مِن سراييفو..انطلاق مؤتمر التحول الديمقراطي في العالم العربي
انطلق اليوم السبت من مدينة سراييفو بالبوسنة والهرسك مؤتمر “التحول الديمقراطي في العالم العربي” برعاية وتنظيم مؤسسة المجلس العربي . وتستمر فعاليات المؤتمر ليومين والتي تهدف إلى العمل على تشبيك الجهود المختلفة في البلاد العربية لصالح تحقيق الديمقراطية، وتنسيق الجهود بين الديمقراطيين العرب لإيجاد حلول واقعية لصالح الشعوب، وذلك بمشاركة نخبة من المفكرين والسياسيين والباحثين والحقوقيين من مختلف البلدان العربية، وافتتح المؤتمر الرئيس التونسي الأسبق، رئيس المجلس العربي، د. منصف المرزوقي، ونائباه السيدة توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل، والدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة الليبرالي.
وأعقب الكلمات الافتتاحية جلسات نقاشية تتمحور حول تجربة التحول الديمقراطي في العالم العربي، وفي الجلسة التي عٌقدت تحت عنوان ” تقييم واقع الديمقراطية في العالم العربي خلص المتحدثون إلى أن إعاقة وعرقلة تجربة التحول الديمقراطي في العالم العربي مرتبط بالخصوصية الثقافة الداخلية والتنشئة الاجتماعية والموقع الجيوسياسي لكل بلد، بالإضافة إلى السياق التاريخي الذي أنتج أنظمة مختلفة في البلدان، كما أن مكانة الدول العربية في الاستراتيجيات الدولية وأهميتها للقوى الكبرى في النظام الدولي لعبت دوراً بارزاً في إفشال التحول الديمقراطي فيها.
كما توصّلت الجلسة التي حملت عنوان ” مستقبل الديمقراطية في العالم العربي ” إلى أن الابتعاد عن الأنانية السياسية كونها تمنع الإجماع السياسي، وتعزيز الحاسة الاستراتيجية للسياسيين العرب عاملان مهمان في بناء أفق ديمقراطي في الدول العربية، بالإضافة إلى إبعاد العسكر عن السلطة وتبنّي ثقافة وتربية وممارسة الديمقراطية عبر الكوادر والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني لتوليد ديمقراطية حقيقية من قلب المجتمعات، كما أن إعادة السياسية إلى المجتمع بعيداً عن شيطنتها واستخدامها كأداة للاستبداد وحياد الدول تجاه المعتقدات والأحزاب والأطياف هي شروط رئيسية لإعادة بعث الديمقراطية من جديد.
واختتمت فعاليات المؤتمر ليوم السبت بجلسة نقاشية تمحورت حول أزمة الديمقراطية في الإطار الدولي ومراجعة المفاهيم المتعلقة بها، وخلصت الجلسة إلى أن الديمقراطية تعاني من المشكلات منذ نشأتها وكأنها استثناء من القاعدة، وأن هناك تراجع واضح في المؤشر العالمي للديمقراطية خلال السنوات العشر الأخيرة بالإضافة للوضوح في العلاقة الطردية بين الدعم الغربي للأنظمة الاستبدادية في المنطقة العربية وبين تراجع الديمقراطيات فيها، وهذا سيئ بالنسبة للدول العربية التي ترزح تحت الأنظمة الاستبدادية لكن التجربة تقول أن الاتجاه الأخير لهذه الدول سيكون نحو الديمقراطية وذلك لأنها الحل الأمثل للمشكلات العديدة التي تعيشها شعوب تلك البلدان.