MBC ليس حدثا منعزلا بل هو جزء من سلسلة من الاعتداءات التي تلاحق الإعلام العراقي
في ظل هذه الظروف يصبح واجب المجتمع المدني والمناصرين للحرية الإعلامية أكبر من أي وقت مضى من أجل التغيير
توجيه أصابع الاتهام إلى الفاعلين أمر سهل لكن الأهم هو كيفية معالجة جذور المشكلة لضمان عدم تكرارها مستقبلا
الاهتمام الدولي بالمشهد الإعلامي في العراق يتطلب تكثيف الجهود لرفع مستوى الوعي بأهمية حماية الصحفيين والمؤسسات الإعلامية
لا يمكن التغاضي عن هذه الاعتداءات التي تقوض أسس الديمقراطية والحرية فالصمت هو تواطؤ يمكن أن يقود إلى كارثة أكبر
الوقت حان للتحرك وتحمل المسؤولية من جميع الأطراف المعنية لحماية الإعلام وضمان استمرارية رسالته النبيلة في نقل الحقيقة
بينما تشتعل النيران في مبنى القناة يشتعل القلق في قلوب الجميع فالأمن الإعلامي هو أمن الوطن بأسره وواجبنا جميعا
لا بد من وضع حد لهذه الفوضى فالاعتداء على القنوات الإعلامية هو اعتداء على القيم والمبادئ التي نسعى لتحقيقها